يُعد جون كاوتش هالتيونغر، أحد أبرز الاقتصاديين الأمريكيين المعاصرين، ويشغل منصب أستاذ كرسي «دادلي أند لويسا ديلارد» في الاقتصاد، وأستاذ متميز في جامعة ماريلاند في كوليدج بارك. يشتهر هالتيونغر بعمله الريادي في تطوير ودراسة البيانات الدقيقة الطولية على مستوى الشركات، والتي شكلت الأساس لأبحاثه المؤثرة حول خلق الوظائف، وتدميرها، وأداء الاقتصاد على مستوى المنشآت.
وُلد هالتيونغر في 12 ديسمبر 1955، وتخرج في جامعة براون في عام 1977 بدرجة البكالوريوس في الرياضيات التطبيقية والاقتصاد. ثم حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة جونز هوبكنز في عام 1981، وهي الجامعة نفسها التي عمل بها لاحقاً عضو هيئة تدريس.
قبل انضمامه إلى جامعة ماريلاند في عام 1987، عمل هالتيونغر في هيئة التدريس بجامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس وجامعة جونز هوبكنز. كما شغل عدة مناصب بحثية واستشارية مهمة، من أبرزها كبير الاقتصاديين في مكتب الإحصاء الأمريكي بين عامي 1997 و1999، وزميل أبحاث في مركز الدراسات الاقتصادية التابع لمكتب الإحصاء.
كما شارك هالتيونغر في لجان ومبادرات اقتصادية رفيعة، من بينها لجنة الإحصاءات الوطنية التابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم، وعمل مستشاراً لمجلس المؤتمر (Conference Board)، وشارك في لجنة بروكينغز للنشاط الاقتصادي.
وهالتيونغر متزوج من الباحثة الاقتصادية لوسيا فوستر، التي تعمل أيضاً في مكتب الإحصاء الأمريكي.
يُعرف هالتيونغر ببحوثه الرائدة التي استخدمت بيانات طولية مفصلة على مستوى المنشآت والشركات لفهم ديناميكيات سوق العمل الأمريكي. ومن أبرز أعماله الكتاب المرجعي «خلق وتدمير الوظائف» الذي نُشر عام 1996، وشاركه في تأليفه كل من ستيفن ديفيس وسكوت شو. يعتمد الكتاب على بيانات مصانع من القطاع الصناعي في الولايات المتحدة، ويكشف عن حجم ضخم من التدفقات الصافية والإجمالية للوظائف.
وما يميز هذا العمل هو كشفه للفروق الكبيرة بين تدفقات الوظائف الصافية (التي يتم الإبلاغ عنها عادة) وبين التدفقات الإجمالية (التي تمثل عمليات خلق وتدمير الوظائف على نطاق أوسع). أظهرت الدراسة أن الاقتصاد يشهد باستمرار كميات ضخمة من تحولات الوظائف، حتى في فترات استقرار صافي التوظيف. وقد أصبح هذا المفهوم محوراً لعدد كبير من الأبحاث اللاحقة في الولايات المتحدة وخارجها.
ونال الكتاب إشادة واسعة، حيث وصفه ديفيد بلانشفلاور في مجلة الأدبيات الاقتصادية في عام 1997 بأنه «عمل مهم، فليس كثير من الكتب تطلق فروعاً جديدة في الأدبيات الاقتصادية، وهذا الكتاب أحدها». أما الاقتصادي جوناثان هاسكل فكتب في مراجعة نُشرت عام 1998 في مجلة إيكونوميكا (Economica) أن الكتاب «يشكل توثيقاً حاسماً لديناميكيات خلق وتدمير الوظائف في الولايات المتحدة، وأصبح بالفعل نقطة انطلاق لمدرسة بحثية غنية».
في أعماله الأحدث، ركز هالتيونغر على اختبار الفرضية التقليدية التي تقول إن الشركات الصغيرة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي. لكن نتائجه قلبت هذه الفرضية رأساً على عقب، حيث أظهرت أن الشركات الناشئة (حديثة التأسيس)، وليس الصغيرة بالضرورة، هي المسؤولة عن الجزء الأكبر من خلق الوظائف الجديدة. وقد ساعد هذا الاكتشاف على إعادة تشكيل فهم السياسات الاقتصادية المتعلقة بريادة الأعمال وسوق العمل.
يُعد جون هالتيونغر مثالاً حياً على كيف يمكن للبحث الدقيق والتحليل الكمي العميق، أن يسهم في تغيير المفاهيم الاقتصادية والسياسات العامة. إن أعماله، وخاصة في استخدام البيانات الدقيقة الطولية، وضعت أسساً جديدة لفهم كيفية تطور الأسواق، وكيف تتفاعل الشركات مع التغيرات الاقتصادية، وكيف تتوزع فرص العمل بين مختلف القطاعات.
من خلال المزج بين التحليل النظري والبيانات الفعلية، أسهم هالتيونغر في توسيع آفاق علم الاقتصاد التطبيقي، وألهم أجيالاً من الباحثين لفهم تفاصيل الاقتصاد من القاعدة إلى القمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.