سوهاج أحمد عبدالعال

تمر اليوم، الأحد 28 سبتمبر 2025، الذكرى الخامسة والخمسون لرحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، قائد ثورة 23 يوليو ومؤسس النهضة المصرية الحديثة، الرجل الذي لم يكن مجرد رئيس، بل رمزاً للأمل وملاذاً للفقراء والبسطاء، وزعيماً استثنائياً جمع بين الحزم الإنساني والقيادة الوطنية.

وعلى الرغم من أن إرث عبد الناصر السياسي حاضر في وجدان الأمة العربية حتى اليوم، فإن ذكرياته الإنسانية لا تقل خلوداً عن إنجازاته.

ففي محافظة سوهاج، يظل الأهالي يتوارثون قصة خالدة عن الرئيس الذي أنقذ طفلاً من الموت، ثم غير مسار حياته ليحقق حلمه في أن يصبح طبيباً.

في عام 1954، وأثناء مرور قطار الرئيس عبد الناصر بمحطة سوهاج في طريقه لزيارة محافظة قنا، تدافع المئات من الأطفال والشباب لمصافحته وسط الزحام، كاد التلميذ الصغير مصطفى عباس أن يسقط بين الرصيف وعجلات القطار، لولا يد الزعيم التي امتدت بسرعة لتلتقطه وتنقذه من موت محقق لحظة وثقتها الكاميرات وظلت محفورة في ذاكرة أهل الصعيد.

لم يكتف الرئيس بإنقاذ الطفل، بل احتضنه وسأله"نفسك تطلع إيه يا بني؟" رد "دكتور يا ريس" ابتسم عبد الناصر وقال "بإذن الله.. وكل زيارة لي في سوهاج هسأل عنك" وأمر مرافقيه بتسجيل بياناته.

مرت الأعوام، وكبر الطفل الذي أصبح شاباً التحق بكلية العلوم، لكنه ظل يحلم بدراسة الطب تحقيقاً لرغبة والده لم يتردد في الاتصال بالرئيس عبد الناصر، الذي كان قد منحه رقم هاتف للتواصل المباشر استجاب الزعيم على الفور، فأرسله للدراسة في سوريا وبعد الانقلاب هناك عاد، فتدخل عبد الناصر مرة أخرى وأصدر قراراً جمهورياً خاصاً بتمكينه من استكمال دراسته في كلية الطب بجامعة القاهرة، ليصبح بالفعل طبيباً كما حلم.

ظل الدكتور مصطفى عباس يحكي هذه القصة لأبنائه وأحفاده حتى وفاته عام 2000، مؤكداً أن جمال عبد الناصر لم يكن مجرد زعيم سياسي، بل أب عطوف يمد يده لإنقاذ طفل بسيط من صعيد مصر، ثم يفي بوعده حتى يصنع منه طبيباً ناجحاً.

واليوم، بعد 55 عاماً على رحيل عبد الناصر، لا تزال هذه المواقف شاهداً على أن الزعماء الحقيقيين لا يخلّدهم التاريخ بقراراتهم فقط، بل أيضاً بإنسانيتهم التي تترك بصمة في قلوب شعوبهم.

45031-الطفل-الذى-انقذه-الزعيم-عبد-الناصر

49116-الدكتور-مصطفى-عباس

51327-الدكتور-مصطفى-عباس-الذ-انقذه-الزعيم-الراحل-جمال-عبد-الناصر

57158-الدكتور-مصطفى-عباس-لحظة-تخرجه

67152-جانب-من-حفا-تخرجه