وعن «تيتانيكات أفريقية»، يقول: لقد قدر لي أن أكون في المكان المناسب في ليبيا، التي يتخذها المهاجرون بلدا للعبور. اقتربت منهم كثيرا، وكان لي أكثر من تجربة فاشلة للعبور إلى أوروبا، ومن خلال تلك التجارب، وسماع قصص المهاجرين، كتبت هذه الرواية. هي محاولة لفتح نافذة على حياة هؤلاء الذين يخاطرون بحياتهم على قوارب متهالكة في سبيل حلم بعيد.
تسرد الرواية تفاصيل رحلة أبدار، الذي يبدأ مسيرته من إريتريا إلى السودان، ومن ثم إلى ليبيا، ويواجه خطر الموت من جانب عصابات تهريب البشر. ومع كل محطة، تتكشف تفاصيل جديدة عن معاناة المهاجرين، بين الأمل في الوصول إلى أوروبا والحلم بحياة أفضل، وبين الواقع المرير الذي يواجهونه على أرض الواقع، بأسلوب سردي متقن، وتتداخل الحكايات بين الواقع والأسطورة، لتقدم صورة نابضة بالحياة عن القارة الأفريقية، التي يعكس كهال من خلالها تراثها الغني وأغانيها الضاربة في جذور الوجود. لغة الرواية حوارية ثرية، مشبعة بالصور والتشبيهات، وتحمل مصداقية التنوع اللغوي واللهجات المتعددة في المنطقة.
ومنذ الصفحات الأولى، يجد القارئ نفسه أمام تساؤل وجودي مؤلم: «هل ستغدو أفريقيا مثل خشبة مجوفة تعزف فيها الريح ألحان العدم؟»، صوت الراوي شاب إريتري نعرف اسمه لاحقا في الصفحة 57 من الرواية، التي تمتد إلى 122 صفحة من الحجم المتوسط.
أخبار ذات صلة
يستمر الناجون في المسير حتى يصلوا إلى طرابلس، حيث تبدأ مرحلة جديدة من رحلتهم مع التيتانيك -وهو الاسم الذي يطلق على القوارب التي تنقل المهاجرين عبر البحر، ويتعاملون مع سماسرة الهجرة، بعضهم صادق، وآخرون محتالون يختفون بمجرد استلام الأموال، وتظهر في المشهد شخصية مالوك، الذي حلم يوما بأن تحميه أغاني أجداده من غدر البحر. هو مغنٍّ يؤمن بأن الشجن سيحمله إلى ذكريات حبيبته التي قُتلت في حرب أهلية بليبيريا. لكن، هل تكفي الأغاني لمواجهة العاصفة؟
فجأة، تقتحم قوات الأمن الليبي مقر المهاجرين، لينقلب الحلم إلى كابوس الاعتقال والترحيل. وتنتهي الرواية كما بدأت، بأقدار مفتوحة على الألم؛ فالبعض يسقط في قبضة السجون الليبية، وآخرون يصلون إلى أرض الحلم فقط ليكتشفوا أن الفردوس كان مجرد سراب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.