بيروت: هيام السيد

تعتبر رشا شربتجي من أبرز المخرجين العرب الذين تركوا بصمة في الدراما السورية، وآخر إبداعاتها الإخراجية تجلت في مسلسل «أولاد بديعة» الذي حقق نسبة مشاهدة مرتفعة، وكان محور حديث الناس في الوطن العربي. ومع أنّها ترفض أن تمتدح نفسها، ترى بأنّها المخرجة الأكثر ضميراً في المجال، ومن دون أن تتردد بإنصاف المخرجين الآخرين وإعطائهم حقهم.. ومعها كان هذا الحوار:

* كيف تم اختيار الممثلين في مسلسل «أولاد بديعة»؟

-أجمل ما في مسلسل «أولاد بديعة»، الذي اعتبر نجاحه فاق التوقعات، أنّ التوزيع تم بالشراكة مع الكاتبين يامن الحجلي وعلي وجيه، وهما كانا شريكين حقيقيين وأعطيا خلفية عن كل شخصية شاركت في المسلسل، وأنا أحببت هذه الناحية وهي كانت ناجحة جداً، كما أنّني أعجبت بلهفتهما على العمل لأنّهما لم يكتفيا بكتابة الورق ثم أدارا ظهريهما، بل كانا حريصين على الاهتمام بكافة التفاصيل أثناء التصوير، وعملا بحماس وشغف، وأنا ارتحت كثيراً للتعامل معهما. وبالنسبة للممثلين الذين شاركوا في المسلسل فلقد وافقوا جميعاً ومن دون تردد عندما طلبنا منهم المشاركة.. عندما أرسلت النص للممثلة أمارت رزق وافقت على الفور، وكذلك كل الأبطال الأساسيين، ولا توجد شخصيات بديلة في المسلسل إلا شخصية «أبو هديل» التي عرضناها على أكثر من ممثل لكنهم اعتذروا إلى أن وافق الممثل حسين عباس الذي أبدع بتقديم الدور، وهو كان موجوداً في الأساس في العمل ولكن بدور آخر، وهو مشكور لأنّه تجرد من النواحي الشخصية خصوصاً في المشهد الذي ظهر فيه الأطفال وهم يتبولون عليه، ولكنه تجاوز المسألة، واعتبر أنّ هذا عمل وتمثيل ولكن الآخرين تعاملوا مع المشهد من منحى شخصي ولذلك هم اعتذروا عن الدور.

* كمخرجة سورية برأيك ما الذي ينقص الدراما السورية لكي تصبح أكثر إبداعاً وتفوقاً؟

-أكثر ما تحتاج إليه الدراما السورية منتج سخي وفنان، كما حصل معنا في شركة «بنتا لينس» التي أنتجت مسلسل «أولاد بديعة»، فهي قدمت لنا كل الإمكانات لكي نقدم العمل بصورة جميلة وبطريقة مقنعة ومبهرة، ليتمكن من الوصول إلى كل الناس. لا شك أنّنا بحاجة أيضاً إلى مجموعة من التقنيين لأنّ معظمهم هاجروا إلى الخارج، ويوجد حالياً في سوريا مجموعة جيدة من الفنيين المبدعين، وهم شاركوني في مسلسل «أولاد بديعة» وكانوا أكثر من رائعين، كذلك تحتاج الدراما السورية إلى منافذ تسويق.