اقتصاد / صحيفة اليوم

«تفاؤل حذر» بشأن أداء الاقتصاد العالمي في 2024 وسط مخاوف النمو

على الرغم من التوترات الجيوسياسية والرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة فإن آفاق الاقتصاد العالمي آخذة في التحسن، كما يستمر في النمو، وفق ما ذكرت منصة "وورلد إيكونوميك فورم".

ما توقعات الاقتصاديين؟

وجدت توقعات كبار الاقتصاديين الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي لشهر مايو 2024 أن 17% فقط من الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع يتوقعون تفاقم الأوضاع هذا العام 2024 وهو تحسن كبير مقارنة بنسبة 56% المسجلة في يناير.

تفاؤل حذر

أشار التقرير إلى أن "حالة عدم اليقين لا تزال قائمة ولكن علامات التحسن تنعكس في المسح الأخير في حين أن المزاج الاقتصادي المتطور يسوده التفاؤل الحذر".
اقرأ أيضاً: تقرير: 82% من الاقتصاديين يؤكدون قوة الاقتصاد العالمي في 2024
وحول " توقعات كبار الاقتصاديين" وحسبما جاء في التقرير :"إن العديد من التطورات العالمية التي تم تسليط الضوء عليها كمصادر للتقلبات والتعقيد المتزايد في هذا الإصدار والإصدارات الأخيرة من تقرير توقعات كبار الاقتصاديين - بما في ذلك الخلافات الجيوسياسية والتحول التكنولوجي - لها آثار عميقة وبعيدة المدى على وتيرة ومسار الاقتصاد العالمي في المستقبل".

مصادر التقلبات الدولية

وفي حين أن بعض المخاطر الأكثر حدة على المدى القريب التي يواجهها الاقتصاد العالمي قد تنحسر إلا أن عدم اليقين لا يزال مرتفعا وقد سلط كبار الاقتصاديين الضوء على عدد من العوامل المدمرة المحتملة.

تأثير العوامل الجيوسياسية

ويتوقع جميع المشاركين تقريبًا 97% أن تتسبب العوامل الجيوسياسية في تقلبات اقتصادية عالمية طوال عام 2024 ارتفاعًا من 90% في سبتمبر .
وبرزت السياسة الداخلية أيضاً باعتبارها خطراً على الاقتصاد العالمي حيث قال ثمانية من كل 10 مشاركين بنسبة 83% إن تكون السياسة الداخلية مصدرًا للتقلبات في عام 2024 وهو العام الذي من المقرر أن يتوجه فيه أكثر من نصف سكان العالم إلى صناديق الاقتراع.
اقرأ أيضاً: رغم التحديات.. مؤشرات تؤكد استمرار قوة الاقتصاد العالمي
في هذا السياق، أبدى كبار الاقتصاديين تفاؤلا أكبر بشأن التأثيرات المباشرة للتكنولوجيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي.
وفي الواقع، لا يوافق معظم كبار الاقتصاديين بنسبة 69% على أن الذكاء الاصطناعي سيكون مصدرًا للتقلبات في عام 2024.

الولايات المتحدة

وتختلف آفاق النمو الاقتصادي بشكل كبير حسب المنطقة وفقا لكبار الاقتصاديين حيث كان هناك ارتفاع ملحوظ في التفاؤل بشأن الآفاق الاقتصادية للولايات المتحدة.
ويتوقع جميع كبار الاقتصاديين الذين شملهم الاستطلاع تقريبًا ب97% حاليا نموًا معتدلًا أو أقوى في الاقتصاد في عام 2024 ارتفاعًا من 59% في يناير.

آسيا

وتظل آسيا مصدراً للتفاؤل أيضاً حيث يتوقع جميع المشاركين نمواً معتدلاً على الأقل في جنوب آسيا وشرق آسيا والمحيط الهادئ هذا العام.
وفي جنوب آسيا، على وجه الخصوص تحسنت آفاق النمو بشكل ملحوظ حيث توقع 70% من الاقتصاديين نمواً قوياً في المنطقة هذا العام ارتفاعاً من 52% في يناير.

أما التوقعات بالنسبة للصين فهي أكثر كآبة إلى حد ما حيث أن بيانات الاستهلاك الضعيفة والمشكلات المستمرة في سوق العقارات تؤدي إلى إضعاف التوقعات على المدى القريب. ويتوقع نحو ثلاثة أرباع كبار الاقتصاديين نمواً معتدلاً في الصين هذا العام متوقعين نموا بنسبة 4% فقط نمواً في عام 2024.

أوروبا

على الجانب المظلم، تبدو التوقعات أكثر تشاؤماً إلى حد كبير بالنسبة لأوروبا حيث يتوقع ما يقرب من سبعة من كل 10 نمواً ضعيفاً في عام 2024 ولم يتوقع أي من المشاركين نمواً قوياً.

بقية العالم

وبالنسبة لبقية العالم، يتوقع غالبية كبار الاقتصاديين نموا معتدلا مع تحسن طفيف في التوقعات منذ يناير.

توقعات التضخم

وتختلف توقعات التضخم بين المناطق أيضا ولكن مدى هذا التباين بدأ يتضاءل حيث تكشف أحدث النتائج عن تقارب نحو توقعات معتدلة للتضخم، حيث توقع 63 % من الاقتصاديين تضخمًا معتدلا في الولايات المتحدة و57%من توقعهم يصب في خانة التضخم المعتدل في أوروبا.
وتظل الصين دولة شاذة من حيث وجود المخاطر الانكماشية.
ويتوقع ثمانية من كل 10 من كبار الاقتصاديين تضخما منخفضا أو منخفضا للغاية هذا العام مع تضاعف نسبة الذين يتوقعون تضخما منخفضا للغاية منذ يناير.
وفي أماكن أخرى، تعززت توقعات التضخم المنخفض أيضًا في شرق آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 43% وفي آسيا الوسطى ب32% بزيادة تزيد عن 10 نقاط مئوية منذ يناير.
ومن المشجع أن التفاؤل النسبي لكبار الاقتصاديين بشأن آفاق النمو الاقتصادي يمتد إلى ما هو أبعد من المدى القصير.
في الوقت الذي تم فيه العديد من التوقعات متوسطة المدى ــ توقعات صندوق النقد الدولي لنمو عالمي بنسبة 3.1% بعد خمس سنوات من الآن هي في أدنى مستوياتها منذ عقود ــ يرى كبار الاقتصاديين إمكانية حدوث انتعاش مستدام في النمو.
وقال ما يقرب من سبعة من كل عشرة إنهم يتوقعون عودة النمو العالمي إلى 4% في غضون السنوات الخمس المقبلة بينما يتوقع أربعة من كل عشرة ذلك في غضون السنوات الثلاث المقبلة.
على الرغم من ذلك، تجدر الإشارة إلى أن أقلية من المشاركين بنسبة 23% لا يشاركون في هذا التفاؤل وقالوا إنهم لا يتوقعون عودة الاقتصاد العالمي إلى النمو بنسبة 4٪ خلال أي إطار زمني.

المحركات المحتملة للنمو

وبالنظر إلى المحركات المحتملة للنمو على مدى السنوات الخمس المقبلة، فإن كبار الاقتصاديين يتوقعون أن يلعب التحول التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والتحول الأخضر والطاقة دورا إيجابيا لا سيما في الاقتصادات ذات الدخل المرتفع.
وعلى خلاف ذلك، هناك إجماع قوي على أن العوامل الجيوسياسية والسياسة الداخلية ومستويات الديون وتغير المناخ والاستقطاب الاجتماعي، كلها عوامل من شأنها أن تؤدي إلى تثبيط النمو في كل من الاقتصادات المرتفعة والمنخفضة الدخل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا