خلافا للجدل الدائر حول أفضل المسلسلات بين من يكتبون نقدا تحليليا أو رأيا مختصرا ما زال هناك الجدل محتدم حول توصيف الدراما التليفزيونية هل هي فن من الفنون التي أضيفت لتصبح أحد تجليات الفن الثامن تسمية لأعمال القنوات التليفزيونية والمنصات؟
بدخول مخرجي السينما إلى حقل الدراما التليفزيونية اكتسبت متابعين جددا يهمهم أن يعطروا عيونهم بكادرات جميلة، ومواقع تدور فيها الأحداث فتربطهم بالوطن، منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما تغيرت الدراما في مصر لتبعد عن المباشرة والخطابة وتقترب من نفس الأفكار التي طالما نهلت منها السينما، أصبحت ليالي الحلمية وكتابات أسامة أنور عكاشة ومحمد جلال عبد القوي نماذج نحبها ولكن من الزمن الجميل، وظهرت دراما جديدة مع كاملة أبو ذكري ومحمد يس وبعدهم محمد شاكر خضير وتامر محسن ومؤخرا حسام علي وشادي عبد السلام، ومع الأسماء اللامعة من المخرجين ظهر كتاب جدد احترمنا أعمالهم ومنهم عبد الرحيم كمال ومحمد سليمان عبد الملك ومهاب طارق، وظهرت ورش كتابة هوجمت بشكل مسبق حتى لو كانت نتائج عملها جيدة ومعبرة عن قضايا المجتمع كورشة سرد لمريم نعوم.
ومع الوقت وجدت الدراما التليفزيونية في رمضان مناخا للمنافسة بين أعمال اجتماعية، واقعية، وكوميديا بعيدة عن الإسفاف وأزاحت الدراما الشعبية التي تمتلئ بحوارات فجة وتعطي سببا لمهاجمي الفن الثامن بتأكيد أن هذا ليس فنا وأن هذه الأعمال مسيئة للشعب وللوطن. وتدريجيا أيضا تخلصت من عبء الثلاثين حلقة وانتشرت دراما نصف الشهر.
وها هي مع الحلقة العاشرة تقترب من نهايتها وتم الكشف عن كثير من الأسرار، محمد عزت وميار قضوا "يوم من عمري" في قلبي ومفتاحه، بابا ماجد محبوس في القبو الذي طالما حبس فيه من يرعاهم بدار الأيتام في ولاد الشمس، ليل نفضت عنها الزوجة المستكينة المقموعة وتواجه بلا خوف فساد طبقة الإثرياء في ومسلسل تقابل حبيب، أحمد أمين في دور عبد العزيز النص يشارك في حماية بلدة ويمنع سرقة مصر وخاصة من الأجانب، الانجليز المحتلين أرضه في دراما تجعلنا نشهد عرضا كعروض تياترو الثلاثينيات وتظهر القاهرة ونيلها بكرا باختيار المخرج حسام علي وفريق عمله الذي يمتعنا من خلال العودة إلى الماضي مع طائفة من الحرافيش، النشالين تلك المهنة التي فرضتها ظروف الاحتلال وانعدام العدالة الاجتماعية.
بظرف شديد وتوثيق لتراثنا في المعمار والموسيقى واللهجة المصرية والتعبيرات المحببة، بالاعتماد على كتاب مذكرات نشال تحققت نية الرجوع للماضي بهدف تأكيد دور الشعب في مقاومة الظلم والتعاون مع البوليس الوطني لاسترداد ذهب مصر المسروق.
لا يكتفي مسلسل إخواتي بطرح قضية تخص بطلة واحدة بل ببنائه لفكرة بيت واحد وأربعة أخوات، وحكايات مختلفة لهن مع أزواج مختلفين، نجح الكاتب في سرد حكايات من الواقع لم تقدم لنا بمباشرة ارتبطت قديما بالخطابة والحوارات الرنانة، أمتعنا المخرج بمشاهد تدور في بيت صغير مع خلفيات لأغاني مصرية محببة، لم يكتفي بأغنيات زمن فات بل سمعنا مع محمد فوزي شرين في خلفية تعبر عن مشاعر الزوجات الشابات الحالمات بالحياة.
تلقي حكاية كل شخصية الضوء على مشكلة موجودة في المجتمع بتناول يجمع بين الكوميديا والتراجيديا، ضحكات ودموع بطلاتنا الأربعة بأداء يضيف جدلا آخر من منهن الأبرع في تقديم دورها.
لست من محبي تعبير الأفضل في الفنون، ولكن الإجابة على السؤال ستصبح حاسمة حين تنتهي أعمال النصف الأول مع التطلع إلى مسلسلات النصف الثاني التي أنتظرها بشوق.
شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.