الارشيف / عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

تستغل قلق أوروبا لإصلاح علاقتها مع دول القارة العجوز

  • 1/2
  • 2/2

خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الأسبوع الماضي، وجّه الخارجية الصيني، وانغ يي، رسالة إلى نظرائه الأوروبيين قائلاً لهم إنه مهما تغير العالم فإن ستظل «ثابتة ومستقرة»، لتمثل «قوة للاستقرار» العالمي. وتأتي هذه الرسالة في الوقت الذي يراقب فيه الزعماء الأوروبيون بقلق الانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة، حيث يشعرون بقلق متزايد من عودة محتملة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد تقلب شراكتهم مع واشنطن رأساً على عقب. وتأججت هذه المخاوف الأسبوع الماضي بعد أن قال ترامب إنه لن يدافع عن حلفاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذين فشلوا في إنفاق ما يكفي على الدفاع عن دول الحلف، وهو تهديد أذهل الكثيرين في أوروبا مع استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ويبدو أن توقيت تعليقات ترامب يصب في مصلحة وانغ، الذي يجري جولة في أوروبا لإصلاح علاقات بكين المتدهورة مع الكتلة، وهو جهد أصبح أكثر إلحاحاً بسبب صراعاتها الاقتصادية المحلية والاحتكاكات المستمرة مع الولايات المتحدة. وقال وانغ خلال تصريحاته في ميونيخ: «بغض النظر عن كيفية تغير العالم، فإن الصين، باعتبارها دولة كبرى مسؤولة، ستحافظ على مبادئها وسياساتها الرئيسة، وستكون بمثابة قوة للاستقرار في عالم مضطرب». وعلى الصين وأوروبا أن «تبتعدا عن الانحرافات الجيوسياسية والأيديولوجية» وأن تعملا معاً.

وفي حين أن عرض وانغ قد يجد آذاناً صاغية في بعض العواصم الأوروبية، حيث يأمل القادة في تحقيق الاستقرار لعلاقاتهم مع الصين، فإن بكين لديها أيضاً مشكلة رئيسة مع أوروبا تتمثل في علاقتها الثابتة مع موسكو. وطفت هذه التحديات خلال عطلة نهاية الأسبوع في ميونيخ خلال المؤتمر الأمني مع ظهور تقارير عن وفاة زعيم المعارضة الروسية المسجون أليكسي نافالني عن عمر يناهز 47 عاماً. وشجب الزعماء ما حدث لنافالني باعتباره من تدبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، مع تفاقم الغضب من المخاوف المتصاعدة بشأن مصير أوكرانيا التي خسرت أراضي رئيسة أمام روسيا يوم الجمعة.

ويقول الزميل البارز الزائر في صندوق مارشال الألماني البحثي الأميركي، نوح باركين: «رسالة وانغ إلى مضيفيه الأوروبيين تتمثل في أنه لا ينبغي السماح للخلافات الجيوسياسية بأن تقف في طريق التعاون الوثيق»، مضيفاً: «لكن ما لم يقله وانغ هو أن الصين ليست مستعدة لتغيير المواقف والسياسات التي تقلق الأوروبيين أكثر من غيرها، وعلى وجه التحديد علاقتها المتعمقة مع روسيا».

العلاقات مع روسيا

منذ اشتعال الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل عامين، عمل بوتين والزعيم الصيني شي جين بينغ على تعزيز العلاقات بين بلديهما في الوقت الذي يواجه فيه كل منهما توترات متزايدة مع الغرب، كما برزت الصين باعتبارها شريان حياة رئيساً للاقتصاد الروسي الذي ضربته العقوبات. وفي أوروبا أدى التقارب الشديد بين هذين البلدين لإثارة المخاوف بشأن طموحات الصين العالمية، ولعبت هذه العلاقات دوراً في مساعي الاتحاد الأوروبي المستمرة لإعادة ضبط سياسته في التعامل مع الصين.

وكرر منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال اجتماع مع وانغ الجمعة، «توقعات الكتلة بأن تمتنع الصين عن دعم روسيا»، لكن لم تتهم الحكومات الغربية بكين بإرسال مساعدات واسعة النطاق للجيش الروسي.

وقام وانغ بمحاولة واضحة لمعالجة المخاوف بشأن علاقات الصين مع روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث قام بتأطير العلاقة لجمهوره في ميونيخ كجزء من جهود بكين للتعاون مع «الدول الكبرى» لمواجهة التحديات العالمية. وقال وانغ إن «روسيا هي أكبر دولة مجاورة للصين»، مكرراً التصريحات المعتادة بأن العلاقة بينهما ليست تحالفاً ولا «تستهدف أي طرف ثالث». وعلى هذا النحو فإن «العلاقة بين الصين وروسيا التي تنمو بشكل مطرد تلبي المصالح المشتركة للبلدين» و«تخدم الاستقرار الاستراتيجي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم».

عامل ترامب

ويقول المراقبون إنه على هذه الخلفية فإن محاولات وانغ الواضحة لتخفيف المخاوف الأوروبية بشأن موقف الصين في ما يتعلق بالحرب قد يكون لها تأثير ضئيل داخل الاتحاد الأوروبي. ويقول زميل الأبحاث الكبير في شؤون الصين في مركز «تشاتام هاوس» للأبحاث في لندن، ليو جي: «طالما استمرت الحرب في أوكرانيا فإن سياسات الاتحاد الأوروبي تجاه الصين ستتحرك نحو توافق أوثق مع الولايات المتحدة». ويضيف: «لكن على الأرجح سينضم الأوروبيون إلى الولايات المتحدة لمضاعفة قيود التصدير على التقنيات الحيوية في ضوء النظر إلى الأمن الاقتصادي للاتحاد الأوروبي على أنه أمر بالغ الأهمية».

ويدرس الاتحاد مجموعة من الإجراءات التي من شأنها أن تساعده على «إزالة المخاطر» من سلاسل التوريد الأوروبية من الصين، وتأمين التقنيات الحيوية وحماية سوقه مما يعتبره سلعاً صينية معينة رخيصة الثمن بشكل مصطنع. وترى بكين أن السياسة الأوروبية متأثرة بشكل مفرط بالولايات المتحدة. وحاول وانغ أيضاً التصدي لمثل هذه التدابير في ميونيخ، محذراً من أن «أولئك الذين يحاولون استبعاد الصين باسم (الحد من المخاطر) سيرتكبون «خطأ تاريخياً».

قد يرى وانغ المزيد من النجاح في استقرار العلاقات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المهتمة بتعزيز العلاقات الاقتصادية وتلك التي تنظر بشكوك إلى الانتخابات الأميركية الوشيكة، وفقاً للمراقبين. وفي اجتماعاته الأوروبية، قد يستخدم وانغ «عامل ترامب» للإشارة إلى أن «الانحياز الكامل للولايات المتحدة ليس في مصلحة الدول الأوروبية»، وفقاً للأستاذ المساعد في قسم الشؤون العامة والدولية بجامعة سيتي في هونغ كونغ، ليو دونجشو.

وعندما كان رئيساً لم يعرب ترامب عن شكوكه في نظام التحالفات الأميركية في أوروبا فحسب، بل قام بزيادة التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم الأوروبيين أيضاً، ما أدى إلى فرض إجراءات انتقامية على البضائع الأميركية القادمة من أوروبا. ويقول ليو: «قد يشير وانغ إلى أنه إذا أصبح ترامب رئيساً فستكون هناك مشكلة إذا لم تكن أوروبا على علاقة جيدة مع الصين، لأنه يريد إقناع الدول الأوروبية بأن تكون أكثر حيادية».

وقد أحرزت بكين بعض التقدم العام الماضي في تذليل العقبات التي تعترض علاقاتها مع الدول الأوروبية، بما في ذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصين في الربيع الماضي، وهو التطور الذي يأمل وانغ في البناء عليه.

ويقول باركين: «في العواصم الوطنية سيكون هناك تركيز أكبر على الحفاظ على استقرار العلاقة مع بكين جزئياً، لتجنب خطر نشوب صراع تجاري على جبهتين مع بكين وواشنطن في حالة عودة ترامب إلى البيت الأبيض». ويضيف: «أسوأ كابوس للصين هو تشكيل جبهة موحدة عبر الأطلسي بشأن قضايا التجارة والتكنولوجيا والأمن، وستستخدم الصين كلمات ترامب لتعزيز الرسالة في العواصم الأوروبية بأن واشنطن ليست شريكاً يمكن الاعتماد عليه».

• يبدو أن توقيت تعليقات ترامب يصب في مصلحة وانغ، الذي يقوم بجولة في أوروبا لإصلاح علاقات بكين المتدهورة مع الكتلة، وهو جهد أصبح أكثر إلحاحاً بسبب صراعاتها الاقتصادية المحلية والاحتكاكات المستمرة مع الولايات المتحدة.

• أحرزت بكين بعض التقدم العام الماضي في تذليل العقبات التي تعترض علاقاتها مع الدول الأوروبية، بما في ذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصين في الربيع الماضي، وهو التطور الذي يأمل وانغ في البناء عليه.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا