فن / اليوم السابع

ماجدة موريس تكتب: تجرى مع الأيام

انتهت المسلسلات القصيرة وبقيت لنا الطويلة، أى ذات الثلاثين حلقة، التي سوف تكمل معنا موسم الدراما فى (مع إضافة الجزء الثاني من المسلسلات القصيرة) والحقيقة أننا بعد نهاية الموسم، نحتاج كثيرا إلى إعادة النظر في الاثنين، الأعمال القصيرة (15 حلقة)، والطويلة (30 حلقة)، فقد استطاع هذا الموسم الدرامي أن يبرز بوضوح مزايا وعيوب كل نوعية منهما، وأن يؤكد أهمية قواعد العمل الدرامي الأساسية والتي تبدأ بالتأليف ودور المؤلف في كتابة  القصة والسيناريو والحوار، ثم بدور المخرج واختياراته لفريق التمثيل، والتصوير والمونتاج والديكور وبقية العناصر، وأيضًا عنايته بأماكن التصوير وحرصه على الأماكن الخارجية، الحقيقية، خارج الاستديو، استطاع أيضا هذا النص الأول من الموسم الدرامي أن يلفت نظرنا إلى أسماء جديدة من الموهوبين في كل تخصصات صناعة الدراما، وأن يعيد اكتشاف مواهب موجودة بالفعل، وكانت تحتاج لإضاءة من خلال عمل جيد، وهو ما تابعناه عبر نصف الشهر الأول من رمضان، ومؤكد سوف نكتشف الجديد من المواهب والإبداعات في أعمال النصف الثاني، والتى تبدأ الأحد فهل هذا يعنى نهاية زمن المسلسلات الطويلة؟

 

حين تدعم الدراما الحياة

في ولاد الشمس للكاتب محمود عزت والمخرج عصام عبد الحميد، تتحول قضية رعاية الأيتام والمفقودين إلى قضية تمس الجميع، فهي -من خلال المسلسل- تفاعلت مع كل الأطراف، الأطفال الضائعين، والعاملين في رعايتهم، خاصة المدير أو صاحب الدار (محمود حميدة في دور بابا ماجد) الذي تجاوز معهم، وعاقبهم، واستغلهم ليجد الرفض والرد عليه، من الكبار منهم، (أحمد مالك وطه دسوقي) والذين جعلتهم الحياة في الدار أخوة وعلمتهم المحبة والتآخى، بل أننا نتفاعل مع قصة الحب والارتباط بين عاملين في المؤسسة، فتاة (دنيا ماهر) وزميلها القصير جدا (مينا أبو العزم)، ليهرب بنا هذا العمل من صورة كئيبة تقليدية كنا نراها عن هذه المؤسسات سابقا، أما (إخواتي) تأليف مهاب طارق وإخراج محمد شاكر خضير، فيعيدنا إلى علاقة عائلية بامتياز، لكن مع الاختلاف الكبير في التفاصيل، وأهمها اختلاف شخصية كل واحدة من الأخوات الأربعة واختلافات أخرى فى السلوك والعمل والعلاقة بالجنس الآخر وللدرجة صنعت فيها هذه الفروق (درامات) صغيرة داخل دراما المسلسل التي تدور حول الدفاع عن النفس وعن مبدأ تكاتف الأخوة، وهنا ينجح العمل في تغيير هوية بطلاته التمثيلية، خاصة  نيللي كريم وروبي وكندة علوش اللواتي اختلفن كثيرا عن أعمالهن السابقة، أما چيهان الشماشرجي الأخت الرابعة فهي تتقدم كثيرا في هذا العمل ومعها محمد ممدوح في دور قصير مهم، وأحمد حاتم ودوره الجرىء كرجل مات وعاش بينهم جثة!

 

النص لم يعد نصا

تفاجئنا المقدمة الجميلة لـ مسلسل النص التي تدخلنا من اللحظة الأولى لزمن الأحداث، القرن الماضي، والصراع ضد الاحتلال الإنجليزي، وشوارع القاهرة أيامها وملامحها العامة، وبيوتها وظلالها، من خلال نص كتبه عبد الرحمن جاويش وسارة هجرس ووجيه صبري أعضاء ورشة ماجتم وأخرجه حسام علي، ويقوم ببطولته أحمد أمين أو (عبد العزيز النص) الذي تحول من نشال خارج عن القانون إلى مقاوم لجنود الإنجليز، خاصة بعد أن ارتبط بعلاقة مع ضابط مصري رافض للاحتلال أيضا (بأداء صدقي صخر) ومعهم آخرين (أسماء أبو اليزيد وحمزة العيلي وآخرين) وتطور هذه العلاقة الصعبة في مواجهة رجال الشرطة الإنجليز والمصريين عنهم، ومحاولاتهم للاستمرار برغم كل المخاطر وهو عمل يعيدك إلى تذكر أعمال أخرى مبدعة لمخرجين كبار في مسيرة الدراما التليفزيونية المصرية الطويلة.

أما (قلبى ومفتاحه) والذى أعتبره واحدا من أهم الأعمال فى النصف الأول من رمضان، فهو مسلسل عن الإنسان والزمن، التيمة التى يفضّلها مخرجه تامر محسن الذى كتبه بالاشتراك مع مها الوزير، وفيه نرى حالة مجتمع من خلال أفكار وطموحات وسلوكيات أبطاله، وأولهم آسر ياسين فى دور محمد عزت خريج كلية علمية الذى فشل مشروعه وخسر أمواله وعمل سائقا على سيارته ليفاجأ بامرأة شابة (مى عز الدين) تعرض عليه الزواج بعد توصيله لها، وفى ليلة الزواج تطلب الطلاق، وندرك نحن كمشاهدين معه أزمتها مع رجل يحاصرها ويهددها بطفلها وهو طليقها أسعد (دياب ) المتباهى بثروته وقدراته كصاحب معرض سلع كهربائية وتاجر عملة، والذى يفرض ما يريده على من يريده، برغم كل شيء، لنرى الكل يسعى إلى السلام معه خوفا من غضبه، وهو ما يرفضه عزت فيقرر عقابه فى دراما تأخذنا معها إلى تأمل سلوك أبطالها كلهم، واكتشاف سلوكياتهم وعلاقتها بأفكارهم واستعادة لحظات هاربة منهم كما يحدث مع عم نصر، صاحب محل الفول والطعمية العجوز والمغرم القديم بأم اسعد (عايدة رياض) والذى تسبب فى زواجها من رجل آخر رغما عنه (أشرف عبد الباقى) مسلسل أخذنا إلى متغيرات كثيرة فى الحياة الآن، بعضها يرتبط بالحاضر السريع الإيقاع وأدواته، والبعض بالماضى، وعلاقة الرجل والمرأة وفقا للنفوذ والقدرة على الإيذاء .

 

المزيد من أخبار رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا