محمد عبد الرحمن
الجمعة، 14 مارس 2025 08:08 معمرو سمير عاطف، كاتب بجرأته فى التناول الدرامى، يميل دائمًا إلى القضايا الفلسفية والتجريبية، فلا يخشى الاشتباك مع القضايا الشائكة التى تمس الواقع الاجتماعى والسياسى، وغالبًا ما يعيد صياغتها فى قالب تشويقى مُراوغ أو فلسفى يجعل المشاهد متورطًا فى الأسئلة المطروحة أكثر من مجرد تلقى الإجابات.
وفى مسلسل الشرنقة الذى عرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2025، نجد أن السيناريو يتميز بتركيبته المتصاعدة والمتشابكة، مما يجعل المشاهد فى حالة ترقب مستمر طوال الحلقات.
وفى "الشرنقة"، يواصل عاطف هذا النهج من خلال معالجة موضوع الفساد المالى والصفقات القذرة داخل عالم رجال الأعمال، ولكنه لا يقدمه بطريقة مباشرة أو نمطية، بل يربطه بصراع داخلى فلسفى يدفع الشخصيات إلى اتخاذ قرارات مصيرية محفوفة بالمخاطر، فبدلًا من الاكتفاء بتقديم صورة سطحية للصراع بين الخير والشر، يغوص فى تعقيدات النفس البشرية، حيث يصبح الأبطال رهائن لاختياراتهم الخاصة، تمامًا كما فعل فى أعماله السابقة.
منذ اللحظة الأولى، يقدم عمرو سمير عاطف فى "الشرنقة" صورة عميقة للصراع النفسى الذى يعيشه البطل حازم، حيث تبدأ الحلقات الأولى فى استكشاف عالمه النفسى المليء بالطموحات والتناقضات. يتحول المسلسل إلى دراسة فلسفية عن الاختيار والإرادة، عندما يواجه البطل لحظة مساومة على مبادئه مقابل تحقيق أحلامه، هذه اللحظة تعكس مفاهيم أدبية وتاريخية مثل سقوط آدم من الجنة، أو توقيع فاوست عقده مع الشيطان، مما يضفى على القصة بُعدًا فلسفيًا مشوقًا.
اعتمد السيناريو على نقد اجتماعى مبطن للفردانية، حيث صور الإنسان كترس فى آلة ضخمة لا تهتم بمشاعره أو طموحاته، وهو ما يتجلى فى شخصية حازم، الذى يعانى من تناقض بين سعيه للنجاح المهنى وشعوره بالضياع الشخصي. هذا الطرح يتلاقى مع أفكار الفيلسوف كارل ماركس حول الاغتراب، حيث يتحول الفرد إلى آلة تسعى لتحقيق أهداف مادية على حساب ذاته الحقيقية.
بشكل عام استطاع مسلسل الشرنقة أن يقدم تجربة درامية ثرية ومليئة بالأفكار الفلسفية والتشويقية، وذلك بفضل السيناريو المحكم والبناء الدرامى الذكى، ونجح عمرو سمير عاطف فى خلق عالمًا قادر على تطور الشخصية الرئيسى وصراعاته النفسية والاجتماعية، يستفز عقل الملتقى ويحمله على التفكير.
شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.