اقتصاد / صحيفة الخليج

التأمل الرقمية

«ساي تيك ديلي»

في عالم يتسارع إيقاعه وتتزايد فيه مستويات التوتر والقلق، باتت التأمل الرقمية خياراً شائعاً ومتاحاً لملايين الأشخاص حول العالم الباحثين عن لحظات من الهدوء والصفاء الذهني. ومع أكثر من 300 مليون عملية لأشهر تطبيقات التأمل، أصبحت هذه التطبيقات تتصدر سوق الصحة النفسية الرقمية وتعيد تشكيل العلاقة بين التكنولوجيا والعافية الشخصية.
تشير دراسات علمية حديثة إلى أن ممارسة التأمل عبر التطبيقات، حتى لفترات قصيرة لا تتجاوز 10 إلى 21 دقيقة ثلاث مرات أسبوعياً، يمكن أن تؤدي إلى فوائد صحية ملموسة، من بينها خفض ضغط الدم، وتقليل القلق والاكتئاب، وتحسين جودة النوم. ومن أبرز ما توفره تطبيقات التأمل، هو إمكانية الوصول اللامحدود إلى جلسات إرشادية في أي وقت ومن أي مكان، مثل مزارع في ريف ناءٍ، لا تتوفر له فرص لحضور التأمل التقليدية، يجد اليوم أداة فعالة في هاتفه الذي يحمله في جيبه.
وهنا يكمن التحول الجذري، فقد فتحت هذه التطبيقات أبواب التأمل أمام شرائح واسعة من المجتمع، تجاوزاً للعوائق الجغرافية والاقتصادية.
ورغم الفوائد الواضحة، إلا أن مشكلة الحفاظ على استمرارية الاستخدام لا تزال قائمة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 95% من مستخدمي تطبيقات التأمل يتوقفون عن استخدامها بعد 30 يوماً من الاستخدام. وهذه الأرقام تشكل تحدياً حقيقياً أمام المطورين والباحثين على حد سواء، وتدفع باتجاه تطوير أدوات تحفيزية تحافظ على تفاعل المستخدم.
يتوقع الخبراء أن يشهد المستقبل القريب تطوراً في تقنيات التأمل الرقمية، مع دمج أدوات الذكاء الاصطناعي وروبوتات المحادثة الموجهة التي تقدم تجربة أكثر تخصيصاً. مثل يعرف الحالة النفسية للشخص من صوته أو معدل ضربات قلبه، ومن ثم يقوم بتوجيهه إلى نوع التأمل الذي يناسبه بدقة.
لكن ورغم كل هذه الابتكارات، يرى الباحثون أنه لا يوجد بديل لمجموعة تأمل تقليدية أو معلّم محترف، إلا أن التطبيقات الرقمية تشكل خطوة أولى لأي شخص يرغب في استكشاف التأمل وتعلم مهارات اليقظة الذهنية.
في زمن تزايدت فيه الضغوط النفسية والشعور بالوحدة على مستوى عالمي، تبرز تطبيقات التأمل كأدوات فعالة وملموسة لمساعدة الأفراد على استعادة التوازن الداخلي. وبينما لا تزال الأبحاث مستمرة لفهم التأثيرات طويلة المدى لهذه الأدوات، فإن المؤشرات الأولية مشجعة، وتدل على أن لحظات الصفاء قد تكون على بعد ضغطة زر فقط.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا