عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

أصحاب المليارات يندفعون لدعم دونالد ترامب بعد الحكم بإدانته

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

حوّل دونالد ترامب مشكلاته مع القانون إلى بقرة حلوب. ولم تكد تمر دقائق قليلة على إدانته من قبل هيئة محلفين في نيويورك بارتكاب 34 تهمة جنائية تتعلق بتزوير سجلات الأعمال حتى لم تعد منصة التبرعات عبر الإنترنت الخاصة بحملته تتحمل سيل الأموال، وفي 24 ساعة حصلت الحملة على 53 مليون دولار. وإلى جانب مساهمات الأفراد يستعيد الرئيس السابق دعم كبار المليارديرات الذين أداروا ظهورهم له بعد الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي، والآن يدعمونه مرة أخرى على الرغم من مشكلاته القانونية.

وبمجرد مغادرته قاعة المحكمة يوم الخميس الماضي، بعد خطاب قصير مدته دقيقتان، توجّه الرئيس السابق إلى حدث لجمع التبرعات في الجانب الشرقي الفاخر من مانهاتن. وكان من بين الحضور المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة «بلاكستون»، ستيف شوارزمان، أحد أهم الشخصيات في «وول ستريت»، والذي تقدر ثروته بـ41 مليار دولار. وشوارزمان هو أحد رجال الأعمال الذين نأوا بأنفسهم عن ترامب بعد الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير، واعترفوا بانتصار ودعوا إلى انتقال سلمي للسلطة، لكنه الآن ينتقد سياسات الرئيس الاقتصادية والخارجية وتلك الخاصة بالهجرة. وقال في بيان صدر أخيراً: «أخطط للتصويت من أجل التغيير ودعم دونالد ترامب للرئاسة».

ويهتم العديد من أصحاب المليارات بتخفيضات الضرائب التي وعد بها ترامب للأثرياء والشركات الكبرى أكثر من اهتمامهم بأمانة الرئيس السابق والتزامه الديمقراطي، وهناك آخرون مثل شوارزمان نفسه هم مانحون يهود يدعمون ترامب لأنهم يعتقدون أنه مؤيد أقوى لإسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو، ومع ذلك أيد آخرون فرضية ترامب القائلة إنه ضحية الاضطهاد السياسي لتبرير دعم مجرم مدان.

وقال أوميد مالك رئيس «1789 كابيتال» والمتبرع الجمهوري الذي شارك في استضافة حملة لجمع التبرعات لترامب في فندق بيير المرموق قبل أسبوعين، لـ«بلومبرغ»: «سيكون لهذا الحكم تأثير أقل من الصفر على دعمي». ووصف مالك محاكمة الفساد المالي لترامب في نيويورك بأنها «تسليح للنظام القانوني». وفي الحدث الذي أقيم في فندق بيير، الواقع في الجادة الخامسة على الجانب الآخر من سنترال بارك، على الرصيف نفسه الذي يقع فيه ترامب، أصدر مليارديرات وول ستريت حكمهم الخاص، وفقاً لـ«بلومبرغ»: «حتى لو وجدت هيئة المحلفين أن الرئيس السابق مذنب فإن ترامب سيظل خيارهم للبيت الأبيض».

منصب استشاري

كما خرج ثاني أغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، الذي تقدر ثروته بأكثر من 200 مليار دولار، دفاعاً عن ترامب بعد سماع حكم هيئة المحلفين، قائلاً: «لقد حدث اليوم ضرر كبير لثقة الجمهور في النظام القانوني الأميركي»، مضيفاً: «إذا كان من الممكن إدانة رئيس سابق جنائياً بسبب مسألة تافهة كهذه – بدافع سياسي وليس العدالة – فإن أي شخص معرض لخطر مصير مماثل»، كما نشر على موقع «إكس». والجزء الأخير من هذه الرسالة مطابق تقريباً لما قاله ترامب خلال مؤتمره الصحافي في برج ترامب، يوم الجمعة.

لقد تحول كلا قطبي الأعمال أيضاً من الابتعاد عن بعضهما إلى التواصل بحرية، وبالفعل يفكر ترامب في تكليف ماسك بمنصب استشاري في البيت الأبيض إذا فاز في الانتخابات.

وبعد الهجوم على مبنى الكابيتول، قال الملياردير نيلسون بيلتز، الشريك المؤسس لشركة «تريان بارتنرز»: «لقد صوتُّ له في الانتخابات الماضية في نوفمبر، واليوم أنا أتأسف لأنني فعلت ذلك»، وبعد ذلك الاعتذار العلني أعلن بيلتز في مارس الماضي أنه سيصوت لصالح ترامب مرة أخرى على الرغم من اشتداد انجراف ترامب الاستبدادي، واستمرار الرئيس السابق في وصف مثيري الشغب الذين اعتقلوا بسبب الهجوم على مبنى الكابيتول بـ«الرهائن».

رسائل مؤيدة

إلى ذلك قام المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت»، بيل أكمان، بإعادة تغريد العديد من الرسائل المؤيدة لترامب بعد إعلان الحكم، بما في ذلك رسالة طويلة من حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، بدأت بما يلي: «يمثل حكم اليوم تتويجاً لعملية قانونية خضعت للإرادة السياسية للجهات الفاعلة المعنية: المدعي العام اليساري، والقاضي الحزبي، وهيئة المحلفين التي تعكس واحدة من أكثر المناطق ليبرالية في أميركا - كل ذلك في محاولة للنيل من دونالد ترامب».

أكمان رجل الأعمال اليهودي الذي كان صريحاً جداً ضد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات، وأسهم في إسقاط رئيس جامعة هارفارد، دعم نيكي هالي في الانتخابات التمهيدية، لكنه يستعد للتعبير علناً عن دعمه لترامب، وفقاً لتقرير في «فاينانشيال تايمز».

وتخطط ميريام أديلسون المولودة في إسرائيل، أرملة ملياردير الكازينو شيلدون أديلسون، وهو أحد كبار المانحين الجمهوريين، للعب دورٍ رئيسٍ في تمويل «حافظوا على أميركا»، وهي لجنة عمل سياسي مؤيدة لترامب تأسست خلال حملة إعادة انتخاب ترامب لعام 2020، وفقاً لما ذكرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية ومجلة «بوليتيكو».


غداء مقابل 25 مليون دولار

ترامب ليس لديه أي مخاوف عندما يتعلق الأمر بطلب المال. ووفقاً لصحيفة «واشنطن بوست»، في اجتماع مايو في فندق بيير، أخبر المرشح الجمهوري مجموعة المليارديرات الحاضرين بأن رجل أعمال عرض أخيراً مليون دولار لحملته الرئاسية وأراد تناول الغداء معه. وقال ترامب: «أنا لن أتناول الغداء معك. عليك أن تجعل المبلغ 25 مليون دولار».

. تخطط ميريام أديلسون للعب دور رئيس في تمويل «حافظوا على أميركا»، المؤيدة لترامب.


 أكبر المتبرعين

ديفيد ساكس. أرشيفية

تُجرى الآن إعادة تشكيل لجنة العمل السياسي بهدف مساعدة ترامب في زيادة حظوظه في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر، وتخطط اللجنة لجمع أكثر من 90 مليون دولار، وهو المبلغ الذي تبرعت به عائلة أديلسون قبل أربع سنوات، ما يجعلها من بين أكبر المتبرعين لحملة ترامب. وفضلت أديلسون البقاء بعيداً عن المعركة التمهيدية للحزب الجمهوري.

وفي غضون ذلك يستضيف المستثمران التكنولوجيان ديفيد ساكس وتشاماث باليهابيتيا حملة لجمع التبرعات لترامب في وادي السليكون في السادس من يونيو، وبمجرد إعلان الحكم نشر ساكس قائلاً: «هناك الآن قضية واحدة فقط في هذه الانتخابات، هي ما إذا كان الشعب الأميركي سيسمح بأن تصبح الولايات المتحدة الأميركية جمهورية موز».

وعلى الرغم من أن الرئيس السابق يتلقى العديد من التبرعات من قواعد الحزب فإن الدعم المتزايد من فاحشي الثراء ساعد حملته على جمع نحو 76 مليون دولار في أبريل، وهو الشهر الأول الذي تجاوزت فيه جهود جمع التبرعات لترامب جهود بايدن التي جمعت 51 مليون دولار، وجمع ترامب أكثر من 50 مليون دولار في حدث واحد حضره عدد من أصحاب المليارات في وقت سابق من ذلك الشهر.


 التزام هش بالديمقراطية

في حدث آخر نظمته أخيراً لجنة العمل السياسي في «مارالاغو»، بقصر دونالد ترامب في بالم بيتش بولاية فلوريدا، طلب الرئيس الأميركي السابق من المديرين التنفيذيين لشركة النفط المساهمة بمبلغ مليار دولار لحملته. وفتح العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين تحقيقاً في الحدث بعد تقارير تفيد بأن ترامب طلب تبرعات مقابل التراجع عن اللوائح البيئية، وتسريع الموافقات على التصاريح والإيجار، والحفاظ على المزايا الضريبية لصناعة النفط والغاز أو تحسينها إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض.

إن التزام الأميركيين بالديمقراطية ليس بالعمق الذي نعتقده، والدليل هو رجال الأعمال. وفي السابع من يناير 2021، كانوا يقولون إنهم لن يمولوا أو يدعموا أبداً شخصاً مثل ترامب، لكنهم اليوم يعطونه المال.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا