يجزم خبراء التربية أن الابن والابنة وبعد عمر الثانية عشرة يكون من الصعب تغيير سلوكيات وأخلاق لديهم، ولذلك يكون التعامل مع الابن في بداية مرحلة المراهقة بحاجة إلى الكثير من الحكمة والصبر، كما أن الكثير من المعرفة والاطلاع على نفسية المراهقين والمراهقات، وما يمرون به من تغيرات جسمية وعقلية ونفسية، يفيد الآباء والأمهات في التعامل معهم والتقرب منهم في هذه المرحلة الحرجة. تخطئ بعض الأمهات وكذلك الآباء في التعامل مع المراهق في بيتهم بطريقة العقاب، وهي طريقة لا تصلح إطلاقًا للتعامل معهم، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية سناء عبد العزيز، حيث أشارت إلى الفرق بين استخدام اسلوب العواقب والعقاب في التعامل مع المراهق، مع التعرف على أمثلة لذلك لكي تستطيعي تقويم سلوكه دون متاعب، وكذلك النجاح في تكوين صداقه معه في الآتي:
المقصود بأسلوب العواقب في التعامل مع المراهق
ابنة مراهقة
غيري تمامًا طريقة تعاملك مع ابنك وابنتك في حال تخطيهم سن الثانية عشرة، حيث أن أسلوب التعامل معهم بعد هذا العمر لا يمكن أن يعتمد على أسلوب العقاب على الاطلاق، ولكنك يمكنك استخدام العواقب الذي يندرج ضمن طرق حل مشاكل المراهقين السلوكية، ولأن آخر فرص تربية الطفل تكون عند بلوغه سن الثانية عشرة أما بعد ذلك فيجب أن تتبع الأم أسلوب الوعي وترسيخ القيم لدى الابن، ويكون ذلك باستخدام أسلوب بعيدًا عن الضرب مثلًا الذي لا يجدي أيضًا مع طفل في الثانية من عمره؛ لأن الطفل حتى السابعة يعامل بالإكرام ثم يعامل ما بين السابعة والرابعة عشرة بأسلوب التأديب، والذي يكون من أهم قواعده استخدام طريقة العواقب وبكل حكمة وطول بال وصبر.
طبقي مع ابنك المراهق أسلوب العواقب والذي يعني أن الابن سوف يغير سلوكه بنفسه، وسوف يقلع عن عادات سيئة يقوم بها ليس عن طريق العقاب سواء الضرب أو الشتم؛ لأنه قد كبر ولم يعد طفلًا، كما أنه كلما تعرض مثلًا للتأنيب والتوبيخ فسوف يستمر في عناده، ولذلك يجب أن نستخدم كمربين أسلوب العواقب ويعني انتظار الابن المراهق بنفسه لعواقب ونتائج أي تصرف خاطئ يقوم به دون أن يكرر الأب والأم اللوم والتوبيخ له.
نموذج لأسلوب العواقب في التعامل مع المراهق
غرفة مراهق
اطلبي من ابنك أو ابنتك المراهقة ولمرة واحدة فقط أن يقوم بجمع ملابسه المتسخة ووضعها في السلة المخصصة للملابس المتسخة، سواء في غرفته أو في غرفة غسل الملابس مع باقي ملابس أفراد العائلة، ولا تكرري هذا الطلب مرة ثانية ويمكن مثلًا أن تطلبي منه لأول مرة أن يقوم بترتيب وتنظيم غرفته ثم تتركيه.
راقبي ما سيحدث مع ابنك المراهق حين يكتشف ونتيجة لأنه لم يسمع كلامك، ولم يهتم بتنفيذ مهام عادية فهو لم يعد لديه ملابس نظيفة لكي يرتديها، وخاصة لو كان يتحتم عليه الخروج لكي يلتقي مع الأصدقاء، أو أنه سوف يكتشف أنه يجد صعوبة كل يوم في العثور على أشيائه ويتأخر عن موعد المدرسة أو النادي الرياضي؛ بسبب الفوضى في غرفته وعدم ترتيبه لأغراضه الشخصية، وهنا سوف يكتشف عواقب العناد وسوف يغير من أسلوبه وطريقته دون أن تضطري إلى عقابه كطفل صغير.
لاحظي أن أسلوب العواقب يفيد مع ابنتك المراهقة التي تميل للعناد أكثر من الولد؛ بسبب إحساسها بما يقوم به المجتمع الذكوري من تفضيله للولد الذكر على البنت، ولذلك فمن أفضل طرق التعامل مع ابنتي المراهقة هو أن تتركيها تكتشف ما يضرها وما ينفعها باستخدام أسلوب العواقب؛ لأن القسوة تترك أثرًا سيئًا عليها.
نصائح فعالة للتعامل مع المراهق
أب مع ابنه المراهق
ضعي قوانين صارمة للبيت
ضعي قوانين صارمة للبيت بحيث تعلم الابن المراهق على احترام قوانين البيت ونظامه، وبذلك فأنت بطريقة مباشرة تساعدين المراهق والمراهقة مثلًا على النوم في وقت مبكر، وكذلك عدم التواجد خارج البيت حتى وقت متأخر، وكذلك الالتزام بموعد التواجد على مائدة الوجبات الرئيسية الثلاثة منذ صغرهم، واحترام وحب الاجتماع العائلي، والذي يجب استغلاله في التقرب من الأبناء صغيرًا وكبيرًا.
استمعي له
استمعي إلى ابنك وابنتك بعد عمر الثانية عشرة، وإن كان لابد من الحوار معهم قبل هذا السن، فالحوار معهم في مرحلة المراهقة يجب أن تعرفي إرشادات لكسب الحوار مع المراهق لصفك، حيث يساعد الحوار الناجح على إنشاء علاقة صداقة معهم، كما أن الاستماع للابن وتركه يتكلم براحته دون مقاطعته أو تأنيبه ومنحه مساحة لكي يبوح بمشاعره يعد من أفضل الطرق للتعامل مع المراهقين؛ لأن المراهق يكون بحاجة للاحتواء أي أن يجد شخصًا يستمع إليه في كل حالاته ومن دلالات النجاح في التربية أن يكون هذا الشخص هو أحد الوالدين.
شجعي إنجازاته
شجعي ابنك وابنتك وحفزيهما على كل إنجاز أو تفوق يحصلان عليه ويحققانه؛ لأن المراهق يبدأ في تكوين وبناء ثقته بنفسه، وهو بحاجة إلى تعزيز تلك الثقة، وإذا كان علينا البحث عن أسباب وعلاج ضعف الثقة بالنفس عند المراهقين فيجب أن نلقي باللوم أولًا على طريقة تعامل الآباء والأمهات معهم، والتي تقوم على أسلوب العقاب، كأنهم أطفال لم يدخلوا المدرسة أو أسلوب الصراخ والتهديد والاستهانة بقدراتهم طيلة الوقت، ولذلك فتشجيع الابن هو الداعم الأول له وأهم طرق تخليصه من عادات سيئة يعاني منها الآباء والأمهات ويكون أمامهم صعوبة في علاجها.
خذي رأيه
خذي رأي ابنك المراهق وأشعريه بقيمته ومكانته في البيت، حيث يميل الأبناء في مرحلة المراهقة للبحث عن أصدقاء خارج البيت وقضاء وقت طويل معهم، ويصبحون مثل ضيوف غرباء حين يعودون إلى بيوتهم، كما أن المراهق يتسرب اليه إحساس أنه ليس ذا قيمة في العائلة وأن كل شيء يسير على ما يرام بوجوده أو عدمه، ولذلك فمن الضروري أن يشترك الابن المراهق في أمور البيت، ويعرف مشاكلها وما تمر به من الظروف، وأن يعهد الوالدان له بمهام صغيرة لكي يقوم بها، ولكن ليس من باب الاستسهال أو التقليل من قيمته، بل يجب أن يشعر أنه يقدم معونة حقيقية، ويقوم بدور فعال في أسرته. قد يهمك أيضًا: كيف تتعاملين مع المراهقة العنيدة؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.