منوعات / صحيفة الخليج

بنبان المصرية.. أرض والشمس الساطعة

القاهرة: «الخليج»
تجذب قرية بنبان التابعة لمركز دراو بمحافظة أسوان في صعيد ، عشرات من كبريات الشركات العالمية، للاستثمار في مجال النظيفة والمتجددة، بسبب طبيعتها الفريدة؛ إذ تعد القرية التي تبعد نحو ثلاثين كيلومتراً عن مدينة أسوان، من أكثر المناطق سطوعاً للشمس في العالم، حسبما تقول وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، ما يجعلها بحق أرض الشمس الساطعة.
وتمتد القرية على مسافة تصل إلى نحو ثلاثة كيلومترات، على الضفة الغربية لنهر النيل، في مواجهة مدينتي إدفو وكوم أمبو، ويصل تعداد سكانها إلى نحو 50 ألف نسمة، معظمهم من قبائل عرب الجعافرة الذين ينتشرون في تلك المنطقة، ويحترفون الزراعة، وبخاصة زراعة الطماطم وتصديرها بعد تجفيفها إلى العديد من الدول الأوروبية، وقد لعب سطوع الشمس الكبير في تلك المنطقة دوراً كبيراً، في ازدهار تلك التجربة، وأكسبها شهرة دولية، للدرجة التي غزت فيها منتجات بنبان من الطماطم المجففة، أشهر الأسواق والمطاعم الأوروبية، وبخاصة المكسيك وألمانيا، إلى جانب إيطاليا، بعدما تحولت طماطم بنبان المجففة، إلى أحد أبرز مكونات البيتزا الإيطالية الشهيرة. تنتشر حدائق المانجو في بنبان على مساحات كبيرة، وتتميز بإنتاجها الذي يتم طرحه في الأسواق مبكراً؛ حيث تنضج الثمار خلال فترة قصيرة بسبب الارتفاع الكبير في درجة حرارة الجو؛ إذ تلعب شمسها الساطعة الدور الأكبر في إنضاج العديد من المحاصيل الزراعية الأخري، مثل الملوخية والبامية وغيرهما من الخضر التي تباع في بداية مواسم الحصاد دائماً، ومن بينها الأصناف الفاخرة من البلح الجاف البرتموده والملكابي والسكوتي.
تستمر عمليات تجفيف الطماطم لمدة تصل إلى ستة شهور خلال العام، تبدأ من نوفمبر وتستمر حتى نهاية مايو، وتخضع عمليات التجفيف التي تتم وفق الطريقة الفرعونية القديمة، لعدة اشتراطات، تبدأ من عمليات الفرز لاختيار الثمار الصالحة للتجفيف، قبل أن يتم شق الثمرة إلى نصفين، ووضعها تحت أشعة الشمس، على مفارش البروسيلين المثبتة بالأرض، ثم يقوم المزارعون برش قدر من الملح على الثمار قبل تركها تحت أشعة الشمس لمدة تصل إلى عشرة أيام، تصبح بعدها جاهزة للتخزين، حيث يتم وضع الثمار المجففة، في برطمانات معقمة بعد أن يضاف إليها زيت الزيتون، لتحتفظ بصلاحيتها لمدة طويلة.
لعب السطوع الصافي للشمس في بنبان، دوراً كبيراً في اختيارها نموذجاً لإنشاء أكبر مجمع للطاقة الشمسية في مصر؛ حيث نجحت الحكومة المصرية خلال السنوات الماضية في بناء 32 محطة شمسية بالقرية، تنتشر على مساحة 9 آلاف فدان، وتصل قدرتها إلى 1465 ميجاوات، باستثمارات بلغت نحو ملياري دولار، وتخطط الحكومة للوصول بالقدرة الإنتاجية لتلك المحطات إلى نحو 2050 ميجاوات، وقد حصل المشروع خلال الفترة الأخيرة على جائزتين دوليتين؛ هما جائزة البنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية، إلى جانب جائزة التميز الحكومي العربي، كأفضل مشروعات تطوير البنية التحتية، التي تمثل نموذجاً مثالياً للتنمية المستدامة والصديقة للبيئة، وقد لعبت الجائزتين دوراً كبيراً، في جذب أكثر من 40 شركة عالمية، للاستثمار في «بنبان»، عبر إنشاء مجمعات لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وهي المجمعات التي سوف تعادل طاقتها حسبما يقول خبراء، طاقة السد العالي في توليد الكهرباء خلال الفترة المقبلة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا