في خضم أجواء اقتصادية يسودها الترقب والقلق، مدفوعة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية التي تثير الغموض، واصل المعدن الأصفر، الذهب، صعوده اللافت خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 15 أبريل. ليؤكد بذلك مكانته كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الضبابية وعدم اليقين التي تخيم على الأسواق العالمية.
بريق الذهب يزداد تألقًا:
سجل سعر الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.5%، ليحط رحاله عند مستوى 3226.24 دولار للأوقية. وبهذا الأداء القوي، ظل الذهب قاب قوسين أو أدنى من أعلى مستوى تاريخي له، والذي لامسه يوم أمس الاثنين عند 3245.42 دولارًا للأوقية. ولم تقتصر المكاسب على المعاملات الفورية فحسب، بل امتدت لتشمل العقود الأمريكية الآجلة للذهب، التي ارتفعت هي الأخرى بنسبة مماثلة بلغت 0.5%، لتستقر عند مستوى 3242.50 دولارًا.
تراجع في بريق المعادن الأخرى:
على النقيض من الأداء القوي للذهب، شهدت أسعار المعادن النفيسة الأخرى اتجاهًا هبوطيًا. فقد تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة طفيفة بلغت 0.2%، لتستقر عند سعر 32.29 دولار للأوقية. كما انخفض سعر البلاتين بنفس النسبة ليصل إلى 949.21 دولارًا للأوقية. وكان البلاديوم الأكثر تضررًا، حيث هبط بنسبة ملحوظة بلغت 1.4%، ليغلق عند مستوى 943 دولارًا للأوقية.
لماذا يسطع الذهب في سماء القلق؟
تتعدد العوامل التي تدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع، ويأتي في مقدمتها:
- استمرار الغموض حول الرسوم الجمركية الأمريكية: يرى محللو الأسواق أن الارتفاع المتواصل في المعدن الأصفر يعكس إقبال المستثمرين المتزايد على اقتناء أصول تعتبر ملاذًا آمنًا، وذلك بهدف التحوط من التقلبات الاقتصادية التي قد تنجم عن إصرار الولايات المتحدة على فرض المزيد من الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من السلع.
- تحقيقات أمريكية تستهدف قطاعات حيوية: كشفت وثائق رسمية عن أن الإدارة الأمريكية تمضي قدمًا في تحقيقات تستهدف واردات الأدوية وأشباه الموصلات. وتهدف هذه التحقيقات إلى تقييم إمكانية فرض رسوم جمركية جديدة على هذين القطاعين الحساسين، انطلاقًا من اعتبار الاعتماد الكبير على المنتجات الأجنبية في مجال الأدوية والرقائق الإلكترونية تهديدًا محتملًا للأمن القومي الأمريكي.
- ترقب إعلان ترامب بشأن أشباه الموصلات: زاد الرئيس ترامب من حالة الترقب والقلق في الأسواق عندما صرح يوم الأحد بأنه سيقوم بالإعلان عن النسب المحددة للرسوم الجمركية التي سيتم فرضها على واردات أشباه الموصلات خلال أسبوع. هذا التصريح أبقى المتعاملين في حالة تأهب قصوى تحسبًا للتداعيات الاقتصادية المحتملة لهذا القرار.
- المعدن الأصفر.. الحصن الحصين في وجه المخاطر: يستفيد الذهب تقليديًا من انخفاض أسعار الفائدة، كما يُنظر إليه على نطاق واسع كأداة قيمة للتحوط في وجه الأجواء الاقتصادية العالمية التي تتسم بالضبابية وارتفاع معدلات التضخم. وبصفته أصلًا لا يدر عائدًا، يصبح الذهب أكثر جاذبية في ظل هذه الظروف.
- إقبال صيني متزايد على صناديق الذهب: كشفت بيانات صادرة عن مجلس الذهب العالمي عن اتجاه لافت في السوق الصينية. فقد تجاوزت الاستثمارات في صناديق الذهب المتداولة في البورصة والمدعومة فعليًا في الصين، منذ بداية الشهر الحالي، إجمالي الاستثمارات المسجلة خلال الربع الأول بأكمله. والأكثر من ذلك، فقد تجاوزت هذه التدفقات الاستثمارية تلك التي سجلتها الصناديق المدرجة في الولايات المتحدة، مما يعكس قوة الطلب الصيني على المعدن الأصفر.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا الخبر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا الخبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
