توفي الفنان خالد جمال الدين، نجم الجزء الأول من مسلسل زيزينيا الشهير في التسعينيات، مساء الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 إثر هبوط مفاجئ في الدورة الدموية، وهو الخبر الذي صدم الوسط الفني والجمهور.

جرى تشييع جنازته ظهر الأربعاء من مسجد السيدة نفيسة وسط حضور عائلته وأصدقائه المقربين، بينما تلقّت أسرته العزاء أمام مقابر العائلة، في وداعٍ مؤثر لفنان قضى حياته في هدوء، وانعزل عن الأضواء في سنواته الأخيرة.

مسيرة فنية بدأت في التسعينيات

خالد جمال الدين يعد من أبرز نجوم الدراما المصرية في التسعينيات، حيث تخرج في أكاديمية الفنون، وبدأ مشواره الفني في المسرح القومي.

برز اسم خالد جمال في عدد من الأعمال المسرحية مثل رحلة لذيذة جداً والوظيفة لا تزال في جيبي، اللتين لاقتا إشادة نقدية واسعة. كما شارك في أفلام مثل الغجر وكوكب الشرق، ليترك بصمة مميزة في السينما.

أدوار خالد جمال الدين في الدراما المصرية
امتلك الراحل موهبة استثنائية جعلته يشارك في مسلسلات بارزة ظلت محفورة في ذاكرة الجمهور، ومنها:

1. البخيل وأنا: العمل الذي جمعه بالنجم فريد شوقي، وسلّط الضوء على مهارته التمثيلية.
2. أبو العلا 90: شارك فيه إلى جانب الفنان محمود مرسي، ليعزز مكانته في الدراما المصرية.
3. زيزينيا الجزء الأول: قدّم شخصية "صلاح"، التي تعد من أبرز أدواره وأكثرها تأثيراً، مع النجوم يحيى الفخراني وأحمد السقا ومنى زكي وغيرهم.
4. حلم الجنوبي وملفات سرية: كان وقتها اسماً لامعاً في سماء الفن
5. مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة وشطرنج: كانت من أبرز محطاته الفنية لاحقاً.

الابتعاد المفاجئ عن الأضواء

رغم نجاحاته البارزة، قرر خالد جمال الدين الابتعاد عن الساحة الفنية بعد آخر أعماله الدرامية في مسلسل ملح الأرض عام 2004، بينما شهدت مسرحية السلطان الحائر عام 2009 آخر ظهور له على خشبة المسرح. وفي عام 2013، سجل الراحل آخر أعماله المسرحية في عرض عصفور طل من الشباك، ليختفي بعدها تماماً عن الأضواء والمنصات الإعلامية.

علاقة خاصة بوالدته وحياته بعيداً عن الشهرة

تميز خالد جمال الدين بوفائه لوالدته، حيث وصفته الفنانة نشوى مصطفى في تدوينة على فيسبوك بأنه كان "ابناً باراً"، مشيرةً إلى موقف جمعها به عندما كان يجلس تحت أقدام والدته في أحد المستشفيات.

كان خالد شخصاً بسيطاً ومحباً للعزلة، وقرر لاحقاً الابتعاد حتى عن وسائل التواصل الاجتماعي. آخر ظهور له على فيسبوك كان في عام 2017، حين شارك بعض الصور من أعماله السابقة ومواقف إنسانية خاصة بحبه لتربية القطط.

ظلمه الفن

من ناحية أخرى، روى الفنان مفيد عاشور ذكرياته مع الفنان الراحل خالد جمال، مشيداً بموهبته وأخلاقه الرفيعة، قائلاً إنهما تعارفا عندما كان خالد شاباً صغيراً يحلم بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية. كان ذلك في أواخر الثمانينيات بقصر ثقافة جاردن سيتي، حيث تطوع عاشور لمساعدته في تقديم مشاهد الاختبارات.

وأضاف أن خالد جمال نجح في دخول المعهد وتخرج فيه، ثم عُيّن ممثلاً بالمسرح القومي، حيث قدم أعمالاً بارزة مثل زيزينيا ومسلسلات أخرى. ومع ذلك، اختفى فجأة من الساحة الفنية، بسبب ما وصفه عاشور بـ"قسوة المهنة التي تأكل أبناءها بلا رحمة".

وأشار عاشور إلى أن خالد انسحب بهدوء من الوسط الفني، متعففاً عن طلب المساعدة أو الشكوى، رغم التجاهل الذي تعرض له. وختم قائلاً: "نَمْ قرير العين يا خالد، فقد أكرمك الله بعدله، ولن يظلمك اليوم أحد، نسأل الله أن يغفر لك ويرزقك الجنة".

سبب وفاة خالد جمال الدين

توفي خالد جمال الدين بعد أزمة صحية مفاجئة، حيث تعرّض لارتفاع حاد في ضغط الدم، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية سريعاً. وأكد الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، أن الوفاة جاءت نتيجة مضاعفات صحية حادة، داعياً الجمهور للدعاء له بالرحمة والمغفرة.