الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

ابنة تُثبت حبها لأمها وتتبرع لها بكلية وكبد

  • 1/2
  • 2/2

لم يرث أحد من أبناء الأميركية جوليا هارلين الخمسة أياً من صفاتها، مثل العينين الزرقاوين وخديها الورديين. وتقول ابنتها الأقل شبهاً بأمها، وترتيبها الرابعة من بين أشقائها، إيلين هارلين: «الجميع يقولون إنني ليس لدي أي شبه بوالدتي على الإطلاق، إذ إن أمي طولها متر ونصف، وعيناها زرقاوان»، في حين أن عينَي إيلين عسليتان، وشعرها أسود.

ولكن في مكانين على الأقل، كانت إيلين (البالغة من العمر 39 عاماً) مثل والدتها تماماً، فقد كان كبدها متطابقاً، وكذلك كليتاها، وأصبحت للتو واحدة من الأشخاص القلائل الذين تبرعوا بعضوين للشخص نفسه، في عمليات زرع منفصلة أجريت عام 2022 وأواخر العام الماضي، لإنقاذ حياة والدتها.

وقالت الشبكة المتحدة لمنح الأعضاء إنها كانت رقم 14 فقط التي فعلت ذلك منذ عام 1988، وكان الأمر مفاجئاً لهارلين على نحو خاص، لأنها عرفت أن ابنتها تعاني رهاب الإبر، ولأنها أخبرت جميع أطفالها بأنها لا تريد تبرعهم لها بأعضائهم، إلا أن إيلين هارلين كانت مُصرة جداً على ذلك.

ورفضت الوالدة تبرع أطفالها لها حتى عندما مرضت بشدة، وكانت فرصتها الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي عملية زرع كبد، وكان من غير المرجح أن تحصل على كبد من متبرع متوفى، لأنه في حال حصولهم على كبد متبرع فسيقدمونه إلى شخص أصغر عمراً، خصوصاً أن هناك كثيرين على قائمة الانتظار.

وكان بديل ذلك إجراء عملية يتم من خلالها الحصول على جزء من كبد مانح على قيد الحياة، وأصبحت هذه الطريقة العلاجية ممكنة بعد اكتشاف حقيقة أن الكبد يمكنه ترميم نفسه وينمو، وعندها قالت إيلين لأمها: «نعم يا أمي سوف أعطيك جزءاً من كبدي»، لكن الأم رفضت وقالت: «لا، إذا حدث لك شيء فلن أكون قادرة على العيش».

ولكن في أحد الأيام، وعندما تدهورت حالة الأم اتصلت إيلين بأمها لتخبرها باقتراب العطلة، وأنها ستأتي لزيارتها. وتقول إيلين: «سألتها هل أنت سعيدة؟ لكنها بدأت تبكي عبر الهاتف، وقالت: لا أعتقد أني سأعيش إلى العطلة المقبلة».

وبدأت إيلين هارلين، التي تعيش في ولاية بنسلفانيا الأميركية بالتحقيق بهدوء في ما إذا كان بإمكانها أن تصبح متبرعة بكبد لوالدتها، وقالت: «لم أكن قلقة للغاية بشأن الجراحة الفعلية، على الرغم من أنهم أخبروني بأن الكبد هو أحد أخطر العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها بالفعل». وكان همها الرئيس هو سحب الدم والإبر المطلوبة لاختبار ما إذا كانت متطابقة مع أمها، وعندها بدأت إيلين إجراءات الفحص للتأكد من مدى مطابقتها مع والدتها كي تمنحها جزءاً من كبدها. وبعد أن خضعت للعديد من الفحوص اتضح أنها مثالية بالنسبة للتبرع لوالدتها، وفي الحال توجهت إلى منزل والديها، وأبلغت والدتها بما فعلته فغضبت وقالت لها: لماذا فعلت كل هذه الفحوص؟ لكنها تقبلت الموضوع في ، وبعد ثلاثة أشهر دخلت الأم وابنتها إلى مستشفى مركز ميريلاند الطبي من أجل عملية التبرع.

وقالت إيلين بعد الخضوع للعملية: «بعد العملية يبدأ جسمك بترميم الكبد، وكنت نائمة طوال 20 ساعة يومياً، وازداد وزني على نحو مهول»، لكن من الناحية الإيجابية كان لديها غرفة جميلة للغاية. وبعد مرور شهر أصبحت إيلين هارلين في صحة أفضل، وكانت والدتها في حالة تعافٍ أيضاً، لكن الأطباء قالوا لها إن مرض الكبد أثر على الكلى، وتقول هارلين إنها انضمت إلى اثنين من أشقائها لإجراء الفحوص من أجل معرفة مدى التطابق مع الوالدة.

وبعد أن ثبت مدى تطابقها مع والدتها عادت هارلين ووالدتها إلى المستشفى ذاته في سبتمبر الماضي، وقام الجراحون ذاتهم بإجراء نقل الكلية من الابنة لوالدتها، ومن ثم عادت الاثنتان إلى منزل العائلة في كريسماس، حيث كان جميع الأقرباء يحضرون حفلاً لاستقبالهما ويقدمون لهما الهدايا.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا