اقتصاد / صحيفة الخليج

الشحن متعدد الوسائط.. طرق التجارة العالمية تلتقي في

دبي: فاروق فياض

أكد خبراء ومسؤولون تنفيذيون في كبرى الشركات المتخصصة بقطاع الشحن وسلاسل الإمداد واللوجيتسيات، أن البنية التحتية لدولة العربية المتحدة من شبكة نقل بري ومطارات متقدمة وموانئ، من بين الأكفأ عالمياً، وشبكة لسكك الحديد تربط الإمارات ببعضها وخارج الدولة، كذلك جودة الخدمات الرقمية والتكنولوجية المدمجة، خلقت نموذجاً ناجحاً ومميزاً بدولة الإمارات لتسير نحو صناعة مستقبل الخدمات اللوجستية والنقل.

وأوضحوا أن دولة الإمارات خصصت ميزانيات كبيرة جداً، لتعزيز شبكة طرقها وموانئها وتحسين جودة البنية التحتية على أرضها، واستقطبت شركات عالمية تعمل في القطاع، كما نجحت في تعزيز سلاسل الإمداد العالمية وتذليل عقبات التوترات الجيوسياسية في أقاليم مختلفة.

اعتبر الخبراء، أن نجاح الإمارات في إبراز صناعة جديدة في الخدمات اللوجستية والنقل والشحن، قوامه «الشحن المتكامل» أو «الشحن المدمج»؛ حيث يتطلب شحن منتج ما أو حاوية، كل الطرق والأساليب لضمان إيصالها إلى المستهلك الأخير، براً وبحراً وجواً، وكذلك شبكة السكك الحديدية، أضف إلى ذلك، خدمات البريد السريع والتجارة الإلكترونية. وبذلك، تلتقي جميع طرق التجارة وعقدها على أرض دولة الإمارات.

  • متعدد الوسائط

قال أمادو ديالو، الرئيس التنفيذي لشركة «دي إتش إل جلوبال فورواردينج» في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا: تتجه منطقة الشرق الأوسط نحو حلول لوجستية أكثر تكاملاً، مع التركيز على النقل متعدد الوسائط، الذي يربط بين الشاحنات والسكك الحديدية والنقل الجوي والشحن البحري.

أضاف ديالو: هذا التحول ضروري للحفاظ على كفاءة وموثوقية سلاسل التوريد. كما أنه يعالج التحديات البيئية والتشغيلية. مثال رائع على ذلك هو التحول من النقل البري إلى السكك الحديدية، الذي يظهر من خلال المشروع المشترك بين «DHL» وسكك «حديد الاتحاد»، والذي يهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 21% بحلول عام 2050، وتخفيف الازدحام على الطرق، وزيادة سعة الشحن.

هذا النهج يعالج القضايا البيئية ويعزز مرونة سلاسل التوريد، ما يتيح إعادة توجيه الشحنات بمرونة استجابةً للاضطرابات، مثل تلك التي تحدث في منطقة البحر الأحمر.

وتابع ديالو: يعزز الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات مكانتها في تكامل سلاسل الإمداد العالمية. حيث يُقدَّر حجم سوق الشحن والخدمات اللوجستية في الإمارات بـ74 مليار درهم (20.11 مليار دولار) في عام 2024، ومن المتوقع أن يصل إلى 111 مليار درهم (30.19 مليار دولار) بحلول عام 2030، ما يجعلها مركزاً مثالياً للشركات، التي تقيم مراكز توزيع إقليمية أو عالمية. ويدعم الاتصال السلس عبر النقل المتكامل؛ التجارة الدولية من خلال تمكين حركة البضائع بكفاءة عبر المناطق.

  • تحولات وتحديات

وعن أثر التحولات الاقتصادية العالمية الأخيرة، التي فرضت تحديات على مقدمي الخدمات اللوجستية، قال ديالو: عندما تعتمد على التجارة العالمية لتحقيق النجاح، تدرك أهمية إيصال بضائعك إلى السوق في الوقت المحدد، في كل مرة. بينما تبدو الأزمات والصراعات غير المتوقعة وكأنها أصبحت جزءاً من الحياة.

وأضاف: تلتزم «دي إتش إل» بتقديم حلول موثوقة لمساعدة العملاء على مواجهة تحدياتهم اللوجستية. وتم تحديث البوابة الرقمية مؤخراً، وهي تقدم الآن رؤية محسّنة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتحكماً، وكفاءة تشغيلية لتلبية احتياجات العملاء اللوجستية.

واستجابةً للاضطرابات في البحر الأحمر، قامت الشركة بإدارة تحديات الخدمات اللوجستية بفاعلية من خلال تنويع وسائل النقل والمسارات. على سبيل المثال، يتم شحن البضائع المتجهة إلى أماكن مثل الدمام أو دبي عبر الشحن البحري في البداية، ثم يتم نقلها براً عبر ، ما يضمن التسليم في الوقت المناسب.

وتم تصميم حلول النقل متعدد الوسائط لدينا لتحقيق التوازن بين السرعة والكلفة، ما يضمن عمليات لوجستية فعالة ومرنة، على الرغم من الظروف الاقتصادية غير المتوقعة، ما يعكس التزامنا بمساعدة الشركات على التعامل مع التجارة العالمية بثقة وموثوقية.

  • طلب عالٍ

وعن أكثر القطاعات التي شهدت نمواً في حركة الشحن والنقل، خلال الفترة الأخيرة مدفوعة بالتحولات الاقتصادية والجيوسياسية، قال ديالو: إضافة إلى قطاعات البناء والنفط والغاز التقليدية والطاقة المتجددة، نشهد نمواً كبيراً في قطاعات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية. هذه القطاعات تتطلب حلول لوجستية قوية وفعالة وسريعة لتلبية الطلبات المتزايدة من المستهلكين والشركات. بشكل جماعي، حيث تسهم هذه القطاعات في دفع نمو خدمات الشحن المتكاملة مع ضمان الأداء الأمثل للتسليم.

وأوضح ديالو: تعد الاستدامة أولوية رئيسية بالنسبة لنا في «دي إتش إل». حيث تلتزم بزيادة استخدام الوقود المستدام في خدمات الشحن الجوي والبحري إلى 30% بحلول عام 2030. ومن خلال خدمتنا GoGreen Plus، نقدم مجموعة متنوعة من الحلول المستدامة للنقل عبر الطرق والبحر والجو، بهدف تقليل انبعاثات غازات الدفيئة، من خلال التخفيض المباشر في المصادر (Carbon Insetting). ومقارنة بتعويض انبعاثات غازات الدفيئة، يضمن التخفيض المباشر في المصادر أن يتم الحد من الانبعاثات من حيث المصدر، الذي كانت من الممكن أن تحدث فيه. وتقدم المنصة المحسّنة لعملائنا مجموعة موسعة من الميزات لمراقبة وتتبع والإبلاغ عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المعادلة (CO2e) من النقل، بما في ذلك خيارات للتخفيض المباشر في المصادر. إضافة إلى ذلك، يمكن للعملاء الحد بسهولة من انبعاثاتهم من CO2e لشحنات البحر والجو بنقرة واحدة، عبر استخدام وقود الطيران المستدام والبحري.

وقامت الشركة بإطلاق أول مركز لوجستيات المركبات الكهربائية والبطاريات في منطقة جبل علي الحرة في دبي، والذي يعمل على دفع اقتصاد الدورة الدائرية للمركبات الكهربائية، حيث يمكن تخزين البطاريات وإعادة تدويرها وإصلاحها ومعالجتها في نهاية العمر الافتراضي، ما يضمن الاستدامة على المدى الطويل.

  • تحليل بيانات

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «دي إتش إل جلوبال فورواردينج» في المنطقة: كجزء من جهود الشركة المستمرة لاعتماد أحدث التقنيات، نستفيد من تحليلات البيانات الكبيرة، والتشغيل التلقائي، والحوسبة السحابية، وتعلم الآلة، والتحليل التنبؤي، والبلوكتشين، والروبوتات، وإنترنت الأشياء (IoT). هذه التقنيات تبسط العمليات، وتقلل أوقات التسليم، وتحسن كفاءة سلاسل التوريد.

وقال ديالو: نستثمر في أنظمة التخزين والاسترجاع التلقائي المُتمَّتَعة بالتقنيات المتقدمة، التي تسرّع عمليات الخدمات اللوجستية وتضمن عمليات فعّالة وسريعة عبر مختلف الصناعات. من خلال حلول إدارة سلاسل التوريد المستندة إلى الحوسبة السحابية، حيث نساعد الشركات على تحسين وتسريع تبادل البيانات التلقائي ومراقبة العمليات، ما يسهم في توقع المخاطر والحد من الاضطرابات.

وقال ديالو: استحوذت «دي اتش إل» على شركة «دانساز - الإمارات»، ما وسع قدرتنا التشغيلية وقدراتنا التكنولوجية في الشرق الأوسط، بإضافة أكثر من 20 منشأة لوجستية في دبي والإمارات الشمالية. وتجمع عملية الدمج بين خبرتنا اللوجستية العالمية ومعرفة «دانساز» على المستوى الإقليمي، مما يدفع بالابتكار في جميع جوانب العمليات والاستدامة. من المتوقع أن يسهم هذا الاستحواذ في تحقيق أهداف الشركة على المدى الطويل في الأعمال والبيئة، بما في ذلك التزام الشركة بتحقيق الانبعاثات الصافية الصفرية بحلول عام 2050.

  • تخطيط مستقبلي

فيما قال محمد الخصْ، الرئيس التنفيذي للعمليات لشركة «أرامكس لوجيستكس»: كانت الإمارات عموماً، ودبي تحديداً؛ سبّاقة ورائدة دائماً في التخطيط للمستقبل.

وقد تم تصميم كافة عناصر البنية التحتية للمناطق الحرة في الإمارات وعمليات مناولة الشحنات واستلامها، لكي تكون البلاد مركزاً ومحطة توزيع إقليمية. هنا يأتي الشحن المتكامل ليكمّل الاستثمار ويعمل بشكل مثالي على تلبية جميع الاحتياجات.

  • سلاسة خدمات

وتابع الخص: من المعروف لدى الجميع، أن «أرامكس» تدير واحدة من أكبر عمليات الشحن البري داخل دول مجلس التعاون الخليجي، ما يمنحنا دائماً تفوقاً في عمليات الشحن متعددة الوسائط مثل (البحر-البر أو الجو-البر أو حتى الشحن السريع عن طريق البر).

  • ثقافة غير تقليدية

وتابع الخص: ثقافة «أرامكس» كانت دائماً مختلفة وغير تقليدية مقارنة بمنافسيها، لذلك دائماً ما تكون نظرتنا إيجابية؛ وبالتالي، نعتقد أن نظرتنا المستقبلية دائماً إيجابية، ونحن نحول أي تحدٍ إلى فرصة. كان هذا دائماً هو المميز لنا في سوق تنافسي كهذا.

ولا ننسى أن السكك الحديدية في العديد من البلدان هي جزء من الشحن المحلي أو عبر الحدود، وأن لها دوراً كبيراً في التوصيل إلى المواقع الداخلية بعد الوصول إلى الميناء أو المطار. إضافة إلى ذلك، سيظل عامل حساسية الوقت يلعب دوراً، ويمكن دائماً إنهاء الشحنة البحرية في الإمارات وشحنها جواً إلى مكان آخر لتوفير الوقت. السيناريوهات عديدة والأسباب وراء ذلك متعددة، لذا المستقبل بالتأكيد واعد دائماً.

بنية تحتية متطورة في النقل المتعدد الوسائط تدعم النمو

قال طارق هنيدي، رئيس عمليات منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «فيديكس» إن الشركة تتولى إدارة شبكة جوية وبرية شاملة في الإمارات من خلال مركزها المتطور في مطار آل مكتوم الدولي (دبي وورلد سنترال). ويقوم المركز بتشغيل 60 رحلة أسبوعية، لتربط دبي مباشرة من أو إلى المطارات الرئيسية حول العالم، الأمر الذي يعمل على تسهيل التعامل مع الشحنات السريعة للطلبات العاجلة.

وتقوم «فيديكس» أيضاً بإدارة النقل البري بالشاحنات من خلال شبكة طرق الشرق الأوسط، حيث تقدم من خلالها خدمات اقتصادية إقليمية بكلفة فعالة وفي أيام محددة للشركات، بما في ذلك الصغيرة والمتوسطة الحجم للتعامل مع الطرود والبضائع غير المستعجلة التي يتم شحنها بين الدول الرئيسية في الشرق الأوسط.

وتقدم أيضاً خدمة شحن بأقل من حمولة الحاوية ذات الأولوية المتعددة الوسائط، والتي توفر منفذاً للتخليص الجمركي وحلاً للشحن من الميناء إلى الباب ومن الباب إلى الباب، لربط منطقة آسيا والمحيط الهادئ بأسواق الشرق الأوسط الرئيسية عبر دولة الإمارات العربية المتحدة. وصممت هذه الخدمة لتكون أسرع من الشحن البحري، وأكثر فاعلية من حيث التكلفة من الشحن الجوي، وذلك من خلال الاستفادة من شبكة طرق الشرق الأوسط من فيديكس، باعتبارها عنصراً أساسياً من هذا الحل الاستراتيجي المتعدد الوسائط، لتوفير إعادة توزيع سلسلة الإمداد إلى الإمارات العربية المتحدة والبحرين والأردن والكويت وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية.

جودة الطرق وخدمات الموانئ

وتابع هنيدي: تعتبر الإمارات إحدى الدول الرائدة في مجال النقل المتعدد الوسائط، حيث تصنف ضمن أفضل 10 دول عالمياً في جودة الطرق وخدمات الموانئ وفق تقرير مؤشر التنمية والسياحة 2024 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، كما تحتل موقعاً مرموقاً بين أفضل 12 دولة في مؤشر أداء الخدمات اللوجستية لعام الصادر عن البنك الدولي.

وتعد هذه البنية التحتية القوية ضرورية لدفع النمو الاجتماعي والاقتصادي، فضلاً عن وجود خطط لزيادة إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات العربية المتحدة لتتجاوز تريليون دولار أمريكي تقريباً (4 تريليونات درهم) بحلول عام 2031 من خلال اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة.

وسيصبح مطار دبي ورلد سنترال الأكبر في العالم عند اكتماله، حيث سيكون قادراً على التعامل مع كميات كبيرة من البضائع سنوياً. ويتميز المطار أيضاً بوجود طريق خاص للربط بميناء جبل علي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا