عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

محاولات اغتيال الرؤساء الأميركيين تسلط الضوء على «سياسة السلاح»

  • 1/2
  • 2/2

كانت محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب مروعة بقدر ما كانت غير مبررة، لكنها لم تكن شيئاً جديداً في السياسة الأميركية. وكانت المرة الأخيرة التي أصيب فيها رئيس أميركي في محاولة اغتيال قبل 43 عاماً، عندما أطلق جون هينكلي جونيور، البالغ من العمر 25 عاماً آنذاك، النار على الرئيس رونالد ريغان في واشنطن. ويبقى أن نرى كيف ستؤثر مواجهة ترامب للموت على حملته الانتخابية، ولكن في حالة ريغان أسهم إطلاق النار في تغييره كشخصية سياسية، بل وأثر على تفكيره السياسي.

كان التأثير الأكثر وضوحاً الذي خلفه إطلاق النار على رئاسة ريغان هو تعزيز شعبيته، وعندما أصبح رئيساً بلغت نسبة تأييده الوطني نحو 51% في جميع أنحاء البلاد، ولكن في أعقاب محاولة الاغتيال، ارتفعت شعبية الرئيس التي كانت في ارتفاع بالفعل، مدفوعاً جزئياً بتعامله المتعاطف مع الحادث. ويقال إن ريغان شارك زوجته نكتة قبل أن يخضع لعملية جراحية، قائلاً: «يا عزيزتي، لقد نسيت أن أنحني بسرعة»، مستعيراً جملة من الملاكم جاك ديمبسي، وكان يتعامل مع العاملين في المجال الطبي في مستشفى جامعة جورج واشنطن بروح الدعابة، وقال ريغان مازحاً: «آمل أن يكون الجميع هنا جمهوريين»، فأجاب طبيبه، وهو ليبرالي يُدعى جوزيف جيوردانو: «كلنا جمهوريون اليوم سيدي الرئيس».

وبحلول شهر مايو ارتفعت نسبة تأييده إلى 68%، ما يشير إلى بعض الدعم حتى من الديمقراطيين.

وتحدث ريغان عن إطلاق النار عليه خلال فترة ولايته الأولى. وفي خطابه الأول أمام الكونغرس بعد إصابته برصاصة في أبريل 1981 أعرب ريغان عن امتنانه الكبير لـ«صلوات الأمة» ودعم ممثليها، وقال: «أود أن أقول بضع كلمات مباشرة لكم جميعاً ولأولئك الذين يشاهدون ويستمعون الليلة، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي أعرفها لأعبر لكم جميعاً بالنيابة عن نانسي (زوجته) وعن نفسي عن تقديرنا لرسائلكم وباقات الزهور، والأهم من ذلك كله صلواتكم، ليس فقط من أجلي ولكن من أجل هؤلاء»، وأضاف: «أشخاص آخرون سقطوا بجانبي».

كان لمحاولة الاغتيال أيضاً تأثير ملموس على دعوة ريغان في ما يتعلق بسياسة السلاح، ووفقاً لمعايير الحزب الجمهوري اليوم كان ريغان معتدلاً إلى حد ما في ما يتعلق بالأسلحة، وبصفته حاكماً لولاية كاليفورنيا وقع على قانون يحظر حمل الأسلحة النارية في الأماكن المفتوحة في الولاية في عام 1967، رداً على التظاهرات المسلحة التي قام بها أعضاء مجموعة «الفهود السود»، والقانون لايزال موجوداً حتى يومنا هذا، وقد فعل ذلك بمباركة جمعية السلاح الوطنية التي أيدت القانون، ثم ترشحه للرئاسة في وقت لاحق في عام 1980، ولكن بعد إطلاق النار ذهب ريغان إلى أبعد من ذلك.

قانون شامل

وفي عهد إدارة الرئيس بيل كلينتون، قدم النائب في الكونغرس آنذاك تشاك شومر قانون «برادي» لمنع العنف باستخدام المسدسات، والذي سمي على اسم جيمس برادي، السكرتير الصحافي لريغان الذي أصيب برصاصة في رأسه في الهجوم نفسه وتوفي لتلك الإصابة بعد عقود من الزمن في عام 2014. إنه مشروع قانون إصلاح الأسلحة الأكثر شمولاً الذي أقره الكونغرس حتى الآن، وقبل أن يتم تمريره حاول النواب إقناع الكونغرس، لكنهم فشلوا في العديد من المرات.

وفي عام 1991 فعل ريغان شيئاً لا يفعله سوى القليل من الرؤساء، لقد كتب مقالاً افتتاحياً في صحيفة «نيويورك تايمز»، وفي المقال حاول الرئيس إعادة تذكر ما جرى في الحادث الأليم وتصوير إطلاق النار عليه، قائلاً: «في ذلك اليوم قبل 10 سنوات أطلق شاب مختل عقلياً كان يقف بين المراسلين والمصورين النار على شرطي، وعميل في الخدمة السرية، وسكرتيرتي الصحافية، وعليّ أنا، على رصيف في واشنطن»، متابعاً: «كنت محظوظاً، فقد ارتدت الرصاصة التي أصابتني من أحد أضلاعي واستقرت في رئتي على بعد بوصة من قلبي. لقد كان الخطر قريباً جداً، ولم يتمكن المسعفون من سماع نبض قلبي خلال أول محاولتين».

وكما رأى ريغان: «لقد تغيرت حياة أربعة أشخاص إلى الأبد، وكل ذلك بفضل عرض خاص ليلة السبت، مسدس رخيص الثمن من عيار 22 اشتراه شاب له تاريخ من الاضطرابات العقلية من محل في دالاس». وربما لم يكن هذا الكابوس ليحدث أبداً لو أن التشريع المعروض على الكونغرس الآن - مشروع قانون برادي - كان قانوناً في عام 1981.

وكانت دوافع هينكلي لإثارة إعجاب الممثلة جودي فوستر بعيدة كل البعد عن السياسة، ولكن من خلال الضغط على الزناد خلق لحظة جديرة بالاهتمام في ماضي ريغان، والتي مكنت للرئيس السابق من الاستمرار في استخلاص الدعم وحشده.

احتمالات مفتوحة

ومن المؤكد أن تجربة ترامب ستؤثر عليه بطرق لا يمكن التنبؤ بها، لقد كان لذلك تأثير بالفعل على حملته، وفي المقابلات التي أعقبت إطلاق النار، قال الرئيس السابق إنه أعاد كتابة خطاب قبوله للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري للتأكيد على الوحدة الوطنية، على الرغم من أن خطابه كان أيضاً «ترامبياً» في بعض الأحيان. وقال لصحيفة «نيويورك بوست»: «ليس من المفترض أن أكون هنا، من المفترض أني مُت».

ومن المستحيل التنبؤ بالضبط كيف ستغير محاولة اغتيال ترامب سياسة الولايات المتحدة في الأشهر المقبلة على الرغم من أنه إذا كان انتشار نظريات المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي يشير إلى أي مؤشر فلن يكون ذلك للأفضل، ومن المرجح أن ترامب بعد إطلاق النار لن يشبه ريغان بعد إطلاق النار، ولا يظهر الحزب الجمهوري الحديث أي علامة على التحرك في إصلاح الأسلحة، ولا تظهر استطلاعات الرأي العامة ذلك النوع من الموافقة الجماعية لترامب بين الناخبين الأميركيين التي تمتع بها ريغان. ويبقى أن نرى ما إذا كان ترامب قادراً على ضمان إعادة انتخابه.

الأمر المؤكد هو أن إطلاق النار أسهم في تزايد المخاوف من العودة إلى عصر العنف السياسي الذي لم نشهده منذ عقود، وما يزيد قليلاً على 40% من الرؤساء الأميركيين - ما لا يقل عن تسعة - تم استهدافهم من قبل القتلة. وفي أعقاب محاولة الاغتيال الفاشلة لأندرو جاكسون عام 1835، كانت الفترة بين إطلاق النار على ريغان وترامب هي أطول فترة في التاريخ الأميركي لم يتم فيها توجيه رصاصة نحو رئيس حالي أو سابق، وهي 43 سنة رائعة وصلت إلى نقطة صادمة نهاية الأسبوع الماضي. عن «بوليتيكو»

. تعزيز شعبية ريغان كان التأثير الأكثر وضوحاً الذي خلفه إطلاق النار عليه.

. من المستحيل التنبؤ كيف ستغير محاولة اغتيال ترامب سياسة أميركا في الأشهر المقبلة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا