كلايد راسل*
انخفضت تدفقات مخزونات النفط الخام في الصين بشكل حاد في سبتمبر/أيلول، مع تراجع الواردات وارتفاع معدلات تشغيل المصافي والتكرير، ما أدى إلى تقليص الفائض المتاح للتخزين.
ووفقاً لبيانات رسمية، بلغ فائض النفط الخام في الصين نحو 570 ألف برميل يومياً في سبتمبر، مقارنةً ب 1.01 مليون برميل يومياً في أغسطس/آب. ويعكس هذا التراجع كيف تُوازن الصين بذكاء بين وارداتها وإنتاجها المحلي لمواجهة تقلبات أسعار النفط في الأسواق العالمية.
وانخفضت واردات الصين النفطية في سبتمبر إلى 11.5 مليون برميل يومياً، وهو أدنى مستوى لها منذ يناير/كانون الثاني 2025، بعدما قلّصت المصافي مشترياتها عقب ارتفاع الأسعار في يونيو، نتيجة التوتر العسكري قصير الأمد بين إسرائيل وإيران.
وكان من المفترض إلى حد كبير أن يتم ترتيب وصول الشحنات الشهر الماضي حين ارتفعت أسعار النفط الخام، ووصلت العقود الآجلة لخام برنت القياسي إلى أعلى مستوى لها في ستة أشهر عند 81.4 دولار للبرميل في 23 يونيو/حزيران. بيد أن الصين لا تفصح عن كميات النفط الداخلة إلى مخزوناتها الاستراتيجية أو الخارجة منها، ويمكن تقدير هذه الأرقام عبر طرح حجم النفط الذي تمت معالجته من إجمالي الكميات المتاحة من الإنتاج المحلي والواردات.
وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاء الصادرة الاثنين، أن الإنتاج المحلي بلغ 4.32 مليون برميل يومياً، ما يجعل إجمالي الكميات المتاحة للمصافي من المصادر المحلية والخارجية نحو 15.82 مليون برميل يومياً. في المقابل، رفعت المصافي معدلات المعالجة إلى 15.25 مليون برميل يومياً في سبتمبر، مقارنة ب 14.94 مليون في أغسطس.
واستناداً إلى هذه الأرقام، بلغ الفائض النفطي الصيني في سبتمبر نحو 570 ألف برميل يومياً فقط. ورغم أن بعض هذا الفائض لم يُضف إلى المخزون بسبب مصافٍ غير مشمولة في البيانات الرسمية، فإن الاتجاه العام يشير إلى أن الصين كانت منذ مارس/آذار تستورد كميات تفوق احتياجاتها الفعلية من الوقود المحلي.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام، بلغ متوسط فائض الخام 930 ألف برميل يومياً، بانخفاض عن متوسط الأشهر الثمانية الأولى الذي بلغ 990 ألفاً، بفعل التراجع الأخير في سبتمبر.
جاء هذا الفائض بعد سحب نادر من المخزونات في يناير وفبراير، حين تجاوزت معدلات المعالجة كميات الخام المتاحة بنحو 30 ألف برميل يومياً. وهي المرة الأولى منذ سبتمبر 2023 التي تسجّل فيها المصافي هذا الاختلال.
وكان هذا السحب في مطلع 2025 متزامناً مع ارتفاع أسعار النفط، إذ بلغت عقود خام برنت 82.63 دولار للبرميل في 15 يناير/كانون الثاني، بعد ارتفاعها المطرد من مستوى 70 دولاراً تقريباً في ديسمبر/كانون الأول السابق.
والسؤال الأبرز الآن هو ما إذا كانت الصين ستُسارع في تخزين النفط مجدداً مع التراجع الأخير في الأسعار. فقد هبط سعر خام برنت إلى أدنى مستوى في ستة أشهر عند 60.14 دولار للبرميل في 17 أكتوبر/تشرين الأول، واستقر عند 61.12 دولار في آسيا الاثنين الفائت، وهو مستوى منخفض بما يكفي لتشجيع المصافي على تعزيز مخزوناتها.
لكن هناك عوامل أخرى مؤثرة، أبرزها الضغوط الغربية المتزايدة على الصين والهند لتقليص مشترياتهما من النفط الروسي، ضمن مساعي الضغط على موسكو لإنهاء حربها في أوكرانيا. ومع ذلك، من المرجح أن تجد الصين بدائل كافية من موردين آخرين تُمكّنها من مواصلة التخزين حتى مع خفض وارداتها من روسيا.
* كاتب متخصص في أسواق السلع والطاقة الآسيوية (رويترز)
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
