رغم الانتشار الواسع لمشاعر التفاؤل بين جماهير ريال مدريد قبل المواجهة المرتقبة التي ستجمعه بفريق أرسنال الإنجليزي في دوري أبطال أوروبا، بدأت أصوات التحذير تدوي في محيط النادي الملكي، مشددة على خطورة الوقوع في فخ الثقة المفرطة التي قد تتحول إلى نقطة ضعف يستغلها المنافس.

ففي خضم الحديث المتزايد عن إمكانية تحقيق “عودة تاريخية” جديدة على أرضية ملعب سانتياغو برنابيو، أثار الإعلامي المعروف خوانما رودريغيز جدلاً واسعًا بتغريدة نشرها عبر حسابه على موقع “X” (تويتر سابقًا)، زعم فيها أن “العودة أمر محسوم”، الأمر الذي أثار حفيظة العديد من المتابعين والمنتقدين، ليقوم الإعلامي بحذف التغريدة لاحقًا.

وفي الوقت الذي يستعد فيه الفريق الأبيض لخوض مباراة لا تقل أهمية أمام ديبورتيفو ألافيس في منافسات الدوري الإسباني “الليغا”، يدرك لاعبو ريال مدريد تمام الإدراك ضرورة استعادة الروح القتالية العالية وتقديم أداء مغاير تمامًا لما ظهروا به في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب الإمارات في لندن والتي انتهت بهزيمة الفريق الملكي ب3 أهداف مقابل لاشيئ. فالجميع يعلم أن فريق أرسنال ليس بالخصم السهل أو الذي يمكن الاستهانة به، وأن أي شكل من أشكال التراخي أو الاسترخاء قد يدفع الفريق ثمنًا باهظًا في هذه المرحلة الحاسمة من البطولة الأوروبية.

صحيح أن جماهير ريال مدريد تتشبث دائمًا بإيمانها بقدرة فريقها على تحقيق المعجزات والانتصارات الصعبة، إلا أن الواقعية والمنطق يفرضان على الجميع توخي أقصى درجات الحذر والانتباه قبل ليلة أوروبية أخرى قد تحمل في طياتها الكثير من المفاجآت. فالحذر، إذن، هو السلاح الأمضى في مواجهة التحديات الكبرى، حتى في معقل الملوك.