اقتصاد / صحيفة الخليج

الإيثار وبقاء الأسرة

«فسيولوجي تودي»

لطالما كان الإيثار، وهو مساعدة الآخرين على حساب الذات، موضوعاً مثيراً للاهتمام والنقاش في مجال علم الأحياء التطوري.
وقدم ويليام هاميلتون «قاعدة هاملتون» في ستينات القرن الماضي، إطاراً نظرياً لفهم تطور السلوكيات الإيثارية في الكائنات الاجتماعية.
تفترض «قاعدة هاملتون» أن الإيثار يمكن أن يتطور عندما تتفوق الفوائد العائدة على الآخرين، مضروبة في درجة القرابة بين الأفراد، على التكاليف التي يتحملها الفرد الإيثاري.
في جوهر القاعدة، يميل الأفراد إلى إظهار سلوكيات إيثارية تجاه أقاربهم المقربين؛ لأن هذه الأفعال قد تعزز في نهاية المطاف بقاء المادة الوراثية المشتركة وتكاثرها.
يُلقي هذا المفهوم الضوء على الأهمية التطورية للإيثار في سياق ديناميكيات الأسرة، فمن خلال التضحية بموارد الفرد أو رفاهيته لصالح أفراد ذوي صلة وراثية، يُمكن للأشخاص بشكل غير مباشر تعزيز انتشار جيناتهم من خلال أقاربهم، وفقاً لدراسة من جامعة هارفارد الأمريكية.
تكمن فكرة «قاعدة هاملتون» في أن الجينات تلعب دوراً محورياً في تشكيل السلوكيات الإيثارية. من منظور تطوري، يدفع الأفراد إلى التصرف بإيثار تجاه أقاربهم بسبب الإرث الجيني المشترك الذي يُشكل أساس العلاقات الأسرية.
يمكن للانتقاء الطبيعي أن يُفضل الجينات التي تُهيئ الأفراد لإظهار سلوكيات إيثارية تجاه أقاربهم، إذ تُسهم هذه السلوكيات بنهاية المطاف في بقاء السلالة الجينية ونجاحها التكاثري. وبهذه الطريقة، يُمكن اعتبار الإيثار تجاه أفراد الأسرة استراتيجية تُعزز اللياقة الشاملة للأفراد، بحيث لا تشمل ذريتهم فحسب، بل تشمل أيضاً أقاربهم الذين يتشاركون معهم جزءاً من جيناتهم.
يُعد الارتباط بين الإيثار وبقاء الأسرة جانباً أساسياً من نظرية التطور، فمن خلال إعطاء الأولوية لرفاهية الأقارب المقربين، يمكن للأفراد زيادة النجاح الإنجابي العام لسلالاتهم الجينية.
تُقدم «قاعدة هاملتون» تفسيراً مُقنعاً لتطور الإيثار ودوره في بقاء الأسرة. ومن خلال تسليط الضوء على الأساس الجيني للسلوكيات الإيثارية وفوائد انتخاب الأقارب، تُقدم هذه النظرية رؤى قيمة حول التفاعل المُعقد بين الجينات والسلوك والديناميكيات الاجتماعية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا