كتب ـ محمد الأحمدى

في إطار تعزيز الشراكة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والدولة المصرية، شهدت الفترة الأخيرة إطلاق عدد من المبادرات المشتركة التي تهدف إلى النهوض بالمجتمع المصري، خاصة في مجالات الصحة والتوعية الاجتماعية.

أطلقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، من خلال المكتب البابوي للمشروعات، وثيقة توعوية بعنوان "مخاطر زواج الأقارب"، ضمن مبادرة "كمل الزغروطة – خلي الفرحة تكمل". تهدف هذه المبادرة إلى تقليل فرص تعرض الأجيال القادمة للأمراض الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب، من خلال التوعية المجتمعية بمخاطر هذا النوع من الزواج. وقد شهد قداسة البابا تواضروس الثاني فعاليات إطلاق الوثيقة، بحضور ممثلين عن وزارات الصحة والسكان، الشباب والرياضة، التضامن الاجتماعي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بالإضافة إلى مؤسسات مجتمع مدني. 

شاركت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي أطلقها المجلس القومي للمرأة، بهدف إحداث تغييرات نوعية في بناء الإنسان المصري صحيًا واجتماعيًا وتعليميًا. وأكد القس أنطونيوس صبحي، ممثل الكنيسة في ورشة عمل حول المبادرة، أن الكنيسة تحرص على تقديم خدمات تعليمية وتوعوية، وتولي اهتمامًا خاصًا بذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال برامج التأهيل والتدريب. 

أطلقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برنامج "جسور السلام"، بالتعاون مع الدولة، دعمًا لمبادرة "بداية جديدة". يهدف البرنامج إلى تعزيز قيم السلام والمحبة في نفوس المواطنين، من خلال زرع حب الله، الإنسان، الطبيعة، التنوع، والسماء. وأكد قداسة البابا تواضروس الثاني أن الحفاظ على حالة السلام والاستقرار مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد المجتمع. 

وتعكس هذه المبادرات الدور المجتمعي الفاعل للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتؤكد على أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية والدولة في تحقيق التنمية المستدامة وبناء الإنسان المصري.