فن / اليوم السابع

أميرة مكاوى تكتب: قلبى ومفتاحه.. ليس أزمة محلل ولكنها عقدة الخوف

قارب النصف الأول من على الانتهاء ومعه تنتهي الأعمال التي فضلت أن تقدم روايتها في خمسة عشر حلقة.


مما لا شك فيه ان قلة عدد الحلقات تساعد الكاتب إن كان جيدا على التكثيف وعدم الوقوع في فخ الاطالة والمط، شريطة أن يكون الكاتب يعي تماما ما يريد أن يقدمه وسرده به من البناء والتفصيل ما يجعل من الأحداث غير مبتورة أو يشوبها جزء من اللامنطقيه.

وخير دليل على السطور السابقة من وجهة نظر كاتبة هذا المقال هو قلبي ومفتاحه، تامر محسن كاتب ومخرج شديد الخصوصية، يقدم دائما عمل يحوي بداخله العديد من التأويلات والتفاسير ببعد فلسفي راقي دون استعلاء تشاركه في الكتابة مها الوزير في ثاني تعاون بينهم بعد لعبة نيوتن .


نحن امام قصة تبدو للوهلة الأولى انها بسيطة، لعائله بها رجل قام بتطليق زوجته ثلاث مرات ولا مفر من وجود محلل لتعود إليه مرة أخرى، ويقوم بتهديدها أنه سيحرمها من ابنها إن لم تنفذ طلبه وزوجة لا تريد العودة، ولكنها مضطرة لتنفيذ الطلب كي لا تحرم من ابنها للدرجة التي تجعلها تطلب الزواج من سائق تراه للمرة الأولى.

الطبقة الأولى في العمل تشي بأننا نناقش قضية المحلل ولكن مع التقدم في الحلقات نجد أننا أمام شخصيات تتحرك جميعها تحت مظلة الخوف وإن اختلفت أسبابه، خوف غير حقيقي أحيانا، ولكن جميعهم مستسلمين لسطوة الخوف.

الخوف من أسعد عبد رب النبي الذي يقوم بدوره محمد دياب في أحد أجمل أدواره تميزا في مشواره، الرجل المتسلط على أسرته الصغيرة والعاملين معه وبعض من معارفه، شخصية شديدة الثراء والتناقض في تركيبتها النفسية.


تاجر يملك معرض للأدوات المنزلية تحت مسمى سنتر البركة في دلاله على استخدام هذا النوع لأسماء تداعب الحس الديني عند العملاء، لا تفارقه السبحة، مصلي وفاعل للخير وبار بوالدته ويقدم لشقيقته أقصى ما يستطيع في دعمها لتعليم أفضل وحياة أكثر رفاهية مما عاشها هو، تدين ظاهري يطمئن جميع من حوله وربما يطمئنه هو ذاته أنه بخير، ولكن على الجانب الآخر هو تاجر عملة قاتل سكير يعشق النساء متزوج في السر طامع في مزيد من الأموال.

وأسير أيضا للخوف من نظرة المجتمع له على أنه رجل صالح قوي، ومن أن تنكشف تجارته ، ومنأن تتزوج أم ابنه من غيره ، أو تفعل شقيقته أي شيء دون ما يحلم لها وقد أجاد محمد دياب في تجسيده لتلك الشخصية المركبة أن يظهر بها جميع تلك الانفعالات المتناقضة بحساسية شديدة وقدرة على الانتقال بين الانفعالات المختلفة بنعومة فائقة دون الحاجة للمبالغة في أي منهم.

محمد عزت الشخصية التي يجسدها آسر ياسين يحكمها أيضا الخوف، الخوف من تقدمه في العمر دون زواج، الخوف من اغضاب والدته التي تهتم به لدرجة المرض، الخوف من الخطأ عموما كي يكون على قدر تطلعات والدته.


شناوي أو شادي الذي يجسده أشرف عبد الباقي يحكمه الخوف من مواجهة أسعد ومن بناته الذي لا يستطيع أن يخبرهم بحقيقة زواجه من والدة أسعد، ومن مواجهة نصر صديقه الذي لا يستطيع أن يعترف له أنه أحب مهجه، ميار الزوجة التي يحركها الخوف من أن تعيش حياة جديدة، والخوف من فقدان ابنها، والخوف من الاعتراف حتى لنفسها بأنها وقعت في شبالك الحب مع محمد سعد الجميع يقع تحت سطوة الخوف الذي لا يمكنهم من تنفيذ طلباتهم شديدة البساطة أمام تحكم وجبروت شخص يهمهم جميعا بالقوة ولا يعلمون انه واقع أيضا تحت نفس المظلة، ولكنه يستطيع إخفائها بشكل جيد

الخوف من سطوة المال والقوة والجبروت والعنف التي يمثلها أسعد عبد رب النبي الذي لا يعلم أحد أنه يخاف ويسعى بكل ما يملك للتخلص من خوفه بعدم اعتراف الجميع به أنه الكبير تلك قراءة ربنا لا تكون هي الأصح فكما أسلفت أعمال تامر محسن تحمل العديد من التأويلات ولكن ما رأيته في هذا العمل ليس أزمة المحلل ولكنها عقدة الخوف.

المزيد من أخبار رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا