اقتصاد / صحيفة الخليج

تغيرات الاقتصاد

د.عبدالعظيم حنفي*

كان استقبال النمو الجديد معقداً بطبيعة الحال، كان ذلك بسبب شخصية «جون ماينادر كينز» الأسطورية. حيث ثبت أن الثورة الكينزية مثلت جهاز سرد قوي على مدار جيلين على الأقل، وأدى ظهور السيرة الذاتية ل «كينز» التي كتبها «روبرت سكيدلسكي» «Robert Skidelsky» في ثلاثة أجزاء إلى تعميق وجود كينز. وتمت مقارنته في بعض الأحيان ب «سيجموند فرويد». هل يمكن في أن يذكر «كينز» على أنه شخصية أدبية أكثر من كونها علمية؟ لم يعد ذلك مهماً. كما كتب «لويس ميناند» عن كتاب «فرويد» «الحضارة والسخط» «Civilization and its Discontents». ما يلي: «تآكلت الأرضيات التي تمتعت في يوم من الأيام بسلطة الحسابات النهائية التي تسير الأمور وفقاً لها، ولكن لا تستطيع بعد الآن أن تفهم طريقة حدوث الأشياء دون أن ترجع إليها». يبدو أنه مقدر للجدل حول الأهمية النسبية للاقتصاد الكلي واقتصاد النمو أن يستمر في المستقبل.

لقد أمضى «بوب سولو» عقداً كاملاً في التوفيق بين الجدل القديم والحديث: حيث أصدر كتاباً للمحاضرات عن نموذج «أرو» للتعليم بالممارسة، وكتاباً آخر عن المنافسة الاحتكارية والاقتصاد الكلي. وأخيراً أصدر طبعة ثانية من كتابه عن محاضرات النمو لعام 1970. مضيفاً إليه ستة فصول إضافية محللاً من خلالها النماذج الجديدة. وكتب قائلاً: لا يمكن لأحد أن ينكر أن التقدم التكنولوجي ناتج على الأقل جزئياً عن القوى الاقتصادية. والسؤال هو ما إذا كان لدى أي فرد شيء مفيد ليقوله عن العملية. ولم يفهم بوضوح على الإطلاق، بالطبع لا تعني كلمة «خارجي» أنه «غير متغير» أو غامض، كما لا تعني أيضاً «غير متغير وغامض». فهي تعيين مؤقت، بمعنى أننا نحاول أن نعمل على تفاصيل كيفية ضبط باقي النموذج بالتفصيل على العناصر الخارجية، ولكن ليس العكس. وبالمثل استنسخ المؤرخ الاقتصادي «جويل موكير» أنه لم يحدث شيء ذو دلالة كبيرة. لكن في كتاب « أثينا: الأصول التاريخية لاقتصاد المعرفة» الذي هو عبارة عن مجموعة من المقالات ذات القدرة على الاختراق حول تنمية المؤسسات العلمية والتكنولوجية والذي نشر عام 2002، تعقب «موكير» اهتمام الاقتصاديين بالمعرفة على مدار التاريخ.

كان لتحرك العديد من الشخصيات المهمة في مجال الاقتصاديات الحديثة للمعرفة نحو الغرب إلى كاليفورنيا علاقة بالاستقبال الفاتر الذي حصلت عليه هذه الاقتصاديات. إذ إن التغيرات التي طرأت على الاقتصاد في الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، عكست إلى حد ما التغيرات التي طرأت على لعبة «البيسبول» في نفس الفترة. فقد تضمنت لعبة «البيسبول» في الخمسينات دورين من السهل فهمهما إذ كانا يتكونان من 16 فريقاً، تقع مقارها الرئيسية جميعاً في شرق نهر المسيسيبي باستثناء فريق واحد، وتقام مباراة عالمية بين الفريقين اللذين يصلان إلى النهائيات في نهاية كل موسم. وبعد مرور عدة عقود تضمنت اللعبة ثلاثين فريقاً مقسمين إلى ستة أقسام وهو نظام شديد التعقيد من التصفيات - ناهيك عن التطورات الرهيبة التي طرأت على تدريب اللاعبين وتعويضهم. وقد ظلت اللعبة نفسها تقريباً كما هي، ولكن اختلفت مؤسساتها بصورة كبيرة، وأصبح من الصعب تعقب الفرق في الدوري. بقيت أهم أسواق اللعبة في الشرق. وكان ذلك هو الحال بالنسبة لمراكز قوتها.

*كاتب مصري

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا