قال د. أحمد السبعاوي، أستاذ الغدد الصماء والسكر بالمعهد القومي لأمراض السكر، ومقرر اللحنة القومية لمكافحة الأمراض غير السارية بوزارة الصحة والسكان، أن لكل مريض سكر شخصية تحدد كيفية تعامله مع المرض، وذلك من واقع إدراكه وخبرته، مؤكداً أن طبيعة وسلوك الشخصية هي التي تقود المريض إلى بر الأمان أو تدفعه إلى السقوط في مضاعفات المرض.

وأوضح أن حقيقة شخصية المريض تظهر في تعاملها مع مرض السكر، أكتر من تعامله مع الناس، فكل مريض له «شخصية سكرية» خاصة به، وهذا ما يجعل كل حالة مختلفة عن غيرها من الناحية الفعلية، موضحاً أن هناك 5 شخصيات لمرضى السكر.

وأضاف أن أولها «شخصية المقاتل»، الذي يتعامل مع مرض السكر بقوة وتحد، وشعاره في الحياة أن السكر «ليس نهاية العالم»، وهذا الشخص يبدأ فور تشخيص إصابته بتنظيم أكله، ويحرص على التحرك والمتابعة الطبية الدقيقة، وهو ما يجعله يكسب المعركة مع السكر فور بدايتها.

وأشار إلى أن النوع الثاني هو «شخصية المتنكر»، وهذا الشخص يعاني ارتفاع مستوى السكر بشكل دائم، ومع ذلك يقنع نفسه بأنه «تمام»، وأسوأ ما في هذا الشخصية أنها تخاف من نتائج التحليل أكتر مما يخاف من حقنة الأنسولين.

وأكد الدكتور أحمد السبعاوي أن النوع الثالث هو«شخصية المتذبذب»، الذي لا يلتزم بشكل جدي، بالتعامل مع مرض السكر، فهو يلتزم مثل الساعة في يوم ما، وفي اليوم التالي يتعامل مع مرض السكر بشكل فوضوي، ولذا يعاني تذبذب مستوى السكر، طالع ونازل وكأنه موج البحر.

أما النوع الرابع فهو «شخصية الباحث»، الذي يحرص على السؤال والقراءة بشكل دائم، ويتابع كل جديد، ويسعى لفهم كل شيء عن مرض السكر، وكيفية التعامل الصحيح معه. وهذا النوع من المرضى لا يتناول أي علاج للسكر، لأنه يعيش حياته بوعي وصحة من خلال التعلم، وضبط كل أمور حياته اليومية، سواء من حيث نوعية وكمية الطعام، ومن حيث ضبط مواعيد النوم، والحصول على ساعات كافية وصحية ومريحة.

واختتم الدكتور أحمد السبعاوي، بـ «شخصية المتوكل»، الذي يؤدي ما عليه ويقول «ربنا كريم»، وهذا الشخص يتميز بتوازن مستوى السكر دائماً، لأنه يفعل ما عليه، ويترك أموره لله، وبالتالي يعيش حياته بـ«قلب مطمئن».

وأكد أن نوع الشخصية في التعامل مع مرض السكر هو ما يحدد رحلة وحياة المريض كل يوم، وليست أرقام ونتائج التحاليل، مشيراً إلى أنه من الأفضل لمريض السكر أن يفهم نفسه ومرضه، لأن من يفهم نفسه، يفهم كيفية التعامل مع مرض السكر.

وشدد الدكتور أحمد السبعاوي على أن التعامل مع مرض السكر لا يحتاج إلى وصفات سحرية، وإنما لنظام بسيط وثابت للتعايش والسيطرة على المرض، ومن ذلك النوم المبكر والكافي،

لأن النوم ليس رفاهية، ولكنه ضرورة حياتية لإتمام الصيانة اليوميّة للجسم، وضرورة تناول الأكل الطبيعي قليل السكريات والمقليات، مع التركيز على البروتين والخضار والفاكهة، ممارسة الحركة أو الرياضة، فليس مطلوباً الاشتراك في الجيم لأن نصف ساعة مشي يومياً تكفي، ومن المهم تخفيف التوتر والضغوط، وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين «د» والزنك والمغنيسيوم، فهذه العناصر جنود مهمين في التعامل مع السكر ونصح بالابتعاد عن التدخين، وعدم تناول الطعام أو الشراب في أوعية من البلاستيك الساخن، والعطور الرخيصة، فهذه السموم تربك الجسم، بأكثر مما يتخيل الإنسان، والاهتمام بإجراء التحاليل بشكل دوري، وفق تعليمات الطبيب.