يطل مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب بدورته الثانية عشرة، من 5 حتى 12 أكتوبر/تشرين الأول، بثوب جديد وروح شبابية وإبداعية كعادته. ويواصل المهرجان ما بدأه خلال السنوات الماضية من جهود جعلته من أبرز المنصات الداعمة للشباب وصنّاع الأفلام الصاعدين بالمنطقة، وذلك بقيادة وإشراف الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، المديرة العامة لمهرجان ومؤسسة «فن».
في هذا الحوار مع «الخليج»، أكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي أن المهرجان ليس مجرد مساحة عرض للأفلام، بل وسيلة لإلهام الشباب وتحفيز صناع المستقبل، وتشجيعهم على سرد قصصهم الخاصة واستخدام السينما جسراً للتواصل بين الثقافات.
عن أهم ما يميز هذه الدورة من المهرجان، تقول الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: هي تأتي امتداداً لرؤية ورعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مجلس الشارقة للأسرة والمجتمع، والتي كانت ولا تزال الداعم الأكبر لمؤسسة «فن» والمهرجان منذ انطلاقته. بدعم سموها وتوجيهاتها، أصبح الحدث منصة عالمية تمنح الأطفال والشباب فرصة لاكتشاف السينما أداة للتعبير والتعلم، وليس فقط للترفيه.
وتضيف: هذه الدورة تحديداً تتميز بعمق التبادل الثقافي الذي نعيشه مع كوريا الجنوبية ضيف الشرف، وهو ما يترجم رؤية الشارقة في مد جسور الحوار بين الثقافات عبر «الفن السابع». وعززنا البرامج التفاعلية والورش العملية، ليكون للأطفال والشباب حضور أساسي متفرجين ومبدعين. ما يميز هذه الدورة أيضاً أنها ليست مجرد حدث سنوي، بل ثمرة عمل جماعي ورؤية متواصلة نحو تمكين جيل جديد من رواة القصص وصناع المستقبل.
وعن أهم أهداف هذه الدورة تقول الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: الهدف الأساسي أن يكون المهرجان منصة لإلهام الأطفال والشباب، ومنحهم فرصة لاكتشاف أنفسهم من خلال السينما. ومن أهدافنا كذلك تشجيع الإنتاجات العربية الموجهة للصغار، وتعزيز حضورها على الساحة الدولية. وأخيراً، نهدف إلى أن تكون هذه الدورة مساحة للقاء، للحوار، ولزرع بذور الإبداع التي ستثمر في المستقبل.
وتقول الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي عن نوعية وحجم التبادل الثقافي بين الشارقة وكوريا الجنوبية بهذه الدورة: هو كبير ومتنوع هذا العام. وإلى جانب الأفلام الكورية المشاركة، هناك جلسات حوارية مع صناعها، وورش تدريبية يقدمها خبراء كوريون للشباب. هذا التبادل يفتح نافذة مهمة أمام أطفالنا وشبابنا للاطلاع على مدرسة سينمائية ناجحة استطاعت أن تصل للعالمية. في المقابل، يكتشف الضيوف الكوريون حيوية المشهد الثقافي في الشارقة والمنطقة العربية، وهو ما يخلق حواراً ثنائياً يعزز الفهم والتقارب بين الثقافتين.
تنوع
تؤكد الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي أن الأعمال المشاركة هذا العام تمثل تنوعاً غنياً في الشكل والمضمون، موضحة أن منها أفلاماً طويلة لمخرجين عالميين، وقصيرة تعكس تجارب شباب مبتكرين من مختلف القارات، إلى جانب أعمال تحريك ووثائقية تلهم الأطفال وتفتح لهم أبواباً جديدة على العالم. وترى أن ما يميز هذه الاختيارات أنها تحمل رسائل إنسانية واجتماعية، وتسعى لطرح قضايا تهم الأطفال والشباب، مثل الهوية، البيئة، العدالة، والعلاقات الإنسانية. وتشير إلى الحرص على أن تكون هذه الأفلام من إنتاجات مهرجانات عالمية، مع مساحة خاصة للأعمال العربية والخليجية، ليجد الجمهور تنوعاً يجمع بين العالمية والمحلية.
ضيوف
عن الشخصيات البارزة من ضيوف المهرجان، تقول الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: نحرص كل عام على استضافة شخصيات تشكل قيمة مضافة للحوار السينمائي والتربوي. هذا العام نستضيف مجموعة من المخرجين الكوريين المعروفين الذين ساهموا في نجاح السينما الكورية عالمياً، إلى جانب أصوات عربية شابة أثبتت حضورها. كما نرحب بمتحدثين في مجالات التعليم والإعلام الثقافي، لأننا نؤمن بأن المهرجان ليس فقط حدثاً فنياً، بل مساحة تربط بين الفن والتعليم. معايير الاختيار قائمة على عنصرين أساسيين: أولاً، الخبرة والقيمة الفنية التي يمتلكها الضيف، وثانياً، قدرته على إلهام الأطفال والشباب والتفاعل معهم. نريد أن تكون لقاءات ضيوفنا مع الجمهور لحظات تغيير تلهم وتفتح آفاقاً جديدة.
وتشدد الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي على أن «المهرجان منذ تأسيسه كان موجهاً ليكون صوت الأطفال والشباب، وليس فقط منصة للعرض. نقدم ورش كتابة سيناريو وإخراج وتصوير ونقد سينمائي، بهدف أن نقدم للجيل الجديد الأدوات ليصنعوا قصصهم الخاصة. هذا العام، نسبة كبيرة من المتطوعين والمنظمين من الشباب، بعضهم بدأ متابعاً في الدورات الأولى وأصبح جزءاً من فريق التنظيم. نؤمن بأن إشراك الشباب في مراحل التخطيط والتنفيذ يمنحهم خبرة عملية تبني ثقتهم وتساعدهم ليكونوا صناع قصص حقيقيين في المستقبل».
تعزيز التفكير النقدي
عن أهم خطوات المهرجان لتعزيز الإبداع والوعي الثقافي تقول الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: خلال 12 دورة متتالية، استطعنا أن نخلق منصة تعمل على تعزيز التفكير النقدي والحوار. المهرجان أصبح وجهة يتطلع إليها الشباب ليتعرفوا الى تجارب سينمائية من مختلف أنحاء العالم، وهو ما عزز لديهم الوعي بالآخر وفهم الثقافات المتنوعة. وحرصنا على أن يتضمن البرنامج جلسات نقاشية مع صناع الأفلام، وورش تعليمية، مما جعل المهرجان مدرسة غير رسمية لتعليم الإبداع. هذه الخطوات تراكمت لتجعل من المهرجان رافداً أساسياً في بناء جيل واعٍ ومبدع.
وعن كيفية الاهتمام بزيادة المحتوى العربي الموجه للشباب تقول: ندرك أن هناك فجوة في المحتوى العربي الموجه للأطفال والشباب، لذلك نعتبرها أولوية لدينا. نعمل على تشجيع صناع الأفلام العرب من خلال تخصيص مسابقات وجوائز للأعمال العربية، إضافة إلى منحهم مساحة مميزة في جدول العروض. كذلك، ندعو صنّاع محتوى عرب للمشاركة في الورش وتبادل الخبرات، ونحرص على إبراز قصص محلية تعكس هوية المنطقة وقضاياها. هذا الاهتمام ليس مؤقتاً، بل استراتيجية مستمرة، لأننا نؤمن بأن وجود محتوى عربي قوي هو ما يرسخ الانتماء والثقافة لدى الأجيال الجديدة.
تحضيرات
الإعداد لهذه الدورة بدأ، وفق الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مباشرة بعد ختام السابقة، والمراحل الأساسية تبدأ بتلقي الترشيحات ومشاهدة مئات الأفلام، ثم اختيار قائمة الأعمال التي تتماشى مع معايير المهرجان الفنية والتربوية.
وتقول: بالتوازي، ننسق مع الضيوف الدوليين، ونرتب البرامج من ورش وجلسات. هناك أيضاً جانب تنظيمي ولوجيستي ضخم يشمل أماكن العروض، التكنولوجيا المستخدمة، وتجهيز فرق العمل والمتطوعين. لا يمكن أن أنسى دور الشباب المتطوعين الذين يشكلون العمود الفقري للتحضير، إذ يشاركوننا في كل مرحلة، من التنظيم إلى التواصل مع الضيوف. الجهد جماعي ومكثف، لكنه ممتع لأنه يثمر حدثاً ينتظره الجميع بشغف.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.