القاهرة: «الخليج»
تبذل وزارة الآثار فى مصر، جهوداً حثيثة لاستعادة بردية إيبرس، الموجودة بمكتبة لايبزيج فى ألمانيا، والتى تعد واحدة من أقدم البرديات الطبية فى التاريخ الإنساني، إذ يرجع تاريخها إلى عام 1550 قبل الميلاد.
تتضمن البردية التي عثر عليها في الأقصر نهايات القرن الثامن عشر، العديد من النصوص التى تتعلق بطرق العلاج القديمة، التى كانت سائدة فى مصر، فى عصور ما قبل التاريخ، ما يضعها بين أفضل البرديات الطبية، التي قدمت للبشرية نظرة شاملة لمختلف فنون الطب المصري القديم، على ما تقدمه من شرح وافٍ وبالتفصيل لعلاج العديد من الأمراض، من بينها علاج الزوائد اللحمية في العين، والقضاء على العديد من أمراض الجهاز الهضمي، ومن بينها الامساك المزمن.
وصفات
تعتمد الوصفات الطبية القديمة فى مصر، على استخدام الأعشاب وبعض المعادن، مثل خليط الرصاص الأحمر، ومسحوق الخشب، إلى جانب بيض النعام، ونترات الصوديوم التى كانت توجد بوفرة في صعيد مصر، فضلاً عن الكبريت والعسل، وثمار التوت ومشروب الشعير.
تخفيف الصداع
تتضمن البردية العديد من الوصفات الطبية، من بينها وصفة لتخفيف الصداع، تعتمد على مزج الجزء الداخلي من البصل مع الزعتر وبذور السمسم، إلى جانب عظام سمكة أبو سيف المطبوخة، وسمك النهاش الأحمر المطبوخ ومزج الخليط بالعسل، قبل وضعه على رأس المصاب لمدة أربعة أيام، تنتهي بعدها نوبات الصداع.
ويقول كثير من خبراء الأدوية، إن بعض هذه العلاجات التى قد تبدو بدائية، إلا أن التجارب العلمية الحديثة أثبتت أنها تحتوي على العديد من عناصر العلاجات الحديثة.
ويبلغ طول بردية ايبرس نحو 20 متراً، وتمتد على مساحة ما يزيد على 100 صفحة من القطع المتوسط للكتب، تتضمن عشرات من الوصفات الطبية لعلاج العديد من الأمراض مثل الربو وبعض أمراض القلب، إلى جانب وصفات أخرى نقلت عن إمحوتب الذي يعد أشهر طبيب مصري فى التاريخ القديم.
وقد عاش إمحوتب حتي عام 2600 قبل الميلاد، وهو العام الذي عين فيه مستشار للملك زوسر الذي قربه من بلاطه، نظراً لحكمته ومهاراته في استخدام الآلات الجراحية، إلى جانب العلاجات العشبية، ما دفع المصريين القدماء إلى وضعه بين مصاف الآلهة بعد موته بأكثر من ألف عام، حيث نصّبوه إلهاً للطب فى مصر القديمة.
العلاج بالأعشاب
يقول خبراء الأدوية والعقاقير الطبية الحديثة، إن المصريين القدماء،
سجلوا علي أوراق تلك البردية، مجموعة رائعة من الأدوية التى تعتمد على العلاج بالأعشاب، مثل نبات الصبار والمر والميرامية إلى جانب الثوم والبصل، حيث استخدموا الثوم على نطاق واسع، لتعزيز جهاز المناعة وعلاج الالتهابات، ما يعني أنهم كانوا مدركين لخصائصه فى هذا المجال، التى اكتشفها الطب الحديث، كما استخدموا العسل على نطاق واسع، كمطهر طبيعي لتضميد الجروح.
تقدم الجراحة
تثبت البردية عبر العديد من النصوص، مدى تقدم الجراحة في مصر القديمة وعلى نحو مدهش، وقد بلغت حد إجراء عمليات جراحية لعلاج بعض أمراض المخ، على نحو ما تظهره النقوش التى تظهر الطبيب المصري القديم، وهو يحفر ثقوباً في جمجمة مريض لتخفيف الضغط على الدماغ، والغريب أن المرضى الذين خضعوا لمثل هذه الجراحات شفيت جروحهم وتعافوا.