كانت خطة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين ووقف تدفق الجاليات الأجنبية ركناً أساسياً في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، لأسباب منها حماية الأمن القومي، بالإضافة لجوانب اقتصادية منها الحفاظ على الوظائف من أجل مواطني الولايات المتحدة.
وعند النظر لبيانات سوق العمل الأمريكي على مدار الأعوام القليلة الماضية، يتضح أن أجندة "ترامب" لها ما يدعمها من مؤشرات وإحصاءات، وربما تنجح في خفض نسبة البطالة وتهدئة وتيرة توليد الشركات للوظائف.
سوق العمل الأمريكي
زاد معدل البطالة في أمريكا إلى 4.2% في صيف عام 2024 من أدنى مستوى له منذ قرابة نصف قرن عند 3.4% في ربيع عام 2023، وتزامن ذلك مع إضافة الاقتصاد 167 ألف وظيفة شهرياً في المتوسط خلال نفس الفترة، أي أقل بفارق بسيط عن متوسط العقد السابق على أزمة الوباء عند 183 ألف وظيفة شهرياً.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
هل كانت وتيرة توليد الوظائف كافية؟
قدّر الاقتصاديون آنذاك أن الاقتصاد الأمريكي كان بحاجة لتوليد نحو 150 ألف وظيفة شهرياً للحفاظ على معدل البطالة دون زيادة عن مستوى 4%، وفي الوقت ذاته كانت عمليات تسريح العمالة عند مستوي متدنٍ، إذ ظل عدد الطلبات الجديدة للحصول على إعانات البطالة قرب أقل مستوى منذ ستينيات القرن الماضي.
لماذا إذاً ارتفع معدل البطالة؟
زاد عدد المواطنين أمريكيي المولد في قوة العمل الإجمالية بمقدار 586 ألف نسمة خلال فترة ما بين عامي 2020 و2024 بمتوسط شهري 24 ألف شخص، في حين زاد عدد من هم في قوة العمل من المولودين في الخارج بنحو 5.2 مليون شخص خلال الفترة ذاتها بمتوسط 218 ألف نسمة شهرياً.
هل يعني ذلك أن الهجرة هي السبب؟
تشير البيانات السابقة إلى أن الاقتصاد الأمريكي كان بحاجة لتوليد أكثر من 200 ألف وظيفة شهرياً لمواكبة زيادة القوى العاملة الإجمالية، والتي يرجع معظمها إلى زيادة أعداد من هم في قوة العمل المولودين خارج أراضي الولايات المتحدة.
تباطؤ معدلات الهجرة
بدأت معدلات الهجرة للولايات المتحدة في التباطؤ منذ الصيف الماضي مع اتخاذ إدارة الرئيس السابق "جو بايدن" إجراءات بهذا الصدد وسط ضغوط من الحزب الجمهوري ومؤيدية قبل الانتخابات، وعلاوة على ذلك، بدأ "ترامب" تنفيذ مخططه لترحيل المهاجرين غير الشرعيين، ما أدى لانخفاض معدل البطالة إلى 4% في يناير من 4.2% في نوفمبر.
رأي خبراء الاقتصاد
ترى "ويندي إيدلبرج" خبيرة الاقتصاد لدى معهد "بروكنجز" أن معدل البطالة في أمريكا سيظل منخفضاً حتى إذا تباطأت وتيرة توليد الوظائف لما يتراوح بين 50 ألف و70 ألف وظيفة شهرياً في سيناريو متطرف يتضمن انخفاض صافي الهجرة، وسوف تواصل البطالة التراجع بعد ذلك.
سيناريو مغاير
تتزامن سياسات "ترامب" للحد من الهجرة مع تنفيذه أجندة تجارية حمائية أدت إلى تصاعد حالة انعدام اليقين عالمياً، ما قد يدفع الشركات لتجميد خطط التوظيف وبالتالي حدوث تباطؤ حاد في وتيرة توليد فرص العمل، وينذر ذلك بانخفاض مستويات دخول المواطنين والإنفاق الاستهلاكي وتسارع التضخم، فضلاً عن صعود معدل البطالة.
الخلاصة
تدعم بيانات سوق العمل في السنوات القليلة الماضية سياسات "ترامب" الرامية للحد من الهجرة وترحيل المقيمين غير الشرعيين في الأراضي الأمريكية، وترجح أن الأمر سوف ينعكس بالإيجاب على مستويات البطالة.
المصادر: ماركت ووتش – مكتب إحصاءات العمل الأمريكي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.