العريش ـ محمد حسين
الأربعاء، 16 أبريل 2025 03:00 صتقف مدينة العريش، حاضرة شمال سيناء، شامخة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، حاملة بين أحيائها عبق التاريخ وملامح الأصالة، ومحفورة في ذاكرة الوطن كرمز للبطولة والصمود في مواجهة الغزاة عبر العصور.
ورغم اختلاف الروايات حول بداية نشأة المدينة، إلا أن أغلب المصادر التاريخية ترجح أن العريش بُنيت فوق أنقاض قلاع فرعونية قديمة، قبل أن يعاد تأسيسها رسميًا في القرن السادس عشر الميلادي، حين شيد السلطان العثماني سليمان القانوني قلعته الشهيرة في الموقع عام 1560، والتي أصبحت لاحقًا نواة المدينة الحديثة.
تتنوع التفسيرات حول أصل تسمية المدينة، حيث يرى بعض الباحثين أن الاسم مشتق من "المعراشات" التي كان يبنيها السكان من جريد النخيل للإقامة، في إشارة إلى بساطة الحياة والارتباط بالطبيعة في ذلك الزمن. فيما تشير روايات أخرى إلى أن التسمية قد تعود إلى شخص يُدعى "العريش بن مالك"، أحد أبناء القبائل العربية التي استوطنت المنطقة وأسست حضارتها فيها.
وفي مرجع تاريخي هام، يذكر المؤرخ محمد رمزي في "القاموس الجغرافي" أن العريش كانت تعرف بنقاء هوائها وعذوبة مياهها، مما جعلها موطنًا مفضلًا للعيش والاستقرار. أما الكاتب أشرف العنانى، فقد ربط التسمية بسكانها الأصليين المعروفين بـ"العرايشية"، الذين يعود نسب معظمهم إلى جنود الحامية التي أنشئت داخل قلعة العريش وأُلغيت لاحقًا في عهد محمد علي باشا.
وتشير كتب التراث، مثل "المواعظ والاعتبار" للمقريزي، إلى أن العريش كانت من المدن القديمة التي نشأت بعد الطوفان، وتربطها علاقات جغرافية وتاريخية قوية بفلسطين ومصر، باعتبارها أول نقطة حدودية استقبلت القادمين من الشرق.
تبقى العريش، بتاريخها المتنوع وتضاريسها الفريدة، شاهدة على مراحل مهمة من تاريخ مصر، ومصدر فخر واعتزاز لأبناء سيناء، الذين حملوا عبء الدفاع عنها وشاركوا في تشكيل هويتها الوطنية والإنسانية.

مشهد على شاطئ العريش

من مناطق العريش
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.