في ظل تصاعد الحرب التجارية بين القوى الكبرى، ولا سيما الولايات المتحدة والصين، وجدت أوروبا فرصة ثمينة لتأمين احتياجاتها من الطاقة بأسعار منخفضة، حيث تسعى حالياً إلى إعادة ملء مخزوناتها من الغاز الطبيعي مستغلة الهبوط الكبير في الأسعار، والحاجة الملحة للوقود بعد استنفاد أغلب المخزونات في فصل الشتاء، وفق ما أوردته شبكة "ياهو فاينانس" الاقتصادية العالمية.
انخفاض ملحوظ في أسعار الغاز
تراجعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى مستويات لافتة، حيث بلغ سعر العقود الآجلة في مركز التداول الهولندي نحو 48.77 يورو لكل ميغاواط ساعة خلال تعاملات منتصف أبريل، بانخفاض يزيد عن 32% منذ بداية العام. ويُعزى هذا التراجع إلى تباطؤ الطلب الصناعي في الأسواق الأوروبية، نتيجة تبعات الحرب التجارية التي أثرت على قطاعات عدة، أبرزها الصناعة الثقيلة والطاقة.
اقرأ أيضاً: أوروبا تستنفد مخزونات الغاز بسرعة مع هدوء مخاطر إمدادات روسيا
استراتيجية أوروبية لتأمين الشتاء
دفعت هذه التطورات الحكومات الأوروبية إلى تسريع عمليات ضخ الغاز في مرافق التخزين تحت الأرض، في إطار الاستعداد المبكر لفصل الشتاء المقبل. وقد ارتفعت بالفعل نسب الامتلاء في المخزونات، ما يشير إلى تنسيق واسع بين الدول الأعضاء لتعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على الإمدادات الخارجية.
وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، خاصة بعد انقطاع إمدادات الغاز من بعض الدول الموردة، ما سلط الضوء مجددًا على هشاشة منظومة الطاقة الأوروبية والحاجة إلى تنويع مصادر الاستيراد.
اقرأ أيضاً: روسيا توقف تسليم الغاز الطبيعي إلى النمسا بشكل مفاجئ
هل تصمد أسعار الغاز المنخفضة؟
رغم التراجع الحالي في الأسعار، فإن التوقعات تشير إلى احتمال ارتفاعها مجددًا مع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الطلب على التدفئة. ولهذا، تسابق أوروبا الزمن لتخزين كميات كافية بأسعار مناسبة، قبل أن تعود السوق إلى موجة جديدة من التقلبات.
في ظل هذه المعادلة الدقيقة، تبدو أوروبا وكأنها تسير على حبل مشدود بين تأمين الإمدادات بأقل تكلفة، وضمان استقرار سوق الطاقة، وسط مشهد جيوسياسي واقتصادي مضطرب.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.