منوعات / صحيفة الخليج

طابية القصير في .. حارس عجوز يروي حكايات منسية

القاهرة: «الخليج»
تطل طابية القصير على ساحل البحر الأحمر، في مدينة القصير المصرية، مثل حارس عجوز، يروي لزائري المدينة حكايات منسية من تاريخ عريق، لعبت خلاله تلك الطابية الصغيرة العديد من الأدوار المهمة في حماية المدينة وقوافل الحجيج.
يرجع تاريخ طابية القصير، إلى العصر العثماني، حيث شيدت في عام 1799 ميلادية، بهدف حماية المدينة من اللصوص وقاطعي الطرق، إذ ظلت مدينة القصير على مدار عقود طويلة، تمثل واحدة من أبرز المحطات على طريق الحج القديم، خصوصاً لقوافل الحجاج التي كانت تغادر إلى الأراضي المقدسة من ميناء القصير البحري.
وتعرضت مدينة القصير خلال فترة الحكم العثماني لهجمات اللصوص، الذين كانوا يقطعون الطريق على قوافل الحجاج، وقد بلغت حدة هذه الهجمات للدرجة التي دفعت أهالي المدينة إلى مغادرتها لفترة، قبل أن يتم تشييد تلك الطابية، ورفدها بحامية عسكرية كبيرة، لحماية السكان وحركة التجارة، وهو ما يمكن أن يلاحظه الزائر في مجموعة المدافع التي توجد بالطابية، التي لعبت دوراً كبيراً أيضاً في صد قوات الحملة الفرنسية على ، وأبلت بلاء حسناً.
تتحكم طابية القصير في المدينة على نحو كامل، إذ شيدت فوق ربوة عالية، تطل على المدينة من جهة، وعلى ساحل البحر من جهة أخرى، وتضم أربعة من الأبراج خصصت للمراقبة، وهي ترتفع حولها من جهاتها الأربع، وتضيف إلى جانب جدرانها العريضة المبنية من الحجر الجيرى، حماية إضافية إلى الطابية التي يوجد بها خزان مياه خصص لتجميع مياه الأمطار واستخدامها في الشرب.
ويقول الخبير الأثري محمد أبو الوفا، المدير السابق لآثار البحر الأحمر، إن الطابية لعبت دوراً كبيراً في حماية أهالي القصير لعقود طويلة، حيث نجحت والحامية الموجودة بداخلها، في دحر اللصوص وقطاع الطرق، وكانت سبباً في عودة الحياة إلى مدينة القصير التي هجرها سكانها لفترة طويلة، ما أدى إلى تعطل حركة العمل في ميناء المدينة، وما ترتب عليه ذلك من عدم إرسال المؤن التي كانت ترسها مصر إلى الحجاز في هذا الوقت، وهو ما دفع الوالي العثماني سنان باشا إلى مكاتبة السلطان العثماني سليم الثاني، لبناء تلك الطابية لحماية قوافل الحجاج، إلى جانب حركة التجارة والعمل بالميناء.
تصدت طابية القصير لمحاولة الغزو البحري من جانب الحملة الفرنسية، لكنها سرعان ما سقطت، بعدما زحفت إليها قوات الحملة من الطريق البري عن طريق مدينة قنا، بقيادة الجنرال بلبارد ومساعده الجنرال دونزيلو، ويقول وصفي تميم أحد الباحثين في تراث مدينة القصير: كان «دزدار» العثماني هو أول قائد للطابية، وقد أمر سنان باشا وقتها، بتعزيزها بفرقة من الجنود، لحماية الميناء واستقرار الأمن بالمنطقة، وقد كانت تصرف لتلك الحامية رواتب شهرية، وكانت تضم فرقة من الفرسان تتكون من عشرة أفراد، وثلاثة بلوكات من الجنود، يتكون كل بلوك منها من سبعة إلى تسعة أفراد، يختصون بملاحقة اللصوص من قطاع الطرق، الذين كانوا يهددون حركة التجارة وقوافل الحجاج، بينما زوّدت القلعة بعدد من المدافع متنوعة الحجم والنوع، كانت تطلق نيرانها من مزاغل شيدت في حوائط الطابية التي كانت تضم مسجداً هدمه الفرنسيون عند احتلالهم القصير في فبراير عام 1799 للميلاد، بعدما قاموا بإحداث تغييرات بالطابية، من بينها اتجاه البوابة الرئيسية التي كانت تطل على البحر من ناحية الشرق، وقد لجأ الجنرال الفرنسي دنزيلو إلى ذلك الحل، بعدما أمطرته مدافع البحرية الإنجليزية بالنيران، فقرر تحويل البوابة إلى جنوب القلعة في مكانها الحالي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا