اقتصاد / ارقام

كيف أثرت شعبية كرة القدم في الانتخابات البريطانية الأخيرة؟

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

في جنوب المملكة المتحدة، وتحديدًا في بلدة جيلينجهام الصغيرة، وقف زعيم حزب العمال السير "كير ستارمر" في خضم الحملة الانتخابية نهاية مايو مخاطبًا الجماهير بالقرب من معلب فريق "جيلينجهام إف سي"، في اختيار غير معهود لعقد المؤتمرات السياسية البريطانية.

 

خلال حديثه أطلق السياسي المخضرم الذي فاز للتو بأغلبية ساحقة في الانتخابات العامة وأصبح رئيس وزراء البلاد، دعابة قال فيها إن آخر مرة وصل فيها حزب العمال للحكم، كان مانشستر سيتي لا يزال خصمًا لجيلينجهام (يلعب في دوري المستوى الرابع الآن).

 

 

كان ذلك قبل 14 عامًا، قبل أن يتمكن نادي مانشستر سيتي من بناء فريق استطاع من خلاله الفوز بالدوري الإنجليزي 8 مرات إلى جانب ألقاب محلية وقارية ودولية أخرى، ما جعله أحد أقوى فرق كرة القدم في العالم.

وبطبيعة الحال، تحدث "ستارمر" عن تطلعاته لـ "إعادة بناء البلاد"، لكن كان هناك غرض من وجوده في دائرة جيلينجهام الانتخابية، حيث كانت هدفًا رئيسيًا لحزب العمال، الذي يسعى لتحقيق النصر على منافسيه  المحافظين فيها.

 

كرة القدم.. محور السياسة البريطانية

 

- زار "ستارمر"، والذي يُعرف بحبه لفريق أرسنال، وناديي كرو ألكساندرا ونورثامبتون تاون، وهما ناديان يلعبان في المستوى الثالث والرابع، ويقعان أيضًا في الدوائر الانتخابية المستهدفة، بالإضافة إلى ألدرشوت تاون (فريق غير تابع للرابطة) والذي يقع في واحدة من أهم المناطق العسكرية.

 

- كانت هناك أيضًا زيارة إلى بريستول روفرز، من المستوى الثالث، وأجرى الحزب مقابلة تلفزيونية بحضور "جاري نيفيل"، المدافع والنجم السابق لنادي ومنتخب إنجلترا والذي تحول إلى محلل ومقدم بودكاست.

 

- كانت كرة القدم نفسها حاضرة في الخطاب السياسي لحزب العمال، حيث وعد بإطلاق هيئة تنظيمية مستقلة للرياضة، وهي فكرة طرحها المحافظون لأول مرة في عام 2021 وهي جزء من بيانهم هذا العام أيضًا.

 

- كما حاول رئيس الوزراء المحافظ السابق "ريشي سوناك"، وهو من مشجعي ساوثهامبتون، استخدام الرياضة كسلاح في الانتخابات، حيث حرص هو وقادة الحزب الكبار على التغريد بانتظام لدعم إنجلترا واسكتلندا في بطولة أوروبا.

 

 

كرة القدم والتواصل

 

- أثبتت كرة القدم في كثير من الأحيان أنها وسيلة علاقات عامة ملائمة للسياسيين الباحثين عن الالتحام بالجماهير، حيث ظهرت "مارجريت تاتشر" مع "إملين هيوز" و"كيفن كيغان"، وهما اثنان من أشهر لاعبي كرة القدم في إنجلترا آنذاك، قبل بطولة أوروبا عام 1980.

 

- شارك رئيس الوزراء الأسبق "توني بلير" في لعبة تنس الرأس مع "كيغان"، الذي أصبح لاحقًا مدرب نيوكاسل يونايتد، في عام 1995، قبل عامين من فوزه الساحق الأول في الانتخابات كزعيم لحزب العمال.

 

- تزامن وجود "بلير" وما يعرف بـ "حزب العمال الجديد" مع ثورة في كرة القدم البريطانية بعد استثمار ضخم من قبل تلفزيون "سكاي"، ورغم الطفرة الناتجة، خلق ذلك أيضًا فجوة مالية وتحديات ضخمة للأندية مثل جيلينجهام، رغم أنه يحظى الآن بدعم من مالك أجنبي ثري.

 

- هناك احتمال متزايد بأن يكون لدى البلدة المتعثرة نادي كرة قدم متعثر، لأن السكان المحليين لا يستطيعون تحمل تكاليف الاستثمار فيه، وإذا رأى أحد المشجعين سياسيًا في ذلك النادي، فهذا يعكس اهتمامه بهذا الفريق.

 

- يميل معظم الناس في جيلينجهام على سبيل المثال، إلى الاتفاق على أن أكبر مشكلة تواجه البلدة هي تدهور الأوضاع في شارعها الرئيسي، الذي تهيمن عليه الآن متاجر التبرعات والوجبات الجاهزة.

 

- قال "ستيوارت بورن"، السياسي الديمقراطي الليبرالي إن البلدة أصبحت "هيكلًا عظميًا" مقارنة بما كانت عليه في الماضي، مضيفًا أن جيلينجهام هي مكان "يريد الناس فيها أن تصبح حياتهم أسهل قليلاً، حيث يعاني الكثيرون من ارتفاع الأسعار".

 

 

المثال الأبرز تاريخيًا

 

- في السنوات الأخيرة، عكست جيلينجهام الاتجاهات السياسية الأوسع في المملكة المتحدة، فبعدما اختارت نائبا من حزب العمال مرة واحدة فقط في عام 1945، تحولت البلدة إلى اللون الأحمر في عام 1997 عندما فاز "بلير" بالسلطة.

 

- تحسنت ظروف النادي بعد استثمار كبير من مالكه "بول سكالي"، وبعد 4 سنوات ذهب الفريق إلى ملعب ويمبلي في لندن لأول مرة وكان على بعد دقائق من التأهل للمستوى الثاني من منافسات الكرة الإنجليزية، وهي ذكرى ركز عليها "ستارمر" خلال حديثه بالبلدة.

 

- في هذه المباراة، تعادل مانشستر سيتي مع جيلينجهام بهدفين متأخرين قبل أن يفوز بركلات الترجيح، ومع ذلك، صعد جيلينجهام بعد 12 شهرًا، وظل في دوري البطولة الإنجليزية (المستوى الثاني من منافسات كرة القدم الإنجليزية) خمس سنوات، لكنه تأرجح بين الدرجتين الأدنى بعد ذلك.

 

الاستثمار في اهتمامات الجماهير

 

- ظهور "ستارمر" في جيلينجهام قبل الانتخابات الأخيرة، كان هدفه الرئيسي تعزيز فرص فوز مرشحة حزب العمال "نوشابة خان" على منافسها المحافظ والذي يحظى بمقعد في المجلس التشريعي منذ عام 2010 "رحمن تشيشتي".

 

- بالفعل نجحت "خان" في الفوز بأصوات الأغلبية في منطقة "جيلينجهام ورينهام"، حيث حصلت على 15562 صوتًا، مقابل 11590 صوتًا لـ "تشيشتي" والذي حصل على الأغلبية في انتخابات عام 2019 بـ 15119 صوتًا.

 

 

- لا يمكن القول قطعًا إن اهتمام حزب العمال بشؤون كرة القدم والأندية المحلية، كان وحده السبب في الصحوة التي أعادته إلى السلطة ومنحته 411 مقعدًا في مجلس العموم البريطاني مقابل 121 مقعدًا للمحافظين و72 لليبراليين الديمقراطيين.

 

- مع ذلك، عكس الخطاب السياسي الذي يركز على كرة القدم والأندية، تركيز السياسيين على الموضوعات المؤثرة التي تحظى باهتمام الجماهير، والتي تخلق نوعًا فعالًا من التواصل معهم والذي قد يكون محفزًا للتصويت في الانتخابات.

 

المصدر: ذا أثليتيك- أرقام

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا