اقتصاد / صحيفة الخليج

الحيوية.. تهديد مناخي جديد

غافين ماغواير *

أدى الوصف غير الواضح للطاقة الحيوية كمصدر للطاقة النظيفة إلى تعزيز انتشارها على نطاق واسع في أنظمة العالمية خلال السنوات الأخيرة، وفي كثير من الأحيان كبديل للفحم في البلدان الملتزمة بخفض استخدام الوقود الأحفوري في إنتاج الطاقة.
وتحرق محطات الطاقة الحيوية المواد العضوية المعروفة باسم الكتلة الحيوية (بايوماس) لتوليد الطاقة، وغالباً يتم تصنيفها مع محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية كشكل من أشكال الطاقة المتجددة.
ومع ذلك، ونظراً للتزايد المتسارع في استخدام حبيبات الخشب كمصدر رئيسي للكتلة الحيوية في محطات الطاقة الكبيرة، فإن النمو المستمر في قدرة الطاقة الحيوية يشكل تهديداً مناخياً جديداً، لأنه من المحتمل أن يعزز إزالة الغابات بشكل أكبر.
وعلاوة على ذلك تمتلك المملكة المتحدة واليابان أكبر خطوط أنابيب الطاقة الحيوية قيد الإنشاء خارج ، وهو ما يعني أن الدول المتقدمة بالكامل سوف تلعب دوراً رئيسياً في دفع استخدام الكتلة الحيوية إلى مستويات مرتفعة جديدة خلال الأعوام المقبلة.
وبحسب «مرصد الطاقة العالمي» فإن المملكة المتحدة واليابان تمتلكان 10% فقط من قدرة الطاقة الحيوية العاملة حالياً، لكنهما تمثلان ما يقرب من 30% من قدرة الطاقة الحيوية قيد الإنشاء.
وقدرة الطاقة الحيوية قيد الإنشاء في البالغة 1200 ميغاوات، والمملكة المتحدة البالغة 875 ميغاوات، أقل من قدرة 3400 ميغاوات في نفس مرحلة التطوير في الصين.
ومع ذلك فإن إجمالي هذه التطورات سوف يؤدي مع ذلك إلى ارتفاعات حادة في إجمالي قدرة الطاقة الحيوية في كل من اليابان والمملكة المتحدة بمجرد الانتهاء من إنشائها.
ومن المتوقع أن ترتفع القدرة الإجمالية للطاقة الحيوية في اليابان بنسبة 36% في حين ستنمو القدرة في المملكة المتحدة بنسبة 20% بمجرد دخول المشاريع الجديدة حيز التنفيذ، بحسب بيانات مرصد الطاقة العالمي.
وتعدّ هذه التوسعات في القدرة الإنتاجية الأكبر بين جميع منتجي الطاقة الحيوية الرئيسيين الحاليين، وسوف تعمل على توسيع نفوذ محطات الطاقة الحيوية داخل أنظمة توليد الطاقة في تلك البلدان.
وزادت محطات الطاقة الحيوية حصتها في إنتاج الكهرباء بشكل مطرد في كل من اليابان والمملكة المتحدة على مدى العقد الماضي.
وفي عام 2024 ستمثل محطات الطاقة الحيوية في اليابان حصة 6% من إجمالي إنتاج الكهرباء، بينما تبلغ هذه الحصة في المملكة المتحدة 8%، وفقاً لبيانات من مركز أبحاث الطاقة «إمبر».
وفي كلا البلدين شهد عام 2024 أعلى حصة في توليد الكهرباء من الطاقة الحيوية على الإطلاق.
ومن حيث التوليد المطلق أنتجت محطات الطاقة الحيوية في اليابان ما يقرب من 46 تيراواط في الساعة من الكهرباء في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024، وهو ما يزيد بنسبة 7% عن نفس الأشهر في عام ، ما يعد رقماً قياسياً.
وفي المملكة المتحدة بلغ إنتاج الكهرباء المولدة من الطاقة الحيوية 18.8 تيراوات في الساعة خلال عام 2024، وهو ثاني أعلى إجمالي منذ عام 2021 الذي سجل 19 تيراوات في الساعة.
والأمر الأكثر أهمية هو أن إجمالي المملكة المتحدة كان أكبر بنسبة 41% من إجمالي توليد الطاقة الحيوية لعام 2023، وذلك بسبب الارتفاع المستمر في الإنتاج في أواخر العام الماضي، حيث ساعدت محطات الطاقة الحيوية في تعويض توقف توليد الطاقة من آخر محطة تعمل بالفحم في المملكة المتحدة.
وأدت الأحجام المتزايدة من إنتاج الطاقة الحيوية إلى زيادة متناسبة في انبعاثات النباتات.
ففي اليابان أطلقت محطات الطاقة الحيوية 10 ملايين طن متري من ثاني أكسيد الكربون خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 7% مقارنة بنفس الأشهر في عام 2023 وأعلى مستوى على الإطلاق.
وفي المملكة المتحدة أطلقت محطات الطاقة الحيوية حوالي 4.3 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يقل قليلاً عن الرقم القياسي لعام 2021 البالغ 4.4 مليون طن.
وتتضاءل هذه الإجماليات مقارنة بإفرازات محطات الوقود الأحفوري خلال نفس الفترة، حيث بلغ إجمالي الوقود الأحفوري الذي أطلقته اليابان 330 مليون طن، بينما بلغ في المملكة المتحدة 41 مليون طن.
ومع ذلك رغم أن استخدام الوقود الأحفوري في كلا البلدين قد بلغ ذروته بالفعل فإن تلوث الطاقة الحيوية يبدو أنه سيستمر في الارتفاع، وخاصة عند اكتمال مشاريع الطاقة الجديدة.
وعلاوة على ذلك من المرجح أن تحدث إزالة كبيرة للغابات في مناطق الغابات الرئيسية من أجل إنتاج الكتلة الحيوية اللازمة لمحطات الطاقة الحيوية في المملكة المتحدة واليابان وأماكن أخرى، وهو ما سيفرض ضريبة إضافية على أنظمة المناخ الإقليمية والعالمية.
وتشكل الغابات المطيرة القديمة في إندونيسيا المصدر الرئيسي لواردات اليابان من حبيبات الخشب، في حين تشكل غابات كندا والولايات المتحدة الموردين الرئيسيين لحبيبات الخشب والرقائق في المملكة المتحدة.
وهذا يعني أن تأثير محطات الطاقة الحيوية في اليابان والمملكة المتحدة سوف يمتد إلى ما هو أبعد من حدودهما، وربما يؤدي إلى المزيد من تغير المناخ من خلال تسريع إزالة الغابات في أجزاء أخرى من الكوكب.

* كاتب متخصص بأسواق السلع وانتقال الطاقة العالية (رويترز)

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا