وثّقت عدسات الهواتف، وعيون المارة في مطار دمشق الدولي، لحظة وصول الفنان السوري دريد لحّام برفقة زوجته هالة بيطار، في أول ظهور علني له منذ سقوط نظام بشار الأسد.
مشهد أثار كثيراً من الجدل، ليس بسبب مجيئه، بل لصمته؛ فالفنان الذي طالما اعتاد جمهوره على صوته، دخل مطار بلاده، دون أن يُستقبل، بلا تصفيق، ولا حشود، ولا ورد، الوجوه المرتبكة للعائلة روت حكايةً كاملة، غابت عنها كلمات الترحيب المعتادة.
فيديو يفتح باب الانتقادات من جديد
انتشر المقطع المصور وأحدث ضجة واسعة، وحمل معه سيلًا من التعليقات المتباينة. البعض قرأ في المشهد دلالة رمزية لـ"سقوط رمزي" آخر، لفنان عُرف لسنوات بمواقفه المؤيدة للنظام السابق.
آخرون اعتبروا غياب التفاعل الشعبي بمثابة "صفعة صامتة"، أو حتى "عقوبة معنوية" لرجلٍ طالما ربط اسمه بوجه السلطة، رغم تاريخه العريض في المسرح والدراما.
شاهدوا فيديو عودة دريد لحام إلى سوريا:
من التمجيد إلى التراجع.. "عاشت سوريا حرة"
بعد أيام قليلة من التغيير السياسي في البلاد، خرج دريد لحّام بفيديو جديد نشره عبر قناته الرسمية على "يوتيوب". حمل الفيديو عنواناً لافتاً: "عاشت سوريا حرة أبية".
وظهر فيه قائلاً: "مبروك لوطني سوريا ولادتها الجديدة. ولحتى نضل نحتفل بهذه المناسبة كل عام، لازم نبقى إيد واحدة بكل طوائفنا وانتماءاتنا السياسية، وتكون طائفتنا الوحيدة هي سوريا. ونغنّي مثل الماضي عندما كنا نغنّي ونحن أطفال: موطني.. موطني".
ذلك التصريح، الذي أراد من خلاله لحّام ربما إعادة تعريف موقفه، قوبل بانتقادات واسعة، رأى فيها البعض محاولة لما أسموه "التكويع" السياسي بعد سنوات من الثبات على مواقف منحازة للنظام السابق.
مفارقة المسرح والواقع
المفارقة التي لم تغب عن مئات المتفاعلين، أنّ لحّام، صاحب العمل المسرحي الشهير "كاسك يا وطن"، الذي شارك فيه إلى جانب نهاد قلعي عام 1978، ومن تأليف محمد الماغوط، ظل لسنوات رمز فني للنقد السياسي الساخر من الاستبداد.
غير أنّه، وفق كثيرين، لم يحمل ذات الروح في مواقفه الواقعية، بل بدا مدافعاً عن السلطة، في تناقضٍ لافت بين الشخصية المسرحية، والإنسان الذي ظهر خارج الخشبة.
توقيت العودة، وغموض الاستقبال، ولحظة الصمت الطويل، كلها طرحت أسئلة عن مكانة دريد لحّام لدى جمهوره اليوم. هل بقي الفنان الذي أحبّوه؟ أم بات في نظر الكثيرين "صوتاً رسمياً" لا يُعبّر عن الشارع؟ مشاعر مختلطة خيّمت على المشهد، بعضها نقدي قاسٍ، وبعضها الآخر عبّر عن تعاطف، باعتبار الفنان ضحيةً محتملة لنظامٍ لا يحتمل الصوت المخالف.
في وقت سابق، وخلال حديث صحافي، كان لحّام قد أشار إلى أنّ الواقع الأمني في سوريا لم يكن يرحم، وصرّح بأنّ التعبير عن الرأي المختلف كان بمثابة دعوة مفتوحة للموت، مضيفاً: "لو كنت انتقدت النظام، كان مصيري الموت في سجن صيدنايا". تلك الكلمات تُلقي بظلالها على مواقفه، وتمنحها أبعاداً جديدة، يتردّد صداها اليوم مع كل تعليق، وكل نظرة، في لحظة عودته.
وبدأت رحلة دريد لحام الفنية من التلفزيون، لكنه سرعان ما انتقل إلى المسرح، حيث شكّل ثنائياً فنياً مع الكاتب محمد الماغوط، وقدّما معاً أعمالاً مسرحية أصبحت علامات فارقة، مثل كاسك يا وطن، وشقائق النعمان، وغربة، وهي نصوص لم تخف من انتقاد السلطة والفساد والاستبداد.
وفي السينما، كان له حضور بارز من خلال أفلام مثل الحدود والتقرير، حيث جسّد دور المواطن العالق بين جغرافيا الانتماء وجغرافيا السلطة، وطرح من خلالها أسئلة لا تزال راهنة حتى اليوم.
شاهدي أيضاً: انهيار سارة الودعاني بسبب هدية من شقيقتها
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ليالينا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ليالينا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.