أثار منشور للمغنية الأمريكية أريانا غراندي جدلًا سياسيًا واسعًا في الولايات المتحدة، بعدما وجّهت عبر "إنستغرام" تساؤلات مباشرة لمؤيدي الرئيس دونالد ترامب حول ما إذا كانت حياتهم قد تحسنت فعلًا منذ توليه السلطة قبل 250 يومًا.

وردّ البيت الأبيض على تصريحاتها بلهجة لاذعة استخدمت فيها متحدثة رسمية بعضًا من عناوين أغانيها الشهيرة، في مشهد يعكس تصاعد التوتر بين عالم الفن والإدارة الأمريكية.

أريانا غراندي Ariana Grande تشكك في إنجازات دونالد ترامب - Donald Trump بعد 250 يومًا من الحكم

أعادت غراندي، البالغة من العمر 32 عامًا، نشر منشور للناشط والمذيع الأمريكي مات بيرنستين، تساءل فيه عما إذا كانت السياسات المتشددة ضد المهاجرين والمتحولين جنسيًا قد جلبت بالفعل أي تحسن لحياة مؤيدي ترامب.

وتضمن المنشور سلسلة من الأسئلة الاستنكارية، منها: "هل أصبحت أسعار السلع أرخص؟ هل انخفضت تكاليف التأمين الصحي؟ وهل تبرر معاناة الفئات المهمشة هذا الواقع؟"

وحظي المنشور بتفاعل واسع، إذ فُسّر على أنه هجوم مباشر على مؤيدي ترامب الذين يرون أن الرئيس ينفذ وعوده الانتخابية، بينما يرى منتقدوه أنه يسعى لتقويض الحقوق المدنية والإنسانية.

ردّ البيت الأبيض بعناوين أغاني أريانا غراندي

جاء الرد الرسمي سريعًا من نائب المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي، الذي استخدم أسلوبًا ساخرًا حين صاغ بيانه مستعينًا بعناوين أغاني غراندي مثل: "Save Your Tears"، و"Just Like Magic"، و"Get Well Soon".

وقال ديساي في تصريحه إن سياسات ترامب أنهت ما وصفه بـ"أزمة التضخم التي تسبب بها بايدن"، مؤكدًا أن الاقتصاد الأمريكي يشهد تدفقات استثمارية "بمليارات الدولارات".

وأضاف في لهجة لاذعة: "وقّع الرئيس أمرًا تنفيذيًا مدهشًا، تمامًا كما في أغنيتك، مكّن لجنة التجارة الفيدرالية من ملاحقة شركة تذاكر تسببت بخسائر لجمهور حفلاتك. لذا، تحسني قريبًا يا أريانا".

البيان لم يخلُ من إشارة سياسية غير مباشرة، إذ ربط ديساي بين خطوة اللجنة الفيدرالية ضد "لايف نيشن" و"تيكيت ماستر"، وبين جهود الإدارة لضبط سوق التذاكر وحماية المستهلكين، في تلميح ساخر إلى قضية كانت غراندي قد انتقدت فيها الارتفاع المبالغ به في أسعار تذاكر حفلاتها.

أزمة أسعار التذاكر تعيد أريانا للواجهة

سبق أن أعربت غراندي منتصف سبتمبر عن استيائها من بيع تذاكر جولتها الغنائية لعام 2026 بأسعار مضاعفة من قبل الوسطاء والمواقع الثانوية، مؤكدة أنها تتابع القضية شخصيًا مع فريقها القانوني.

وقالت في منشور عبر خاصية القصص على إنستغرام: "أعلم بما يحدث، وأبذل كل جهدي لإيجاد حل. لا يجوز أن تُباع التذاكر بهذه الطريقة للجمهور الحقيقي".

وربط مراقبون بين تلك الأزمة والرد الساخر من البيت الأبيض، معتبرين أن الإدارة استغلت الملف لتوجيه رسالة رمزية إلى الفنانة التي كثيرًا ما انتقدت الرئيس علنًا.

سجل طويل من الانتقادات المتبادلة

لم تكن هذه المواجهة الأولى بين غراندي وترامب. فخلال الأشهر الماضية، هاجمت المغنية الإدارة بسبب قرارات وصفتها بأنها "معادية للمتحولين جنسيًا"، معتبرة أن تلك السياسات تهدد مبادئ الحرية والمساواة في البلاد.

كما دعمت خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2024 المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ضد ترامب، مؤكدة في أكثر من مناسبة أنها تؤيد التوجهات الليبرالية التي تعزز العدالة الاجتماعية وحقوق الأقليات.

وغراندي، التي سبق أن غنّت في البيت الأبيض خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، أصبحت من أبرز الأصوات الفنية المعارضة لترامب، وهو ما جعل كل تحرك أو تعليق منها محط اهتمام إعلامي وسياسي واسع.