سياسة / اليوم السابع

اللواء محمد الدويرى: خطاب نتنياهو خطوة أمريكية لتكريم رئيس الوزراء الإسرائيلى

قال اللواء محمد إبراهيم الدويرى نائب المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، إنه لا يمكن النظر إلى خطاب بنيامين نتنياهوأمام الكونجرس، إلا من خلال منظور رئيسى وهو أن العلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة تفوق بمراحل أية خلافات بين قيادات الدولتين، وأنه مهما كان حجم هذه الخلافات فإنه من غير المسموح تماماً  أن تتأثر هذه العلاقات وتصل إلى مرحلة القطيعة فى حدها الأقصى أو إتخاذ أية قرارات تؤثر سلباً على الأمن القومى الإسرائيلى فى حدها الأدنى .

وأكد الدويرى أن خطاب نتنياهو يعد بمثابة خطوة أمريكية رسمية لتكريم رئيس الوزراء الإسرائيلى فى هذا التوقيت الحرج الذى يتعرض فيه لأكبر حجم من الإنتقادات الداخلية التى يتعرض لها منذ تويه الحكم فى ديسمبر 2022، ورغم كافة التداعيات السلبية للحرب الإسرائيلية على غزة والتى بدأت منذ أكثر من تسعة أشهر وخلفت ورائها واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية فى التاريخ الحديث من تدمير للقطاع وسقوط آلاف الشهداء والمصابين والمفقودين والنازحين ناهيك عن المجاعات والأمراض والأوبئة .

وأضاف الدويرى أن نتنياهو لم يكن حريصا منذ بدء الحرب على غزة على أن يتجاوب مع الجهود الأمريكية لوقف إطلاق النار أوالبحث عن حلول لهذه الأزمة المتصاعدة، بل رفض كافة المحاولات الأمريكية المبذولة للتوصل إلى هدنة يلتقط فيها الجميع الأنفاس، ووصل الأمر بينه وبين الرئيس “” إلى توتر غير مسبوق بل إلى تحدى واضح وعلنى من جانبه تجاه الرئيس الأمريكى .

وأشار الدويرى إلى أنه نظراً لمواقف نتنياهو المتشددة فقد تراجع الدور الأمريكى كثيراً ولم تستطع واشنطن أن تضغط عليه ولو لمرة واحدة للقبول بالهدنة رغم كل الدعم السياسى والعسكرى الذى قدمته إدارة “بايدن” لإسرائيل طوال مدة الحرب ورغم الزيارات المتكررة التى قام بها الخارجية الأمريكى “بلينكن” إلى تل أبيب والتى ذهبت كل نتائجها المحدودة أدراج الرياح .

وأضاف الدويرى إلى أنه فى نفس الوقت لا يمكن أن أنظر إلى عدم حضور نائبة الرئيس “كاميلا هاريس” خطاب نتنياهو فى الكونجرس على أنه رسالة عدم رضاء من جانبها عن سياساته، بل أنها قد تدفع ثمن عدم حضورها الخطاب – إذا كان متعمداً – خلال الحملة الإنتخابية عندما تكون المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطى للإنتخابات الرئاسية، ويكفى هنا أن أشير إلى الترحيب والإستقبال المثير للدهشة من جانب أعضاء الكونجرس لناتانياهو ومدى التصفيق الذى حظى به مرات عديدة خلال إلقاء الخطاب .

وأكد الدويرى أن الخطاب لم يخرج بصفة عامة عن السياسات التى تحكم الموقف الإسرائيلى، أى أنه لم يحمل جديداً فى جوهره سوى إعطاء أحداث السابع من أكتوبر الإهتمام الأكبر كمأساة تعرضت لها دولة إسرائيل مع التعهد أنها لن تتكرر.

وأشار الدويرى إلى الحرص الشديد على التأكيد على عمق العلاقات الإستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة سواء مع الإدارة الديمقراطية أو الجمهورية، مع منح المرشح الجمهورى “ترمب” الكثير من المديح نظراً للقرارات الإيجابية التى إتخذها لصالح إسرائيل أثناء توليه الرئاسة خلال الفترة من 2016 -2020  .

وأكد الدويرى أن نتنياهو أعاد التأكيد على المخاطر الإيرانية وتهديدها هى ووكلائها للإستقرار فى المنطقة، وطرح نتنياهو فكرة تشكيل تحالف إقليمى جديد يسمى ” التحالف الإبراهيمى” يتكون من الولايات المتحدة وإسرائيل والدول التى لديها علاقات وتطبيع معها من أجل مواجهة محور الشر الإيرانى فى المنطقة الذى يهدد المصالح الأمريكية .


وأشار الدويرى إلى أنه فيما يتعلق بالحرب على غزة فقد كان هذا الخطاب فرصة سانحة أمام “ناتانياهو” للتأكيد على إعتزامه مواصلة الحرب حتى يقضى على حماس وعلى أى تهديد مستقبلى يمكن أن ينطلق من قطاع غزة تجاه إسرائيل، وهو مايتطلب من وجهة نظره إستمرار تدفق المساعدات العسكرية لإسرائيل، أما موضوع التوصل إلى هدنة فقد كان واضحاً أن ناتنياهو تعمد عدم الدخول فى أية تفصيلات حتى لايمنح هذا الموضوع أهمية أو يلزم نفسه علناً بأية إلتزامات قد تمثل قيداً عليه فى المستقبل خاصة أمام حكومته بعد عودته من واشنطن، وهو نفس الأمر الذى ينطبق على مبدأ حل الدولتين الذى تجنب مجرد حتى الإشارة إليه.

وأكد الدويرى أن نتنياهو كان حريصاً بشكل واضح للغاية على أن يستعرض رؤيته لليوم التالى لإنتهاء الحرب حتى يرسل رسالة إطمئنان لكل من ينتقده ويتهمه بعدم إمتلاكه أى خطة لهذه المرحلة، وهنا فقد أكد نتنياهو على بعض النقاط التى تهمنا والتى يجب أن نضعها فى إعتبارنا وهى :-

أن إسرائيل سوف تسيطر على قطاع غزة عسكرياً لفترة من الوقت بعد إنتهاء الحرب فيما يسمى بالفترة الإنتقالية.

ضرورة نزع سلاح قطاع غزة وهو مايعنى ضرورة القضاء على حماس والجهاد الإسلامى وكافة الفصائل المسلحة فى غزة.


أن تؤول إدارة غزة إلى إدارة مدنية غير متطرفة، وهنا لم يتطرق ناتانياهو إلى السلطة الفلسطينية التى لايزال يعتبرها واحة من أعدائه.

 وبالتالى فإن خطاب “نتنياهو” أمام الكونجرس فى هذه الظروف كان نقلة هامة فى مسار العلاقات الإسترايجية بين الدولتين، وتأكيدأ لمدى أهمية ألا تتأثر هذه العلاقات بل يجب أن تتطور وتتوسع فى المنطقة لمواجهة التهديدات المشتركة التى تمثلها إيران فى مواجهة محور السلام الإستقرار، أما الحرب على غزة فقد كانت رسالة “ناتانياهو” للأمريكيين أنها إحدى المراحل الهامة التى تنفذها إسرائيل لمواجهة الإرهاب نيابة عن الولايات المتحدة والعالم وليس أكثر من ذلك .

الخلاصة أن “نتنياهو” الذى حرص خلال خطابه على تحويل حرب غزة بكافة جوانبها لصالحه، سوف يعود من واشنطن وهو يتمتع بعناصر قوة أكبر مما سبق بما يتيح له إستمرار دعم سيطرته على القرار الإسرائيلى، ومن المؤكد أنه لن يوافق على أية صفقة تتناقض مع مواقفه الرئيسية خاصة بالنسبة لإستمرار الحرب حتى تحقيق أهدافه المعلنة بما فى ذلك طبيعة اليوم التالى لإنتهاء الحرب، أما بالنسبة لعلاقاته مع الولايات المتحدة فقد نجح فى أن يعيد الزخم لهذه العلاقة التى من المؤكد أنها ستشهد مزيداً من الدعم فى حالة فوز “ترمب” الذى يراهن على عودته إلى البيت الأبيض .

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا