بدأت، أمس الاثنين، في واشنطن محاكمة تاريخية في قضية مكافحة الاحتكار ضد عملاق وسائل التواصل الاجتماعي «ميتا».
ويتهم محامو لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية FTC شركة «ميتا» بأنها قضت على المنافسين بشكل غير قانوني من خلال شراء إنستغرام وواتساب.
وقال رئيس اللجنة، فيرغسون، الذي عُين من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لموقع The Verge، إنه سيلتزم بالأوامر القانونية إذا طلب منه ترامب إسقاط دعوى مثل تلك المقامة ضد «ميتا». ولكنه أشار إلى أنها ستكون مفاجأة إذا حدث شيء من هذا القبيل.
وتُعد لجنة التجارة الفيدرالية هيئة رقابية رئيسية على الاحتكار.
وخلال السنوات الأخيرة، أعادت مئات الملايين من الدولارات لضحايا الاحتيال، وسنّت قوانين تحظر الرسوم الخفية والفخاخ المتعلقة بالاشتراكات.
FTC تطالب بتفكيك إمبراطورية «ميتا»
وظهر زوكربيرغ مرتدياً بدلة داكنة وربطة عنق زرقاء فاتحة، وكان أول شاهد يدلي بشهادته، الاثنين، في محاكمة يُتوقع أن تستمر شهرين، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».
وقال المحامي دانيال ماثيسون من لجنة التجارة الفيدرالية (FTC): «لقد قرروا أن المنافسة أمر صعب، وأنه سيكون من الأسهل شراء منافسيهم بدلاً من التنافس معهم».
ووصفت «ميتا» الدعوى المرفوعة من قبل اللجنة، التي قامت في الأصل بمراجعة والموافقة على تلك الصفقات، بأنها مضللة.
وقال محامي الشركة مارك هانسن: إن «ميتا» اشترت إنستغرام وواتساب بهدف تحسينهما وتطويرهما جنباً إلى جنب مع فيسبوك. وقد تؤدي خسارة «ميتا» إلى إجبار المدير التنفيذي مارك زوكربيرغ على تفكيك الشركة، ما قد يشمل فصل تطبيقي مشاركة الصور إنستغرام وخدمة الرسائل واتساب.
تفاصيل الدعوى.. لماذا ترى الحكومة أن الاستحواذ غير قانوني؟
قالت لجنة التجارة الفيدرالية: إن الشركة دفعت أكثر من اللازم عندما استحوذت على إنستغرام مقابل مليار دولار عام 2012، ثم اشترت واتساب بعد عامين مقابل 19 مليار دولار.
وأشار ماثيسون إلى مذكرة تعود لعام 2012 من زوكربيرغ يناقش فيها أهمية تحييد إنستغرام، واصفاً إياها بأنها دليل دامغ على أن «ميتا» تمارس احتكاراً. وأعرب زوكربيرغ في تلك المذكرة عن خيبة أمله من تطبيق صور مستقل كانت الشركة تطوره لمنافسة إنستغرام.
هل يعود إنستغرام إلى الاستقلال؟ سيناريوهات محتملة
قد تكون قضية FTC ضد «ميتا»، مهددة بالتسييس نتيجة علاقة زوكربيرغ بترامب.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، فقد ضغط زوكربيرغ شخصياً على ترامب لحثه على إسقاط الدعوى.
وعند سؤال «ميتا» من قبل BBC لتأكيد هذا الكلام، تجنبت الشركة الرد المباشر وقالت في بيان: «الدعاوى القضائية التي رفعتها لجنة التجارة الفيدرالية ضد ميتا تتحدى الواقع».
وأضاف المتحدث باسم الشركة: «بعد أكثر من 10 سنوات من مراجعة اللجنة وموافقتها على عمليات الاستحواذ، فإن هذا التحرك يبعث برسالة مفادها بأن لا صفقة تعتبر نهائية حقاً». وكانت العلاقات بين زوكربيرغ وترامب متوترة جزئياً، لأن ترامب مُنع من استخدام منصات «ميتا» بعد أحداث اقتحام الكابيتول في يناير 2021.
ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقة تحسناً تدريجياً. وقد تبرعت «ميتا» بمبلغ مليون دولار لصندوق تنصيب ترامب.
وفي يناير، أعلنت «ميتا» أيضاً إلغاء التعاون مع جهات التحقق المستقلة من الأخبار، ووافقت على دفع 25 مليون دولار لتسوية دعوى رفعها ترامب بشأن تعليق حساباته بعد أحداث الشغب.
كيف رد مارك زوكربيرغ؟ تصريحات رسمية تكشف الموقف
أما «ميتا»، فتقول إن عمليات الشراء حسّنت من تجربة المستخدم. وقال هانسن: «لم تُعتبر عمليات الاستحواذ بهدف التحسين والنمو غير قانونية من قبل، ولا ينبغي اعتبارها كذلك الآن».
وتؤكد الشركة أنها تواجه منافسة من العديد من التطبيقات الأخرى، مثل تيك توك، وإكس، ويوتيوب، وiMessage.
وواجه الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا»، مارك زوكربيرغ، لجنة التجارة الفيدرالية FTC في المحكمة الفيدرالية، الاثنين، مؤكداً أن شركته تواجه منافسة واسعة على الإنترنت، رافضاً مزاعم اللجنة بأنها تحتكر سوق تطبيقات التواصل الاجتماعي.
وسعى محامي اللجنة، ماثيسون، إلى استخدام تصريحات سابقة لزوكربيرغ ووثائق من الشركة لإثبات أن فيسبوك كان يركز على مساعدة المستخدمين في التواصل مع من يعرفونهم، مستشهداً بوثائق مسجلة لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات.
لكن زوكربيرغ جادل بأن هدف شركته أوسع من ذلك، ويشمل تزويد المستخدمين بالمحتوى والترفيه والمعلومات من خارج دوائرهم الاجتماعية. قال زوكربيرغ: «معظم التجربة تتمحور حول استكشاف الاهتمامات والترفيه وما إلى ذلك، هذا هو الاتجاه العام لتاريخ الشركة».
كما أشار إلى أن المستخدمين غالباً ما يعبرون عن رغبتهم في رؤية محتوى من أشخاص يعرفونهم، ولكنهم في الوقت نفسه يتفاعلون مع منشورات من مؤثرين لا يعرفونهم شخصياً.
التأثير المتوقع على السوق الرقمي والشركات المنافسة
ترتكز القضية على إعادة النظر في قوة شركات التكنولوجيا الكبرى، حتى بعض الجمهوريين، المعروفين بدعمهم لقطاع الأعمال، انتقدوا «ميتا» بسبب سيطرتها على الخطاب عبر الإنترنت.
وإذا حكم القاضي لصالح لجنة التجارة الفيدرالية، قد تُجبر «ميتا» على فصل إنستغرام وواتساب، ما قد يؤثر في إيراداتها الكبيرة، خصوصاً من السوق الأمريكية.
ودافع محامي «ميتا»، مارك هانسن، عن الشركة، مؤكداً أنها تواجه منافسة قوية دفعتها إلى إطلاق ميزات مثل ريلز لمواجهة تيك توك. وأضاف أن اللجنة تتجاهل حقيقة أن إنستغرام ينافس تيك توك بوضوح.
ومن المتوقع أن يشهد عدد من كبار مسؤولي «ميتا» الحاليين والسابقين، من بينهم شيريل ساندبرغ.
هل يؤثر القرار في مستخدمي إنستغرام وفيسبوك؟
تبدأ قضية FTC ضد «ميتا» في الوقت الذي تستعد فيه قضية احتكار أخرى كبرى، وهي الولايات المتحدة ضد جوجل، للدخول في ما يُعرف بمرحلة العلاج. وكانت وزارة العدل قد كسبت المرحلة الأولى من تلك القضية الصيف الماضي عندما خلص القاضي إلى أن جوجل تحتكر سوق البحث الإلكتروني بنسبة تقارب 90%.
وفي الشهر الماضي، جدّدت وزارة العدل مطالبتها، التي أطلقت خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بأن يتم تفكيك احتكار جوجل للبحث الإلكتروني.
وترى أستاذة قانون الأعمال في جامعة جورجيا، لورا فيليبس-سووير، أن إثبات قضية FTC ضد «ميتا» سيكون أكثر صعوبة. وقالت: «أعتقد أن أمامهم معركة شاقة حقاً».
وأضافت: «هناك طريق طويل أمامهم قبل أن يتم النظر في إمكانية تفكيك إنستغرام أو واتساب، واستبعدت تأثر المستخدمين على المدى القريب».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.