اقتصاد / صحيفة الخليج

التحوّل الرقمي بقطاع النقل في

لويس دي لا كروز*

تتصدّر دولة جهود إعادة تشكيل مستقبل التنقّل في المنطقة، من خلال تبنّيها لحلول النقل الذكية والتقنيات المتقدّمة في القيادة الذاتية. وتُعدّ دبي مثالاً بارزاً على هذا التوجّه، مع هدفها الطموح بجعل 25% من وسائل النقل في الإمارة ذاتية القيادة بحلول عام 2030، في إطار رؤيتها نحو مدينة أكثر كفاءة واستدامة. ويُجسّد هذا المسار تحوّلاً حضرياً شاملاً، يعكس التزاماً بتحسين جودة الحياة، والسلامة، والإنتاجية لملايين السكّان، بينما يدفع حدود الممكن في قطاع التنقّل إلى آفاق جديدة.
وفي قلب هذه المبادَرات الهامّة، يوجد عنصر حيوي يتم أحياناً التقليل من شأنه، ألا وهو الاتصال، فمع تطوّر السيارات من وسائل نقل بسيطة إلى أنظمة إيكولوجية معقَّدة، يبرز دور التكامل السلس مع البنية التحتيّة الرقمية، وأجهزة الاستشعار، والخدمات المعتمدة على البيانات. ويعتمد نجاح هذا التحوّل في مجلس التعاون الخليجي على التوافق بين التقنيات المتقدّمة، وتجارب المستخدم السلسة، والوعي المجتمعي، إلى جانب أنظمة السلامة، ضمن إطار يشجّع على التفاعل البنّاء بين الحكومات والمواطنين.
لا يُمكِن فصل الطموحات المرتبطة بقطاع التنقّل في مجلس التعاون الخليجي عن التحوّل الأوسع نحو الاقتصادات الرقمية، فالرؤى الوطنية، مثل «رؤية 2030» والسياسات الابتكارية في الإمارات، ترسم ملامح مستقبل تتكامل فيه التقنيات مع مختلف جوانب الحياة. ومع تطوّر المدن نحو مزيد من الاتصال، ينبغي أن تواكب المركبات هذا التوجّه، من خلال أنظمة تتيح لها التفاعل بسلاسة مع الناس والبنية التحتية ومع بعضها بعضاً. ولقد خطى مجلس التعاون الخليجي خطوات مبهرة في إرساء الأسس المتينة لهذه التغيّرات، ففي دبي على سبيل المثال، يتم اعتماد تجريبية لسيارات الأجرة ذاتية القيادة، وتستكشف الهيئات المعنية سُبُل استخدام روبوتات التوصيل لتعزيز الخدمات اللوجستية في المدن ضمن الميل الأخير. من جهتها، تتحرّك بسرعة باتجاه طرح أساطيل ذاتية القيادة ضمن شبكات النقل العامّة. وهذه التطوّرات هي مجرَّد البداية لما يُمكِن تحقيقه. ويعود الأمر لنا أيضاً ضمن قطاع السيارات لدعم هذا التوجّه التحوّلي القوي، مع إتمام عمليات وضع خرائط «ليدار» (LiDAR) في عُمان والكويت والبحرين، وتقدّم السعودية بشكل حثيث، تحضيراً لطرح الميّزة على الصعيد الإقليمي.
بينما تحتلّ الابتكارات العناوين، تبقى السلامة حجر الأساس لأي نظام تنقّل، وفي منطقة تُعد من بين الأكثر ازدحاماً في العالم، فإن التعامل مع تحديات مثل إرهاق السائق، ومخاطر السفر، والاستجابة للطوارئ، أمر بالغ الأهمية، فالتنقّل الذكي لا يتعلّق بالملاءمة فقط، بل يهدف إلى إنقاذ الأرواح، وهنا تظهر أهمية التقنيات الحديثة، فالأنظمة بدون استخدام الأيدي، المدعومة بوضع الخرائط والمراقبة اللحظية، تسهم في تقليل التعب، خصوصاً في المسارات الطويلة المنتشرة في الخليج. كما تتيح هذه الخرائط للمركبات توقّع ظروف الطريق والمخاطر المحتملة، بما يتجاوز قدرات الكاميرات أو أجهزة الاستشعار وحدها، ما يعزّز السلامة في تجارب القيادة الذاتية والمساعدة.
رغم أن نشر الأساطيل ذاتية القيادة بالكامل، هو أمر قد لا يزال بعيداً نسبياً، إلا إنه بدأ العمل فعلياً على وضع الأسس لهذا الشيء، فبعض الدول مثل السعودية والإمارات تستثمر في الأنظمة الإيكولوجية التنظيمية والتقنية الضرورية، لدعم تطوّر المركبات ذاتية القيادة، مع تشكيل خرائط «ليدار»، والتحاليل المرتكزة على الذكاء الاصطناعي.
* المدير التنفيذي، الخدمات والتجارب الرقمية، «جنرال موتورز إفريقيا والشرق الأوسط»

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا