إعداد: بنيمين زرزور
تمتاز هذه المجموعة من المدن الصغيرة بطبيعتها الخلابة مع بدء موسم تساقط أوراق الشجر وتبدل درجات الحرارة بين الصيف اللاذع والخريف المعتدل، ما يمنحها قدرة مميزة على جذب المزيد من السياح في كل موسم.
تأتي في مقدمة هذه المدن مدينة ريتشموند، وهي المدينة التاريخية الأكثر أهمية، وهي واحدة من الوجهات الأكثر شعبية في الولاية، والقاعدة المثالية لاستكشاف جنوب شرق تسمانيا.
يمتد فصل الخريف، كما يُطلق عليه في أستراليا، من مارس/آذار إلى مايو/أيار، وهو فصلٌ مليءٌ بالتناقضات. فبينما يُخرج سكان تسمانيا ملابسهم الداخلية الطويلة استعداداً لاستقبال نسمات البرد الطارئة، لا يزال سكان داروين يتصببون عرقاً طوال أيام تصل فيها درجة الحرارة إلى 32 درجة مئوية (90 درجة فهرنهايت). أما شمال البلاد - في مدن كيرنز وبروم وداروين – فيبقى الجو دافئاً واستوائياً، حيث تُخفف أمسياته اللطيفة ونسمات موسم الجفاف أخيراً من وطأة رطوبة الصيف.
أما جنوباً، فتنعم مدينتا سيدني وبيرث بأجواء مثالية بين الحين والآخر بصباحات باردة، وأمسيات مشمسة، دون الحاجة لتشغيل المدفأة. ويستمتع سكان ملبورن وأديلايد بهواء منعش وأوراق متغيرة مع قصر النهار وارتفاع حرارة القهوة.
وسواء كنت تبحث عن أوراق الشجر بألوانها النارية، أو تبحث فقط عن مكان مريح للسبات مع شوكولاتة ساخنة ومشروب زنجبيل حار، فإن هذه المدن الأسترالية توفر لك أجواء الخريف المثالية إلى جانب بعض الهدوء الذي تغمر متاعبك في طياته.
1 - لورا تفصلك عن صخب العاصمة
على بُعد 90 دقيقة بالسيارة من صخب مدينة سيدني، يقع هذا الموئل السياحي الخلاب، المجاور لمنتزه بلو ماونتنز الوطني، حيث يتوافد الزوار إليه على مدار العام، ولكن الخريف هو بلا شك أفضل وقتٍ للتخطيط لرحلة خاصة وقضاء بعض الوقت. يمكن الانطلاق بداية من جولة في شارع لورا مول الرئيسي، حيث تُضفي المتاجر والمقاهي الصغيرة والمعارض الفنية المستقلة لمسةً من الاسترخاء والراحة على فترة ما بعد الظهر. وتضفي زيارة منزل وحدائق إيفرجليدز، المُشيدة بفن الآرت ديكو، بمناظرها الخريفية الخلابة على النفس شعوراً بالراحة لا ينسى.
2 - استمتع بسحر الخريف في ريتشموند
تعتبر ريتشموند من المدن العريقة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، تُعرف بجاذبيتها التاريخية، ولا يُضاهيها في ذلك فصلٌ من فصول السنة سوى خريف تسمانيا.
ويُضفي تراث المدينة طابعاً أوروبياً بروحٍ مميزة من العالم الجديد، ما يُتيح لك تجربةً غامرةً في عالمٍ من الماضي الآسر. هنا يقع أقدم جسر حجري في أستراليا، تمتد أقواسه الشقراء على نهر كول في تسمانيا، كما يقع أقدم سجنٍ يُطلق عليه الأستراليون اسم«غول»، حيث يُمكن للزوار الانغماس في الماضي أو خوض مغامرةٍ جديدة.
3 - زيارة مدينة بالنغ آب
هذا هو المكان الأمثل لمن يبحث عن فرصة للاستمتاع بالطبيعة وبأجمل لحظات الهواء الطلق في فصل الخريف. تقع هذه البلدة الصغيرة في قلب غابة الغرب الأسترالي الوارفة، وتتحول في فصل الخريف إلى لوحة بألوان الطيف. هنا يمكن قضاء ليالٍ منعشة وباردة، على أنغام صوت أزيز النار في الهواء الطلق وشعور الدفء الذي تولده. تتألق حديقة أشجار وادي الذهب بفضل مساراتها المفتوحة، بألوان ألسنة اللهب المشتعلة، وهي المكان المثالي للنزهات والتقاط الصور.
وتمتاز في أجواء هذه المدينة أسواق الريف، والحرفيون المحليون، والبيوت الريفية، ومسارات المشي التي توفر فرصة رائعة للاسترخاء من عناء العمل. هنا المنتجعات وشوارع التسوق غائبة تماماً، ولكن الذين يبحثون عن أجواء دافئة ومريحة، لن يشعروا بغيابها خاصة إذا أحضروا معهم منظارهم، وأحذيتهم، وكتبهم.
يمكنك أن تطلب بنفسك أو تقود سيارتك لمسافة 10 كيلومترات إلى فندق شامروك في جرينبوشز، لتناول وجبة شهية. لكن لا بد من الوصول مبكراً فجميع وجبات مشويات يوم الأحد تنفد عادة. وفي فندق بلاك وود فالي، تجد خياراً مريحاً للإقامة والتعرف إلى بعض الأصدقاء الجدد.
4 - هاندورف تنسيك كل الأماكن
يُضفي السكان المحليون لمسةً مميزةً على هذه المستوطنة الألمانية التي تُضفي على زوارها لمسةً مميزة. صحيحٌ أنها قد تبدو سياحيةً بعض الشيء، لكن جاذبيتها لا تُنكر، ولا سيما في فصل الخريف. وانطلاقاً من روح الجمال المعماري الألماني، فإن الأناقة المريحة ذات العوارض الخشبية أكثر شيوعاً من كعكة الزنجبيل المُبالغ فيها. تعتبر هاندورف مدينة راقية تشتهر بمطاعمها الفاخرة، ويفخر العديد منها بحصوله على نجمة ميشلان الأسترالية. تزخر هذه المدينة الواقعة في جنوب أستراليا بأطباقٍ بافارية فاخرة، والتي تبدو متناسقةً مع أزياء سكانها من السترة الصوفية إلى السراويل المطاطية.
5 - ذروة الخريف في برايت
لو كان للخريف مقرٌّ خاص به، لكان هنا في المرتفعات عند سفح جبال الألب الفيكتورية. تعكس مدينة برايت الحلم بألوانٍ زاهية، خاصةً في موسم اليقطين، حين تساقط أوراق الشجر. ومن الأمور التي تُميّز برايت بشكلٍ خاص أنها من أفضل الأماكن في أستراليا لممارسة الطيران الشراعي والرياضات الهوائية. هنا يستمتع السياح بإطلالةٍ بانوراميةٍ ساحرةٍ على الوادي الخلاب أسفل الجبل.
ويقدّم مقهى بيري ووك، وهو مقهى محلي كلاسيكي، قائمة طعام صحية وشهية طوال اليوم للتخلص من الجوع بعد المشي لمسافات طويلة.
أما نزل هارا هاوس الصغير فيمكنه أن يكون فندقاً أسترالياً كلاسيكاً مع الكثير من الزخارف، في حين يتمتع «كوتش هاوس إن» بموقع مثالي وبأسعار جيدة للمغامرين ذوي الميزانية المحدودة.
6 - استمتع بالدفء في بيريما
تزين هذه المدينة الواقعة في شمال نيو ساوث ويلز، أجواء الخريف كقطعة قماش مُصمّمة خصيصاً برائحة دخان الخشب. تقع على بُعد مسافة قصيرة بالسيارة من مدن أخرى خلابة في المرتفعات الجنوبية، مثل بورال وموس فالي، ويُفضّل استكشافها سيراً على الأقدام. يُعدّ ممشى نهر بيريما وجهةً لا غنى عنها، وإذا كنت محظوظاً، فقد ترى خلد الماء في وقت متأخر من بعد الظهر. اختتم يومك الاستكشافي بجولات في محكمة بيريما التي شيدت حوالي عام 1839.
هنا يتقدم مقهى جوش على غيره من الأماكن المفضلة دائماً، ولكن الحجز ضروري، فلا تدع الفرصة تفوتك. كما تتميز مزارع الكروم القريبة بأجواء رائعة لتناول غداء هادئ.
ويوفر فندق بيريما بيكهاوس إقامة مريحة في قرية ريفية، وتتميز أكواخه الجديدة بتصميمها العصري الذي يشبه تصميم المجلات. استمتع بالإقامة، ثم غادر.
صحيح أن رحلات الخريف السياحية تتعارض مع عودة النشاط البشري إلى ذروته بعد عطلات الصيف، لكن اقتناص فرصة للهروب إلى دفء هذه المدن في خريف جاف ربما يمنحك تجربة سياحية تنسيك منغصات رحلات الصيف الحار.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.