مع قيام الأسواق في الأسابيع الأخيرة برفع رهاناتها على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، يقول خبراء الاقتصاد في "جولدمان ساكس" إن اقتناص الرئيس الأمريكي السابق ولاية أخرى في البيت الأبيض قد يكون له ”تداعيات عميقة” على اقتصاد آسيا ومنطقة اليورو وربما العالم كله.. ونستغرض لمحة من هذه التوقعات التي نشرتها شبكة "سي إن إن"، كالآتي:

ماذا سيحدث لو فاز دونالد ترامب؟

قال جاري ستين وجيمس موبرلي من جولدمان ساكس في مذكرة نشرت يوم الجمعة قبل محاولة الاغتيال يوم السبت: ”تشير تقديراتنا الأساسية إلى انخفاض كبير في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 1% مع ارتفاع متواضع بنحو 0.1 نقطة مئوية في التضخم”. ومن ثم فإن إعادة انتخاب دونالد ترامب من شأنها أن تشكل خطرا كبيرا على توقعاتنا البناءة للنمو في العالم ومنطقة اليورو والصين تحديداً”.

أسباب التخوف من ولاية دونالد ترامب

وأوضحوا أن حالة عدم اليقين في السياسة التجارية والضغوط الدفاعية والأمنية الإضافية والآثار الجانبية للسياسات المحلية الأمريكية على سبيل المثال فيما يتصل بالضرائب والرسوم الجمركية الإضافية التي قد تٌفرض على الصين من شأنها أن تؤثر على أوروبا.
اقرأ أيضاً: رسميًا.. الحزب الجمهوري الأمريكي يرشح ترامب للانتخابات الرئاسية
وأصيب دونالد ترمب برصاصة يوم السبت خلال محاولة اغتيال في تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا. وأسفر إطلاق النار عن مقتل أحد الحاضرين والمسلح وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، ومن وقتها والأسواق المالية تمر بتقلبات متتالية.

تعزيز فرص فوز دونالد ترامب

أشار بعض المحللين إلى أن هذه الأحداث قد تعزز فرص دونالد ترامب في استعادة البيت الأبيض في الانتخابات الأمريكية في وقت لاحق من هذا العام وقد ارتفعت أسعار بعض الأصول بالفعل يومي الاثنين والثلاثاء مع تسعير الأسواق لهذا الاحتمال.

أداء بايدن السيء

حتى قبل يوم السبت، ارتفعت احتمالات رئاسة دونالد ترامب الثانية بعد الأداء السيء للرئيس جو بايدن في المناظرة الرئاسية الأخيرة.
اقرأ أيضاً: محاولة اغتيال ترامب تنشر تأثيرات كبيرة في الأسواق المالية حول العالم
قال جولدمان ساكس في مذكرته يوم الجمعة إن الأسواق تحسب احتمالية بنحو 60٪ لفوز دونالد ترامب في نوفمبر مع بعض التقارير التي تفيد بأن هذا الرقم ارتفع مرة أخرى.

التوترات التجارية

وقال المحللان ستين وموبرلي إن سياسة دونالد ترامب التجارية، وعدم اليقين المحيط بها قد تكون أحد العوامل التي تؤثر على اقتصاد أوروبا تماما كما فعلت خلال رئاسته الأخيرة.
تصاعدت التوترات التجارية بين الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي خلال فترة ولاية دونالد ترامب الأخيرة، حيث فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على الصلب والألمنيوم الأوروبيين مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى الرد بفرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية.
كانت هناك مخاوف استمرت لأشهر بشأن ما إذا كانت قطاعات أخرى مثل السيارات ستشهد رسومًا جمركية أعلى مما أدى إلى زعزعة معنويات السوق.

تعريفات دونالد ترامب على أوروبا والعالم

وقال البنك في مذكرة بحثية ”إلى جانب تهديد الصين، تعهد دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية شاملة بنسبة 10% على جميع الواردات إلى أمريكا (بما في ذلك من أوروبا) وهو ما من المرجح أن يؤدي إلى زيادة حادة في حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية كما حدث في 2018-2019″.
وقال خبراء الاقتصاد إن هذا النوع من عدم اليقين له تاريخيا تأثير كبير ومستمر على النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو بل ومناطق أخرى.
وفي عامي 2018 و2019، أدى عدم اليقين بشأن السياسة التجارية إلى خفض الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو بنحو 2%، حسب تقديراتهم.
ومن المتوقع أن تتأثر بعض الدول بشكل خاص مثل ألمانيا لأنها تعتمد بشكل أكبر على الإنتاج الصناعي، وفقًا لما ذكره ستين وموبرلي.
ويمكن أن تؤدي التوترات التجارية أيضًا إلى تضرر الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو وبينما قد يؤدي عدم اليقين بشأن السياسة التجارية إلى انخفاض الأسعار فإن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تدفعها إلى الارتفاع مرة أخرى، وفقًا للاقتصاديين.