تشهد سوق العقارات الفاخرة في الصين حالة من التعافي على الرغم من حالة السوق العامة القاتمة حيث بيعت جميع الوحدات في مشروعين فاخرين في شنجهاي بعد وقت قصير من إطلاقهما مؤخرًا، وفق ما ذكرت صحيفة ذا ساوث تشاينا مورنينج بوست.

مبيعات العقارات في الصين

بيعت دفعة من 110 شقة سكنية في مشروع وان سينو بارك الذي طورته شركة "سوناك تشاينا" في غضون ساعتين من طرحه للبيع يوم السبت الماضي وحققت الشركة إيرادات بلغت 5.7 مليار يوان أي ما يعادل 798 مليون دولار.
كما باعت شركة "يويشيو بروبرتي" جميع الشقق البالغ عددها 124 شقةعلى الرغم من أن سعر المتر المربع بلغ 103570 يوانًا.

اتجاه صعودي للعقارات الفاخرة

وفي المثالين السابقين، يقول محللون للصحيفة، أنه تستمر المبيعات في تأكيد الاتجاه الصعودي القوي للمشروعات الفاخرة حتى الآن هذا العام 2024 على الرغم من تدهور قطاع العقارات في الصين بشكل عام.
اقرأ أيضاً: 500 ألف ريال أقصى غرامة.. 26 مخالفة بنظام بيع وتأجير العقارات
وأظهرت بيانات مركز أبحاث العقارات الصيني أن المشترين اشتروا 1544 منزلا فاخرا بأسعار تزيد عن 30 مليون يوان في شنجهاي في النصف الأول من العام وهو أعلى رقم في عشر سنوات.

تعافي سوق العقارات في الصين

وبشكل عام، تعاني سوق العقارات في الصين من انخفاض وتراجع لأسعار المساكن الجديدة للشهر الرابع عشر على التوالي بأرقام شهر يوليو حيث سجلت أكبر 100 شركة تطوير عقاري في الصين انخفاضا بنسبة 40% في مبيعات المساكن في الأشهر الستة الأولى من 2024 إلى 1.85 تريليون يوان، وفقا لشركة معلومات العقارات الصينية "سي آر آي سي".
اقرأ أيضاً: هيئة العقار تُعلن بدء التسجيل في 10 أحياء بمدينة الرياض
وذكرت شركة سي آر آي سي أنه خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام في شنجهاي باعت 20 من أصل 23 مشروعًا سكنيًا فاخرًا - يزيد سعرها عن 100 ألف يوان للمتر المربع - أكثر من 70 % مما قامت بإنشائه في تاريخ الإطلاق.

دفعة كبيرة للسوق

قال يان يوجين نائب رئيس شركة "إي هاوس": "إن زيادة المعروض من العقارات الفاخرة، فضلاً عن انخفاض الأسعار التي يقدمها المطورون الذين يريدون تصفية ما تراكم لديهم من مشروعات بسرعة من شأنه أن يعطي دفعة كبيرة لمعنويات السوق".
يأتي ذلك بعدما تعرضت سوق العقارات في الصين لضغوط شديدة فقد ظل عدد الشقق التي أنجزها مطورو العقارات عند مستوى ستة ملايين شقة خلال خمس سنوات، وفق ما ذكر موقع ستاتيستا.
وفي الوقت نفسه، انهارت أرباح الصناعة حيث انخفضت بنسبة 50% بين عامي 2018 و2022 وذلك وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء في الصين.

نقطة تحول في الاقتصاد الصيني

وتحدث المراقبون عن انهيار في صناعة العقارات في الصين ما أثر على القوة الاقتصادية للبلاد لأنه بنهاية يناير الماضي وصلت الأزمة إلى نقطة تحول عندما تم تصفية أجزاء من شركة التطوير العقاري المثقلة بالديون "إيفرجراند" - والتي كانت ذات يوم رمزًا لازدهار العقارات في الصين -.
أعلنت الصين عن نمو اقتصادي بنسبة 5.2% في عام 2023 لكن الخبراء يقول أن الأرقام لاتنطبق على الواقع وبالتالي فالوضع ربما أكثر خطورة.

سوق الإسكان العالمية

شهدت سوق الإسكان العالمية تغيرات جذرية مع وجود العديد من العوامل التي تؤثر على سلوك المشترين وأسعار العقارات في مختلف المناطق من ارتفاع معدلات التخلف عن السداد في دولة مثل كندا إلى الطلب المتزايد على المساكن الفاخرة في ماليزيا، وفق ما ذكرت صحيفة ذا بيناكل الأمريكية.
يتعرض سوق العقارات في كندا حاليًا لضغوط مع زيادة العرض بشكل حاد حيث سلط بنك "آر بي سي" الضوء على اتجاه المستثمرين إلى الخروج من السوق ويرسم هذا التطور إلى جانب ارتفاع معدلات التخلف عن سداد الرهن العقاري صورة مقلقة للبائعين في المستقبل.

أزمات عقارية في دول أخرى

وعلى الجانب الآخر من العالم، تشهد ماليزيا اتجاهاً معاكساً تماماً إذ تشهد البلاد زيادة في الاقبال من جانب المواطنين الصينيين الراغبين في الاستثمار في العقارات الفاخرة ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى البحث عن فرص.
ومع تزايد وضوح الترابطات العالمية، فمن الآمن أن تعمل الأسواق على إعادة تشكيل الرواية المتعلقة بالإسكان لجعلها أكثر استقرارًا، وكلها أمور تتطلب ضمان استمرار التوازن وجهوداً تعاونية بين صناع السياسات والمطورين والمجتمع من أجل صياغة حلول للنمو المستدام.