شهدت كواليس مسابقة "ملكة جمال الكون" توترًا غير مسبوق بعد انسحاب عدد من المتسابقات من إحدى الفعاليات التمهيدية، احتجاجًا على ما وصفنه بتصرف "مهين" من أحد كبار المسؤولين في المنظمة، عقب توجيهه تعليقًا مسيئًا إلى إحدى المشاركات أمام الجميع.

توتر في كواليس الحدث العالمي

بدأت الأزمة خلال فعالية توزيع الأوشحة الرسمية التي أُقيمت في بانكوك، حيث واجه المدير التنفيذي التايلاندي "نواات إيتساراغريسيل" مجموعة المتسابقات بلهجة غاضبة، متهمًا بعضهن بعدم الالتزام بجلسات التصوير الخاصة برعاة المسابقة.

وتركز غضبه على ممثلة المكسيك "فاتيما بوش"، التي تغيبت عن إحدى الفعاليات التسويقية، معتبرًا ذلك "عدم احترام لقواعد الحدث".

ورصدت الكاميرات المشهد الذي بُث مباشرة عبر صفحة "ملكة جمال تايلاند"، حيث ظهر المسؤول يوبّخ المتسابقات أمام الحضور، قبل أن يوجه حديثه مباشرة إلى "فاتيما" قائلاً إنها "لا تحترم الدولة المضيفة".

مشادة علنية أمام الكاميرات

وقفت المتسابقة المكسيكية لتوضح موقفها، مؤكدة أنها لم تتعمّد الغياب، لكنها فوجئت باتهامات علنية أمام زميلاتها.

إلا أن المسؤول قاطعها بعصبية ووصفها بلفظ "غبية"، ما فجّر موجة غضب داخل القاعة. وردّت عليه قائلة إنها ترفض أن تُعامَل بهذه الطريقة، مشددة على حقها في التعبير عن رأيها.

تصاعد الموقف بعد أن استدعى "إيتساراغريسيل" عناصر الأمن لإخراجها من القاعة، وسط احتجاج باقي المشاركات اللواتي اعتبرن تصرفه محاولة لإسكات صوتها. عندها، غادرت "فاتيما بوش" القاعة غاضبة، مرددة أنها تمثل وطنها ولن تقبل الإهانة باسم المسابقة.

شاهدوا الموقف المحرج في مسابقة ملكة جمال الكون:

تضامن نسائي واسع داخل القاعة

ما إن خرجت المتسابقة المكسيكية حتى لحقت بها أكثر من اثنتي عشرة مشاركة، من بينهن "فيكتوريا كيار ثيلفيغ" الحاملة الحالية للقب "ملكة جمال الكون". وأعلنت هؤلاء تضامنهن الكامل معها، ورفضهن استكمال الفعالية ما لم تُقدَّم اعتذارات رسمية عن الإهانة التي وُجهت لزميلتهن.

وطلب المدير التنفيذي من الباقيات الجلوس إن كنّ ينوين الاستمرار في المنافسة، في ما اعتبره البعض تهديدًا مبطنًا بحرمان المنسحبات من حق المشاركة لاحقًا.

انتقادات حادة للمنظمين

أعربت "ثيلفيغ" في تصريحات لاحقة عن أسفها للطريقة التي أُدير بها الموقف، معتبرة أن ما حدث يتنافى مع مبادئ المساواة والاحترام التي تُرفع باسم المسابقة. وأكدت أنها لن تعود إلى أي فعالية أخرى ما لم تُتخذ إجراءات واضحة ضد الإساءة العلنية التي طالت زميلتها.

كما عبّر آلاف المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من تصرف المدير التنفيذي، وطالبوا بإقالته فورًا من منصبه. وكتب أحد المستخدمين تعليقًا قال فيه إن على المنظمة "حماية النساء بدلًا من إهانتهن أمام العالم".

تدخل من إدارة المسابقة العليا

سارعت رئاسة منظمة "ملكة جمال الكون" إلى إصدار بيان رسمي عبر رئيسها "راؤول روشا كانتو"، أكد فيه أن ما جرى يمثل "إهانة علنية وسلوكًا لا يمت إلى المهنية بصلة"، مشيرًا إلى أنه تم اتخاذ قرار فوري بإرسال المدير التنفيذي الجديد "ماريو بوكارو" إلى تايلاند للإشراف على الفعاليات المتبقية بنفسه.

وأوضح البيان أن دور "نواات إيتساراغريسيل" سيُقلّص بشكل كبير حتى نهاية الحدث، الذي يُختتم في العشرين من نوفمبر الجاري بتتويج الملكة الجديدة. كما أكد أن المنظمة تدرس تقديم اعتذار رسمي للمتسابقة المكسيكية، حفاظًا على مبادئ العدالة والاحترام التي تقوم عليها المسابقة.

رد المسؤول المتهم بعد الأزمة

عقب تصاعد الجدل، نشر "إيتساراغريسيل" رسالة عبر حسابه في "إنستغرام" أعرب فيها عن أسفه لما حدث، لكنه أشار إلى أنه "بذل أقصى جهده لضمان عدالة المنافسة"، مبررًا تصرفه بتوتر الأجواء وكثرة الضغوط التنظيمية. وقال إنه لم يقصد إهانة أي متسابقة، داعيًا الجمهور إلى "تفهم الموقف".

ورغم اعتذاره، واصل المتابعون توجيه الانتقادات الحادة له، معتبرين أن تصريحاته لم تتضمّن تحمّلًا واضحًا للمسؤولية عمّا بدر منه. ودعا البعض إلى منعه نهائيًا من أي دور مستقبلي داخل المنظمة.

وجاءت هذه الحادثة قبل أسابيع قليلة من الحفل الختامي الذي ينتظره الملايين حول العالم، ما يضع المنظمة أمام تحدٍّ حقيقي لاستعادة ثقة الجمهور والمشاركات. ويخشى مراقبون أن تلقي الواقعة بظلالها على الحدث الدولي الذي طالما قُدّم كمنصة لتمكين النساء وإبراز ثقافات الدول المختلفة بروح من الاحترام والتنوع.