شكل خبر وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر ناهز الـ80 عاماً صدمة للوسط الفني، حيث سارع عدد كبير من نجوم الخليج والوطن العربي إلى تقديم التعازي ونعيه بكلمات مؤثرة عبر منشورات على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
ورحل المزيني، الأحد، وهو أحد أعمدة الدراما والمسرح السعودي، بعد مسيرة طويلة امتدت لعقود في خدمة الفن والثقافة، تاركاً خلفه مجموعة واسعة من الأعمال الفنية المميزة التي شكلت جزءاً من ذاكرة الجمهور.

سبب وفاة الفنان السعودي حمد المزيني

وحتى الآن، لم تُعلن أي جهة رسمية سبب وفاة الفنان السعودي حمد المزيني، الذي وافته المنية صباح الأحد 21 سبتمبر 2025 عن عمر ناهز 80 عاماً. ولم تذكر الأنباء المتداولة تفاصيل محددة حول حالته الصحية أو سبب الوفاة.
ومع ذلك، أفاد الفنان فايز المالكي في منشور له على منصة «إكس»، بأن المزيني كان تواصل معه قبل عشرة أيام، ووعده بزيارته، ما يشير إلى أنه كان على تواصل مع محيطه الاجتماعي حتى وقت قريب.
تجدر الإشارة إلى أن المزيني كان أمضى فترة في المستشفى قبل وفاته، حيث استرجع المالكي ذكرياته معه في المستشفى، مشيراً إلى أن المزيني كان صبوراً، ومثالاً للانضباط على المستويين الشخصي والفني.

شهادة زملائه: حمد المزيني إنسان قبل الفنان

الفنان عبدالله السدحان، الذي شارك المزيني في أعمال عدة مثل «طاش ما طاش»، قال: «رحم الله الفنان الإنسان حمد المزيني، كان مثالاً للأخلاق الرفيعة والتعامل النبيل مع الجميع، ملتزماً بقيمه ومبادئه في حياته وفنه».
أما الفنان فايز المالكي، فاستعاد ذكرياته مع المزيني، مؤكداً أنه كان نموذجاً للإنسانية والاحترام والتفاني الفني، واستذكر مواقف مؤثرة، منها خبر وفاة والد المزيني قبل خمس سنوات أثناء عرض مسرحي، وكيف تفاعل المزيني باحترام واحترافية على الرغم من حزنه الشديد.

من هو الفنان حمد المزيني

ولد المزيني في عنيزة عام 1945، وبدأ حياته المهنية معلماً، قبل أن يقوده شغفه للفن إلى ميادين المسرح والدراما.
بدأت مسيرته المسرحية بمسرحية «آخر المشوار» عام 1976، وكان أول ظهور تلفزيوني في مسلسل «يا كد مالك خلف» عام 1978.
وشارك الراحل في نحو 92 عملاً فنياً ما بين مسلسلات، مسرحيات، وأفلام، من أبرزها: مسلسلات: «طاش ما طاش»، و«بيني وبينك».
تميز المزيني بقدرته على تقديم شخصيات معقدة وواقعية، ومزج الكوميديا الاجتماعية بالعمق الإنساني، ما أكسبه مكانة خاصة لدى الجمهور.

أعماله وإرثه الفني

واشتهر المزيني بتقديم الشخصيات الصعبة والمعقدة، وامتازت أعماله بالعمق الإنساني والكوميديا الاجتماعية، ما أكسبه مكانة خاصة في قلوب الجمهور الخليجي.
من أبرز أعماله التلفزيونية: «طاش ما طاش»، «عائلة أبو رويشد»، «الدنيا دروب»، «غشمشم»، «الضيف الغريب»
أما أبرز أعماله المسرحية، فتشمل «المهابيل»، و«عودة حمود ومحيميد»
وكان آخر أعماله مشاركته في مسلسل «بنات الثانوي» – الجزء الثاني (2024)، لتظل مسيرته شاهدة على مرحلة تأسيسية صنعت هوية الدراما السعودية وألهمت أجيالاً من الفنانين.

المزيني شاعر وموسيقي

إلى جانب التمثيل، كان المزيني شاعراً، وغنّى له مطربون معروفون، كما كان يعزف على العود بإتقان، ويغني بصوت جميل، ما أضاف بعداً فنياً آخر لمسيرته المتنوعة.

مسيرة فنية خالدة

برحيله، تفقد الساحة الفنية والثقافية رمزاً من رموزها الذين أسسوا مسيرة امتدت لنحو نصف قرن، ظل خلالها وفياً لجمهوره حتى آخر لحظة، وبقيت أعماله شاهدة على مرحلة تأسيسية صنعت هوية الدراما السعودية وألهمت أجيالاً من الفنانين.
⁠وسيبقى اسم الفنان حمد المزيني، حاضراً في ذاكرة الثقافة السعودية، واسمه مرتبط بالفن الأصيل، والإبداع المتواصل.