وصفات طبخ / الموسوعة

نية الاضحية بعد دخول العشر من ذي الحجة

  • 1/2
  • 2/2

تأتي النيّة الصادقة كأحد أهم شروط قبول الأعمال الصالحات عند الله تعالى، فقد جاء في قوله تعالى في الآية الثانية من سورة الزُمر:(فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ) مما يُشير إلى وجوب اقتران النيّة بأداء العبادات ومن بينها الأُضحيّة التي أجمع علماء الإسلام على أنها سُنة مؤكدة غير واجبة على الجميّع، ولابد أن ينويّ المُضحيّ ويؤكد نيته الصادقة على ذبح الأضحيّة ابتغاءً لوجه الله تعالى لكونها من العبادات الصالحة التي تُقربه إلى رب العالمين.

نية الاضحية بعد دخول العشر من ذي الحجة

يُقصد بالنيّة في التضحيّة بأن ينوي المرء المسلم في قرارة نفسه بأنه سوف يقوم بذبح أحد بهائم الأنعام ممن تتوافر فيها شروط الأضحيّة ابتغاءً لرضاء الله تعالى وتحقيقًا لسُنته في الأرض، وتأتي النيَة كأحد الشروط الأساسيّة لصحة الأضحيّة لأنها عبادة، ولا يُقصد بالنيّة فقط أن يقول المرء أمام الناس أنا أنويّ أنا أفعل كذا وكذا، ولكن أن ينويّ في قلبه فعل الشيْ بإذن الله تعالى وليس بلسانه، وقد تعددت صيَغ نية التضحيّة كما جاءت في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ومن بينها ما يلي:

  • اللهم إنِّي وجَّهتُ وجهيَ للَّذي فطرَ السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا منَ المشرِكينَ إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لَهُ وبذلِكَ أمرتُ وأنا أوَّلُ المسلمينَ اللَّهمَّ مِنْكَ ولَكَ.
  • بسمِ اللهِ واللهُ أكبرُ، اللهم هذا منك ولك.
  • باسْمِ اللهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ.

ماذا يجب على من نوى الأضحية

قال الإمام عبد العزيز بن الباز ـ رحمه الله ـ أنه إذا أراد المُسلم أن يُضحيّ في عيد الأضحى، وجاء عليه شهر ذي الحجة سواء بإكمال شهر ذي القعدة الثلاثيّن يومًا أو برؤية هلال ذي الحجة، فإنه يحرُم عليه أن يأخذ من شعره، أو أظافره، أو جلده شيئًا حتى يذبح أضحيته، وذلك استدلالاً إلى حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – قال: “إذا رأيتم هلال ذي الحجة، وفي لفظ آخر:  إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره . رواه الإمام أحمد والإمام مسلم، وفي لفظ آخر:  فلا يأخذ من شعره وأظفاره شيئاً حتى يضحي، وفي لفظ آخر:  فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً”.

وإن نوى المُسلم أن يُضحيّ خلال العشر الأوائل من شهر ذي الحجة فعليّه الإمساك عما سبق ذكره من وقت نيته حتى الذبح، ولا إثم عليه فيما قام به من أخذ من الشعر أو الأظافر أو الجلد قبل أن يعقد نيته في التضحيّة.

كفارة على من نوى الأضحية وحلق شعره بعد دخول العشر من ذي الحجة

ليس هناك كفارة على من نوى الأضحية وحلق شعره بعد دخول العشر من ذي الحجة، وإن أخذ من نوى التضحيّة شيئًا من شعره أو أظافره أو بشرته فعليّ أن يتوب إلى الله تعالى ولا يعود إلى ذلك مرة أخرى خلالها، وليست هناك كفارة عليه في ذلك، ولا يمنعه هذا الأمر عن أداء الأضحيّة كما يظن الكثيرين، وإنما يجوز له أداء الأضحيّة دون حرج عليه.

لذا تأكيدًا فإن من قام بأخذ شيء من شعره أو بشرته لعدم معرفته بالأمر أو نسيانه له أو سقط بعض الشعر لا قصد فلا يوجد عليه إثم عليه، ويجوز له أداء الأضحيّة وتكون أضحيته صحيحة ومقبولة بإذن الله تعالى.

الحكمة من النهيّ عن الأخذ من الشعر والأظافر لمن نوى أن يُضحي

تأتيّ الحكمة من النهيّ عن الأخذ من الشعر أو الأظافر أو الجَلد لمن نويّ أن يُضحيّ في أن يُشارك المُضحيّ حجاج بيت الله الحرام في بعض أعمال النُسك وخصائص الإحرام تقربًا إلى الله تعالى، ومن بينها الإمساك عن حلق الشعر وما إلى ذلك.

والأمر السابق يتعلق فقط بمن أراد أن يُضحيّ، أما من يُضحى عنهم كأفراد الأسرة أو الأبناء فلا يرتبط الأمر بهم، وذلك لقول النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – “وأراد أحدكم أن يُضحي” ولم يقل صراحةً أو يُضحى عنه، وذلك لأن خير الخلق محمد – صلى الله عليه وسلم – كان يُضحيّ عن أهل بيته ولم يثبُت أنه أمرهم بالإمساك عما سبق ذكره، لذا يجوز لأهل المُضحيّ أن يأخذوا من الشعر أو الأظافر أو البشرة في العشر الأوائل من ذي الحجة دون حراج عليهم في ذلك.

حُكم الجمع بين نية الأضحية مع العقيقة

اختلفت أراء الفقهاء بشأن الجمع في النيّة ما بين أداء الأضحية وأداء العقيقة عن المولود، وقد جاءت آرائهم على النحو الآتي:

  • ذهب بعض الفقهاء إلى أن الأضحيّة تُجزئ عن العقيقة أيضًا، وهو قول الإمام الحسن البصريّ، وقتادة، ومحمد بن سيرين، ويُقصد بذلك أن أداء الأضحيّة والعقيقة يحدث في ذبح واحد، وهو ما يُشابه اجتماع يوم الجمعة والعيد إذا اجتمعا في يوم واحد.
  • بينما جاء قول البعض الآخر ومنهم المالكيّة والشافعيّة بأن الأضحية لا تُجزئ عن العقيقة، وحجتهم في هذا القول أن كلًا من الأضحية والعقيقة هم ذبحان لسببيّن مختلفيّن، فلا يقوم أحدهما عن الآخر، ومثال على ذلك دم الفديّة ودم التمتع.

نية الاضحية بعد دخول العشر من ذي الحجة

مواضيع ننصح بها :

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الموسوعة ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الموسوعة ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا