اقتصاد / ارقام

مع انشغال العالم بالتوترات في الشرق الأوسط .. التنين الصيني يستعد لـمهاجمة تايوان

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

تنظر إلى تايوان - التي تتمتع بالحكم الذاتي - باعتبارها إقليما منشقا عنها سوف يخضع في نهاية الأمر لسيطرتها، ولم تستبعد استخدام القوة للاستيلاء على الجزيرة.

 

أما تايوان - التي لديها علاقات قوية مع الولايات المتحدة- فترى أنها منفصلة عن البر الرئيسي الصيني، وتتمتع بدستور خاص ويقودها زعماء منتخبون ديمقراطيًا.

 

تكمن أهمية تايوان  في أنها تقع ضمن ما يسمى بـ "سلسلة الجزر الأولى" التي تضم قائمة من الأراضي الصديقة للولايات المتحدة والتي تمثل أهمية حيوية للسياسة الخارجية لواشنطن.

 

فضلاً عن أهميتها الاقتصادية وخاصة في مجال الرقائق، إذ تشغل أشباه الموصلات التي تُصنع في تايوان - بقيادة شركة "تي إس إم سي" - أغلب الأجهزة الإلكترونية المستخدمة حول العالم، وبالتالي إذا سيطرت الصين على الجزيرة فإنها ستهيمن على صناعة تقود الاقتصاد العالمي.

 

 

التاريخ

 

تبعد الجزيرة - التي يبلغ عدد سكانها حاليًا 23.5 مليون نسمة - حوالي 100 ميل (160.93 كيلو متر) عن ساحل جنوب شرق الصين، وكانت موطنًا لقبائل أصلية مختلفة على مدار قرون، وخضعت للسيطرة الكاملة لإمبراطورية صينية في القرن السابع عشر.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

في عام 1895، أصبحت تايوان مستعمرة يابانية بعد خسارة إمبراطورية "تشينغ" للحرب الصينية اليابانية الأولى، لكن بعدما خسرت الحرب العالمية الثانية في عام 1945 استولت الصين على الجزيرة، وتولت السلطة حكومة قومية بقيادة الجنرال "تشيانج كاي شيك".

 

ودام صراع بين قوات "تشيانج" والحزب الشيوعي بزعامة "ماو تسي تونج" عقودًا، وفي عام 1949 عندما انتصر الشيوعيون فر "تشيانج" وما تبقى من الحزب القومي إلى تايوان وحكموها على مدار عدة عقود وأطلقوا عليها اسم جمهورية الصين.

 

هذا التاريخ هو نقطة الخلاف، لأن الحزب الشيوعي يستخدمه للمطالبة بضم تايوان، أما التايوانيون فيشيرون إليه كدليل على أنهم لم يكونوا جزءًا من الدولة الصينية الحديثة التي تشكلت لأول مرة بعد الثورة عام 1911، أو جمهورية الصين الشعبية التي تأسست في عهد "ماو" عام 1949.

 

وعلى الرغم من أن جمهورية الصين الشعبية لم تحكم تايوان مطلقًا، فإن قادتها ينظرون إلى الجزيرة باعتبارها أرضًا صينية يجب إخضاعها لسيطرتهم بأي وسيلة حتى بالقوة إذا لزم الأمر.

 

 

التنين الصيني الطموح

 

ظلت الصين لفترات طويلة تستهدف كسب تأييد سكان الجزيرة من خلال القوة الناعمة ورسائل الحزب الشيوعي الصيني والتي تتحدث عن هدف "إعادة التوحيد السلمي"، لكن لم تقتصر جهودها على ذلك فقط.

 

بل تطرقت لاستخدام التهديدات، وصرح الرئيس الصيني أن هدف إعادة التوحيد مع الجزيرة يجب أن يتم الوفاء به وله موعد نهائي، ووصف الوحدة مع تايوان باعتبارها جوهر تجديد شباب البلاد، وأنه هدف يجب تحقيقه.

 

بينما تعهد الرئيس التايواني "لاي تشينج" وفي وقت سابق هذا الشهر - مع احتفال تايوان بعيدها الوطني - بمقاومة ضغوط الضم وأكد أن بلاده ليست تابعة للصين.

 

وأضاف "لاي" – الذي تنتقده الصين ووصفته بأنه "انفصالي" - مدافعًا عن سيادة بلاده والحفاظ على السلام في مضيق تايوان قائلاً: على هذه الأرض، تنمو الديمقراطية والحرية وتزدهر، وليس لجمهورية الصين الشعبية الحق في تمثيل تايوان.

 

ولكن كان للصين رأي آخر وأصدرت تحذيرا صارما لتايبيه، فبعد أقل من أسبوع من خطاب "لاي"، حلقت 153 طائرة حربية صينية في محيط تايوان خلال مناورة عسكرية استمرت لأكثر من 24 ساعة.

 

 

وجاءت تلك المناورة العسكرية – التي تعد محاكاة لهجوم شامل على الجزيرة – بعد أيام من أداء "لاي" اليمين الدستورية.

 

وصرح المتحدث باسم شؤون مكتب تايوان الصيني "تشين بينهوا" قائلاً: نحن على استعداد للسعي من أجل احتمال إعادة التوحيد السلمي بأقصى قدر من الإخلاص والجهد لكننا لن نتعهد أبدًا بالتخلي عن استخدام القوة.

 

وإذا تجرأت الجزيرة على المخاطرة، فسوف يؤدي ذلك إلى تدميرها بغض النظر عن عدد القوات التي تمتلكها تايوان أو عدد الأسلحة التي تحصل عليها، وسواء تدخلت قوى خارجية أم لا.

 

الصين تبدأ التحرك

 

لكن في الوقت الراهن، كثف الجيش الصيني التدريبات بالقرب مما يعتبره "شي" أراضي بلاده المفقودة، ودعا القوات لتعزيز استعدادها للحرب.

 

في ظل انشغال العالم بالتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ذكر "شي" أن الجيش يجب أن يعزز التدريبات والاستعداد للحرب بشكل شامل، وأن يضمن أن القوات لديها قدرات قتالية قوية، وأن على الجنود تعزيز ردعهم الاستراتيجي وقدراتهم القتالية، حسبما ذكرت قناة "سي سي تي في".

 

 

ونشرت بكين الاثنين طائرات مقاتلة ودرون وسفن حربية حول تايوان، وهي الجولة الرابعة من المناورات العسكرية حول الجزيرة الديمقراطية في أكثر من عامين تقريبًا.

 

وعلى مدى العقدين الماضيين، ركزت عمليات التحديث العسكري التي أجرتها الصين على على تطوير القدرات التي تُمكنها من غزو تايوان بالقوة، كما عزز الجيش الصيني من نطاق وتطور تدريباته العسكرية حول الجزيرة في السنوات الأخيرة.

 

وفي ظل تراجع احتمالات السيطرة على تايوان بشكل سلمي، وتصاعد الهوية التايوانية، فقد تجد الصين أن السبيل الوحيد للتوصل لأهدافها السياسية هو استخدام القوة.

 

أيهما أكثر قوة؟

 

الصين ثاني أكبر الدول إنفاقًا على الدفاع بعد الولايات المتحدة، إذ أنفقت 296 مليار دولار في ، وفقًا لبيانات معهد "استوكهولم لأبحاث السلام" (سيبري)، بينما ظهرت تايوان في المركز العشرين على مستوى العالم من حيث الإنفاق على الدفاع الذي بلغ 16.6 مليار دولار.

 

وبالتالي فإن بإمكان الصين الاعتماد على مجموعة متنوعة وضخمة من القدرات وتنفيذ عملية عسكرية معقدة للغاية ومتزامنة تشمل تحرك القوات البحرية والبرية وتكنولوجيا الصواريخ والطائرات فضلاً عن الهجمات السيبرانية.

 

لكن يجب مراعاة أن المؤسسة العسكرية الصينية لم تخض حربًا كبرى منذ أكثر من سبعة عقود، وبالتالي فإن عملية غزو تايوان أو فرض حصار ناجح عليها سيشكل العملية العسكرية الأكثر تعقيدًا في التاريخ الحديث.

 

مع مراعاة أن الغزو البحري لا يكون ممكنًا إلا لبضعة أشهر فقط من العام وذلك لأن مضيق تايوان – الذي يبلغ عرضه في أضيق نقطة 86 ميلاً (138.4 كيلومتر) - عرضة للأحداث الجوية المتطرفة.

 

 

كما أن نقل مئات الآلاف من الجنود عبر مضيق تايوان سوف يستغرق أسابيع ويتطلب آلاف السفن، مما سيمكن تايوان من استهداف السفن وحشد القوات في مواقع الإنزال المحتملة وإقامة الحواجز.

 

وحتى لو نجحت القوات الصينية في عبور المضيق، فإن عددًا قليلاً من الموانئ والشواطئ العميقة في تايوان الذي يمكن أن يستوعب قوة الإنزال الكبيرة.

 

وبالتالي، فإنه رغم التحديث العسكري الصيني وتركيزها على الاستعداد للسيناريوهات العسكرية في مضيق تايوان، فإن الجزيرة تتمتع بمزايا دفاعية ستجد بكين صعوبة في التغلب عليها، كما أن الجيش التايواني يتمتع بميزة معرفة الأرض والتضاريس وكيفية الدفاع عنها.

 

مقارنة بين القوات الصينية والتايوانية

القوات الدفاعية

 

الصين

 

تايوان

إجمالي القوات النشطة

 

2.035 مليون

 

169 ألفًا

القوات البرية

 

965 ألفًا

 

94 ألفًا

القوات البحرية

 

260 ألفًا

 

40 ألفًا

القوات الجوية

 

395 ألفًا

 

35 ألفًا

الدبابات

 

4800

 

750

الطائرات

 

أكثر من 3438

 

أكثر من 531

الغواصات

 

59

 

4

 

علاقة الولايات المتحدة وتايوان

 

تعد أمريكا الداعم الدولي الأكثر أهمية لتايوان، لأن واشنطن تزودها بأسلحة دفاعية، وبالفعل صرح الرئيس "جو " أن الولايات المتحدة ستدافع عن الجزيرة عسكريًا، رغم أن ذلك بمثابة خروج كبير عن نص السياسة الأمريكية التقليدية المتمثلة في الغموض الاستراتيجي.

 

لذلك لطالما كانت تايوان من أكثر القضايا إثارة للجدل في تاريخ العلاقات بين واشنطن وبكين، وتدين الصين دائما أي دعم تقدمه واشنطن للجزيرة، وهو ما بدا واضحًا عندما زارت رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" تايوان عام 2022.

 

 

كان رد الصين صارمًا على تلك الزيارة، إذ ردت باستعراض غير مسبوق للقوة، وأجرت تدريبات عسكرية حول تايوان.

 

تعتبر الجزيرة شريكًا تجاريًا رئيسيًا للولايات المتحدة وهي مورد رئيسي لأشباه الموصلات لها، وبالتالي فإن الانتخابات الأمريكية قد تلعب دورًا في التهديد الصيني لتايوان.

 

ففي حال فوز "دونالد ترامب" فإنه قد يهرع لمساعدة تايوان حال غزو الصين لها نظرًا لأهمية أشباه الموصلات للإلكترونيات والذكاء الاصطناعي، أو ربما يتوصل لاتفاق مع بكين مما يؤدي إلى تآكل استقلال تايوان.

 

وبالتالي فإن الصين بالتأكيد تأمل في أن يتولى رئاسة أمريكا زعيم مهتم بالانتصارات الاقتصادية أكثر من حماية تايوان، ورئيس يُمكن لـ "شي" التفاوض معه.

 

لذلك بالتأكيد ستحدد نتائج الانتخابات مسار العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وبغض النظر عمن سيتولى رئاسة أمريكا فإنه سيكون له تأثير على مسار تايوان والصين.

 

المصادر: بي بي سي المؤسسة البحثية "مجلس العلاقات الخارجية"  - أسوشيتيد برس – رويترز -  بلومبرج

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا