الشرقية – إيمان مهنى

في قلب شارع الحمام بمدينة الزقازيق، تقف ورشة رفعت السمكري شاهدًا حيًا على تراث صناعة الفوانيس اليدوية، حيث تمتد خبرتها لأكثر من 80 عامًا، محافظةً على هذا الفن التقليدي الذي يضفي أجواءً روحانية مميزة خلال شهر رمضان المبارك.

وبالإضافة إلى مهارة التصنيع، تقدم الورشة خدمات صيانة الفوانيس الصاج، بما يشمل إصلاح الفوانيس المتضررة، وإعادة الدهان، وترميم الإضاءة، واستبدال الأجزاء المكسورة، لتستعيد كل قطعة رونقها الأصلي.

وفي لقاء مع اليوم السابع، قال محمد السمكري، أحد أبناء الورشة: "وُلدت هنا بين أدوات الحرفة، وتعلمت أصول المهنة من والدي الحاج رفعت، الذي ورثها عن جدي، وهي ممتدة في عائلتنا منذ الجد السادس أو ربما قبل ذلك".

وأوضح أن الورشة لا تقتصر على التصنيع فقط، بل تخصص شهر شعبان لصيانة الفوانيس القديمة للراغبين في إصلاحها، حيث تختلف طريقة الإصلاح وفقًا لحالة الفانوس، مشيرًا إلى أن عملية التصنيع اليدوي هي الحرفة الأساسية، وتبدأ في شهر محرم، وتشمل تشكيل الصاج، النقش الزخرفي، تركيب الزجاج، والتلوين النهائي، ليتم عرض الفوانيس للبيع قبل حلول رمضان.

وأكد أن الفوانيس التي تتعرض للصدأ الكامل تصبح غير قابلة للإصلاح، في حين يمكن حماية الفوانيس الأخرى عبر طلائها بالإسبراي أو الورنيش لمنع التآكل، إضافةً إلى ضرورة تغليفها بعد انتهاء الشهر الكريم وحفظها في مكان جاف بعيد عن الرطوبة لضمان بقائها لأطول فترة ممكنة.

وخلال جولة داخل الورشة، استعرض محمد السمكري بعض الفوانيس التي تم إصلاحها، من بينها فانوس عمره أكثر من 12 عامًا، خضع لعملية لحام، إعادة دهان، واستبدال الزجاج، وآخر كان مفككًا إلى 12 قطعة، تم تجميعه ولحامه بالكامل، بينما كان هناك فانوس تآكل بفعل الصدأ لدرجة جعلته غير قابل للإصلاح.

بهذه الجهود، تواصل ورشة رفعت السمكري دورها في الحفاظ على هذا الفن التراثي، حيث تبقى الفوانيس اليدوية رمزًا للأصالة، تضفي نورها الدافئ على ليالي رمضان، وتعيد إحياء الحرف التقليدية التي تجسد هوية مصر الثقافية.

أسرار تصليح الفانوس بورشة رفعت السمكرى (1)

أسرار تصليح الفانوس بورشة رفعت السمكرى (2)

أسرار تصليح الفانوس بورشة رفعت السمكرى (3)

أسرار تصليح الفانوس بورشة رفعت السمكرى (4)

أسرار تصليح الفانوس بورشة رفعت السمكرى (5)

أسرار تصليح الفانوس بورشة رفعت السمكرى (6)

أسرار تصليح الفانوس بورشة رفعت السمكرى (7)