كتب: محمد الأحمدى
الأربعاء، 27 أغسطس 2025 02:00 صمنذ فجر المسيحية فى مصر، ارتبطت الكنيسة القبطية ارتباطًا وثيقًا باللغة التي نشأت وتطورت على أرضها، وهي اللغة القبطية، ولم تكن القبطية مجرد وسيلة للتواصل بين المؤمنين، بل أصبحت لغة مقدسة حملت على عاتقها تبشير المصريين بالإنجيل، والحفاظ على تراثهم الروحي واللغوى عبر العصور، ففي الوقت الذي كانت فيه الحضارة المصرية القديمة تتلاشى تدريجيًا، ظهرت اللغة القبطية كلغة حية، مستمدة جذورها من الحضارة الفرعونية العريقة، ولكن مكتوبة بحروف يونانية مع إضافات لتناسب أصواتها الفريدة.
وهذا التحول اللغوى تزامن مع انتشار المسيحية، وسرعان ما تبنت الكنيسة الوليدة اللغة القبطية كلغة لها، وكانت الترجمة الأولى للكتاب المقدس إلى القبطية فى القرن الثاني الميلادى علامة فارقة، حيث مكّنت جموع المصريين من فهم كلمة الله بلغتهم الأم، ومنذ ذلك الحين، أصبحت القبطية هى لغة العبادة والطقوس فى الكنيسة القبطية، وحافظت على هذا الدور المحورى حتى يومنا هذا.
عبر القرون، ورغم التحديات المختلفة، ظلت اللغة القبطية نبضًا حيًا في قلب الكنيسة، وشاهدًا على أصالة إيمانها وعمق تاريخها. إنها ليست مجرد أداة للتعبير، بل هى وعاء للتراث الروحى واللاهوتى للأقباط، تربطهم بجذورهم الحضارية والإيمانية على حد سواء.
تعتبر اللغة القبطية جسر بين الحضارات فهى تمثل حلقة وصل بين الحضارة المصرية القديمة والكنيسة المسيحية فى مصر، حيث حافظت على الكثير من المفردات والقواعد من اللغة المصرية القديمة، لكنها استخدمت الحروف اليونانية لتسهيل القراءة والكتابة.
الترجمة القبطية للكتاب المقدسكانت أول ترجمة كاملة للكتاب المقدس إلى القبطية على يد بنتينوس في القرن الثاني الميلادي، مما ساعد على نشر المسيحية بين المصريين الذين لم يكونوا يتحدثون اليونانية.
وإلى جانب اللهجة البهيرية الرسمية، هناك لهجات أخرى مثل الساكنية والفاومية، لكنها لم تستمر فى الاستخدام الطقسى، وحتى اليوم، تُستخدم اللغة القبطية فى صلوات الكنيسة، مما يحافظ على التراث الروحي واللغوي للأقباط.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.