"اصحى يا نايم وحد الدايم"، بهذه الكلمات ودقات الطبلة المصنوعة من الجلد يتجول الرجل الذي قارب عمره على الـ60 عاما، بين أرجاء قريته في الترامسة، منذ أن كان طفلا صغيرا حينما اصطحبه والده لأول مرة وكان وقتها عمره 8 سنوات، وتعلق بتلك العادة التي وهبها لله دون مقابل، وتوارث مهنة المسحراتي عن والده وجده الذين كانا يعملان في شهر رمضان أيضا.
ويعاونه شخص واحد وتبدأ مهمتهم من بعد الساعة 12 صباحا وحتي قبل أذان الفجر لإيقاظ أهالي القرية وهي مهمة الـ 30 يوما فقط خلال شهر رمضان، ويعد لها مسبقا عن طريق تجهيز الطلبة وشد الجلد عن طريق تسخينه على لهب النار الصبح جاهزة، كما يوجد شخص معه يحمل الدف أو ما يسمي "الكاس" وهو مصنوع من النحاس، يتم شرائها عن طريق العم سعد الدين على.
وقال العم سعد، إنه في عمر 8 أعوام بدأ التجول مع والده لإيقاظ النائمين في قريته قرية الترامسة بمحافظة قنا، ومنذ ذلك التوقيت وهو يعمل في مهنة المسحراتي بقنا وحتى التوقيت، ويبدأ التجهيز قبل بداية شهر رمضان عن طريق شراء جلد جديد للطلبة الخاصة به من أحد تجار الجلود في القرية، ثم يقوم بتسخين تلك الجلود على النار حتي تصبح جاهزة للعمل بها، بالإضافة إلى شراء "الدف والكاس" من القاهرة.
وأوضح سعد، أن بداية عمله في الساعة 12 صباحا حيث تبدأ جولته من أول منزل في القرية ويستمر في التجول حتى نهاية القرية والنجوع الخاصة بها، ويساعده أحد الأشخاص على مدار سنوات، وتمثل مهنة المسحراتي فرحة للأطفال الذين ينتظرون دقات الطبول بجانب أنها عمل تطوعي لوجه الله.
وأشار العم سعد على، إلي أن هناك أهالي تقوم بتوزيع الحلوى على المشاركين في إيقاظهم لتناول وجبة السحور في رمضان، ومهنة المسحراتي تواجدت منذ العهد الفاطمي وما زالت متواجدة حتى عهدنا هذا، مضيفا أنه بجانب السحور يشارك في احتفالات وليالي لاسيما ليالي مولد القنائي على مدار أيامه المختلفة.

العم سعد الدين علي

سعد الدين علي

مسحراتي قنا

مسحراتي من 50 عاما بقنا
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.