اقتصاد / ارقام

بعدما سخر منها ماسك .. كيف أصبحت بي واي دي أكبر منتج للسيارات الكهربائية في العالم؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

خلال لقاء تلفزيوني في عام 2011، وجهت مذيعة سؤالًا أثار سخرية واسعة من قبل الملياردير "إيلون ماسك"، حينما تساءلت عن قدرة "بي واي دي" الصينية على منافسة صانعة السيارات الكهربائية المملوكة له "تسلا".

المذيعة سألت "ماسك": "هل تعتقد أن الشركة الصينية قادرة على منافستك؟" ليقاطعها الملياردير بضحكات هستيرية، لتلتقط أنفاسها وتسأله باستغراب "لمَ تضحك؟".

وفي رده الممزوج بنوبات ضحك متقطعة وثقة منقطعة النظير، قال "ماسك": "هل رأيتِ سيارتهم؟ لا أعتقد أن لديهم كهربائية جيدة، فمنتجهم غير جذاب، وتقنيتهم سيئة، ويجب أن تركز ’بي واي دي‘ على ".

وبعد نحو 12 عامًا من هذا الحديث، وتحديدًا في نهاية الربع الرابع من عام ، أصبحت "بي واي دي" أكبر شركة للسيارات الكهربائية في العالم من حيث المبيعات التي بلغت 526 ألف مركبة، مقابل 484 ألفًا لـ "تسلا".

صحيح أن شركة "ماسك" استردت تاجها مرة أخرى في الربعين التاليين، لكن المنافسة ظلت محتدمة، وذلك حتى مع استبعاد الأنماط الأخرى من مركبات الجديدة، والتي تعطي الأفضلية المطلقة لـ "بي واي دي" عند احتسابها.

 

تتشابه نماذج السيارات الكهربائية ذات البطاريات وتلك الكهربائية الهجينة في أن كلتيهما مزودة بمقابس وبطاريات قابلة لإعادة الشحن، لكن النماذج الهجينة تحتوي على محرك احتراق داخلي إضافي يمكن أن يعمل حال انخفاض مستوى البطارية، لذلك تتسبب في انبعاثات أحيانًا.

 

بافت يفضل بي واي دي

 

- وفقًا لأحدث البيانات المتاحة، باعت "تسلا" 444 ألف سيارة كهربائية في الربع الثاني من العام الجاري، فيما باعت "بي واي دي" نحو 426 ألفًا، وهذا فيما يتعلق بالمركبات الكهربائية ذات البطاريات فقط، ومن المتوقع أن تنهي العام متفوقة على منافستها الأمريكية.

 

- الآن، لا يبدو أن "ماسك" يضحك كثيرًا، ففي حين استحوذت "تسلا" على قرابة 20% من السوق العالمي للسيارات الكهربائية ذات البطاريات، فإن "بي واي دي" حازت على أكثر من 17% منه.

 

- في حين لا يستثمر الملياردير والمستثمر الملهم "وارن بافت" في "تسلا" (رغم دعوة ماسك المتكررة له)، فإنه اختار الرهان على "بي واي دي" في عام 2008 ليستحوذ على نحو 20% بمرور الوقت، قبل خفض حصته تدريبجيًا منذ عام 2022.

 

- بيع "بافت" لسهم "بي واي دي" جاء بعد ارتفاعه بنحو 20 مِثلًا، ومع ذلك، لا يزال يمتلك قرابة 5% من الشركة، أو ما يعادل 1.55 مليار دولار، ما يجعل الشركة الصينية واحدة من الاختيارات الدولية القليلة في محفظته.

 

 

ماسك يتخبط والغرب يهلع

 

- على النقيض تمامًا من تصريحاته في عام 2011، قال "ماسك" في يناير الماضي، إن شركات صناعة السيارات الصينية "ستسحق منافسيها العالميين" دون حواجز تجارية، قائلًا إنها "الأكثر تنافسية" وستحقق نجاحًا كبيرًا خارج الصين.

 

- أضاف "ماسك" أيضًا أنه إذا لم تفرض الدول حواجز تجارية أمام الشركات الصينية "الجيدة للغاية"، فإنها "ستهدم" الشركات الأخرى حول العالم، ومع ذلك، عاد الملياردير ليعرب عن رفضه فرض الحكومة الأمريكية تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية الصينية.

 

- وسط حالة من الهلع الغربي بسبب تسارع نمو مبيعات المركبات الصينية في بلاده، رفعت الولايات المتحدة التعريفة الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية من 25% إلى 100%، فيما أقر الاتحاد الأوروبي رسومًا تصل إلى 38%.

 

- في الحقيقة، يبدو نموذج "بي واي دي" مرعبًا لأي شركة أو دولة تحاول منافسة الصين في هذا المجال، حيث نجحت الشركة في التحول سريعًا من صناعة مركبات الاحتراق الداخلي إلى ما يُعرف بـ "مركبات الطاقة الجديدة".

 

تطور مبيعات بي واي دي في السنوات الأخيرة (وفقًا لمبيعات كل نوع - بالألف)

العام

الاحتراق الداخلي

الكهربائية ذات البطاريات

الهجينة

الإجمالي

2018

250

100

100

450

2019

210

160

40

410

2020

210

140

20

370

2021

100

350

200

650

2022

--

900

900

1800

2023

--

1570

1440

3010

*الأرقام تقريبية.

 

بداية متواضعة للغاية

 

لم تبدأ قصة نجاح "بي واي دي" في الأعوام القليلة الماضية كما يبدو من الجدول السابق، ولكن المذهل في رحلتها، هو بدايتها المتواضعة والتي بدت بعيدة كل البعد عن تحولها لإحدى أكبر القوى الصناعية في عالم السيارات والتقنيات الحديثة.

 

- تأسست "بي واي دي" كصانعة للبطاريات في عام 1995 على يد "وانج تشوانفو"، وهو أكاديمي سابق ولد عام 1966 في واحدة من أفقر المناطق بالصين وأصبح يتيمًا خلال مراهقته (تولى أخوه وأخته رعايته)، لكنه الآن يمتلك ثروة تقارب 18 مليار دولار.

 

- بحلول عام 1997، نجح "وانج" في توسيع ما يمكن وصفها بـ "الورشة الصغيرة" (تأسست بعشرين موظفًا ورأس مال يبلغ 352 ألف دولار) إلى شركة متوسطة الحجم لتصنيع بطاريات الجوالات، بأكثر من 100 مليون يوان (14 مليون دولار) من المبيعات السنوية.

 

- في ذلك العام، قدمت الأزمة المالية الآسيوية فرصة للنمو حيث دفعت أسعار البطاريات المتدهورة العديد من المنافسين إلى الخروج من السوق، فيما واصل "وانج"، وبحلول عام 2003، أصبحت "بي واي دي" أكبر منتج في العالم لبطاريات النيكل والكادميوم.

 

 

نتائج عظيمة وآفاق واعدة

- في ظل تطلعه إلى النمو المستقبلي، استحوذ "وانج" على شركة تصنيع سيارات مملوكة للدولة مقابل 38 مليون دولار في عام 2003، وهو قرار أثار استياء المستثمرين الاستراتيجيين وتسبب في انخفاض السهم بنسبة 21%.

 

- في عام 2008، أعلن "بافت" عن استثماره، ما دفع السهم للارتفاع بنسبة 1370% خلال العام التالي، وخلال نفس الفترة، أطلقت الشركة أول طراز هجين قابل للشحن، ومنذ ذلك الحين، ذاع صيتها وحازت دعم الحكومة الصينية.

 

كيف تطورت أعمال "بي واي دي" (آخر 10 سنوات وحتى أحدث بيانات في 2024)

السنة

الإيرادات

(مليار دولار)

الأرباح

 (مليار دولار)

القيمة السوقية

 (مليار دولار)

2014

9.4

0.4

13.2

2015

12.6

0.9

20.6

2016

15.5

1.3

17.8

2017

15.8

1.2

26.0

2018

19.4

1.0

19.3

2019

18.5

0.9

16.9

2020

23.0

1.5

78.0

2021

33.5

1.0

122.5

2022

62.2

3.2

83.9

2023

84.9

5.5

80.8

2024*

84.7

5.6

91.0

*بيانات الأرباح والإيرادات لهذا العام تقديرية، وتعكس في الحقيقة الأداء خلال فترة 12 شهرًا بين بداية يوليو 2023 ونهاية يونيو 2024.

 

- على سبيل المقارنة، تبلغ القيمة السوقية لشركة "تسلا" الآن، أكثر من 700 مليار دولار، وحققت إيرادات قدرها 96.8 مليار دولار وأرباحًا قدرها 10.1 مليار دولار في عام 2023.

 

- إلى جانب منافستها لـ "تسلا" عالميًا، تعد "بي واي دي" أكبر منتج للمركبات الكهربائية في الصين، وتصدر سيارات الأجرة والحافلات الكهربائية والمركبات الأخرى إلى بقية العالم، بما في ذلك أوروبا وأمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط.

 

- أحد عوامل النجاح هو حقيقة أن الشركة لم تتخل أبدًا عن أعمالها الأولية وهي إنتاج البطاريات، والتي تطورت إلى إنتاج بطاريات الليثيوم للسيارات الكهربائية، ما يعني أنها تمتلك شبكة التسليم الخاصة بها، وأنها أصبحت مزودًا لمنافسيها مثل "تويوتا".

 

 

- تشتهر "بي واي دي" بتقديم سيارات بأسعار معقولة، ما ساعدها على جذب مجموعة أوسع من المستهلكين، ويُباع طرازها الأساسي في الصين بأكثر من 10 آلاف دولار بقليل، في حين يبلغ سعر طراز "تسلا موديل 3" (الأرخص) أكثر من 32 ألف دولار.

 

- بعد هيمنتها على سوق السيارات الكهربائية في الصين، تتوسع الشركة الآن بقوة في الخارج، حيث تسيطر الآن على نحو 43% من السوق في منطقة جنوب شرق آسيا، وتخطط لمواصلة التوسع، ليس في فقط في بيع السيارات وإنما أيضًا في إنتاج وتصنيع المواد.

 

- يقول "دانييل رويسكا"، كبير الباحثين لدى "بيرنشتاين"، إنه لا يوجد محرك كبير لحجم المبيعات في محفظة "تسلا" الآن، فيما تعمل "بي واي دي" حقًا على تسريع النمو من خلال التوسع في أوروبا والأسواق الأخرى، وبالتالي، هناك الكثير لمتابعته حتى نهاية 2025.

 

المصادر: أرقام- بلومبرج- فايننشال تايمز- ذا موتولي فول- رويترز- فيجوال كابيتاليست- سي إن بي سي- ستاتيستا- فوربس- سي إن إن- كومبانيز ماركت كاب

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا