عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

تُخضع الطلاب في سن السادسة والسابعة للتدريب العسكري

  • 1/2
  • 2/2

كثيراً ما يعبر الرئيس الصيني شي جينبينغ عن اشمئزازه الشديد من تخلي بعض رجال المجتمع عن صفات كانوا يتحلون بها في السابق، مثل الصلابة والشجاعة والتصميم، لهذا جعل همه إخضاع المجتمع المدني للتدريب العسكري منذ الصغر. وتغذي هذه النزعة العسكرية المتزايدة في البلاد في عهد شي، مخاطر الصراع أو الأعمال العدائية مع دول أخرى، خصوصاً بشأن تايوان. وفي الوقت نفسه، تفيد التقارير أن القوات المسلحة الصينية، على الرغم من خضوعها لعملية إصلاح وتحديث واسعة النطاق، فإنها تعاني قضايا فساد، وانخفاض معدل التجنيد.

وذكرت وزارة الدفاع في سبتمبر ، أن المدارس الابتدائية والثانوية في جميع أنحاء البلاد، بدأت العام الدراسي الجديد بدروس التعليم الدفاعي، وتقول إنها تهدف من ذلك إلى «زرع شعور عميق بالوطنية، واحترام الجيش، والاهتمام بالدفاع الوطني في قلوب الطلاب».

وتقول رئيسة برنامج بمعهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، بيثاني ألين: «إن مطالبة الأطفال بالانخراط في أنشطة التعليم العسكري الأدائي في سن أصغر، يؤدي إلى تطبيع السياسة الخارجية العدوانية المتزايدة للصين، ويمكن أن يعد البلاد نفسياً لحالة طوارئ تنخرط فيها الصين في صراع مسلح».

تعبئة سريعة

ويقول محللون مقيمون في الصين لوسائل الإعلام، إن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم يتعلم من حرب أوكرانيا، ويرى أن هناك ضرورة ملحة لتدريب المواطنين، بحيث يمكن تعبئتهم بسرعة في حالة نشوب أي صراع. وقد أدت النزعة العسكرية المتزايدة من قبل الصين في عهد شي إلى زيادة خطر الصراع أو الأعمال العدائية مع دول أخرى، خصوصاً بشأن تايوان.

في مدرسة ابتدائية تابعة لجامعة بكين جياوتونغ، وقف طلاب تراوح أعمارهم بين السادسة والسابعة في طابور طويل على ممر مطلي بألوان قوس قزح. أحد الصبية يحمل مسدساً غير حقيقي، وخلفه طلاب آخرون يمسكون ببنادق هجومية وهمية. وتغطي السترات العسكرية الواقية المزيفة، ملابسهم الرياضية الزرقاء والبيضاء، وتقبع رؤوسهم داخل خوذات مدفعية كبيرة للغاية. وفي صور أخرى، يمارس الطلاب التدريبات العسكرية، ويحيون الجنود الزائرين، ويصطفون في ملعب رياضي، ليكتبوا عبارة «أنا أحبك» بجانب العلم الصيني.

في منشور على الإنترنت نشر في أبريل الماضي، تقول المدرسة، إنها عملت جاهدة في السنوات الأخيرة «على تعزيز موضوع الوطنية، وجعله جزءاً مهماً من التعليم الأيديولوجي والسياسي والتربية الأخلاقية للمدرسة». ويسترسل المنشور «سوف نهيئ جواً ملائماً لتعليم الدفاع الوطني، وننفذ أنشطة غنية، وننمي لدى الطلاب حب الوطن وحب الجيش، والانضباط التنظيمي، وننمي طموحاتهم في بناء الوطن الأم والدفاع عنه منذ سن مبكرة». وهذه المدرسة الابتدائية هي من بين آلاف المدارس التي تم تصنيفها على أنها «مدارس نموذجية لتعليم الدفاع الوطني»، وهي جزء من حملة في الصين، لزيادة الوعي والمهارات العسكرية بين سكانها، بدءاً من سن صغيرة للغاية.

المزيد من التصنيفات التي أعلنتها وزارة التعليم واللجنة العسكرية المركزية في يناير، أدت إلى مضاعفة عدد «المدارس النموذجية». ومن المرجح أن يتبع ذلك تغييرات قانونية تعمل على توسيع نطاق التدريب الإلزامي، بما في ذلك «أنشطة الطلاب» تحت سن 15 عاماً. وتم تقديم مشروع قانون يقترح تعديلات على قانون التعليم الدفاعي الوطني، حيث أجازه مجلس الشعب الوطني في قراءته الأولى في أبريل. وتجعل التعديلات التعليم الدفاعي الوطني أكثر إلزاماً لما كان في السابق، مع التركيز على الحاجة إلى التدريب العسكري الأساسي في المدارس الثانوية ومؤسسات التعليم العالي، والسماح بتوسيع نطاقه، ليشمل الطلاب الأصغر سناً لأول مرة.

وتقول مسودة مشروع القانون «يجب على جميع أجهزة الدولة والقوات المسلحة، وجميع الأحزاب السياسية والجماعات العامة، وجميع المؤسسات ومنظمات الحكم الذاتي الشعبية ذات الطابع الجماهيري، في ضوء ظروفها الخاصة، تنظيم تعليم الدفاع الوطني في مناطقها وإداراتها ووحداتها».

تحديات

ليس من الواضح ما إذا كانت الدروس المستفادة تعمل على تحسين التجنيد، كما أن ثقافة الرقابة العقابية في الصين تجعل من المستحيل تقريباً دراسة تأثير التجنيد في الرأي العام. معظم التعليقات المنشورة تشبه تعليقات الجندي السابق، فنغ شانجو، الذي شارك في قيادة الدروس في مدرسة ابنه، نيجيانج رقم 13 في سيتشوان، والذي قال لوسائل الإعلام الحكومية: «يمكن أن يساعد التدريب الأطفال على اكتساب المثابرة والشجاعة وصفات العمل الجاد».

وتقول رئيسة برنامج أبحاث ميريكس حول السياسة الصينية، كاتيا درينهاوزن، إن التعليم العسكري هو مجرد جانب واحد من حملة أوسع لتعزيز قوة الحزب الشيوعي الصيني في وقت يواجه فيه تحديات متعددة، بما في ذلك الانكماش الاقتصادي، والاضطرابات الاجتماعية المتفرقة، والنزاعات الإقليمية المتعددة، وتفاقم الكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ. وتضيف درينهاوزن: «هناك تركيز متجدد على التدريب العسكري، وخلق الهوية وقبول عامة السكان لما يفعله الجيش، وهو ما يعمل أيضاً على بناء التماسك الداخلي عندما يحتاج الحزب إلى إيجاد مصادر جديدة للتماسك الاجتماعي والسياسي، لأن الاقتصاد لا يساعد على ذلك». وترى أنه «في البداية جاء التركيز المتجدد على التعليم الوطني وما يجعل الصين عظيمة في المدارس. ثم جاء إطلاق تعليم الأمن القومي، ليس فقط في البر الرئيس، ولكن أيضاً في هونغ كونغ، أعتقد أن هذه طبقات مختلفة، وتشكل جزءاً من إعادة التركيز الاستراتيجي الأوسع على إعادة بناء قوة الحزب الشيوعي الصيني داخل الصين».

وتشير درينهاوزن أيضاً إلى أن الجيش، جيش التحرير الشعبي، هو رسمياً القوات المسلحة للحزب الشيوعي الصيني، وليس الدولة الصينية أو شعبها، وقد تم استخدامه في الماضي لقمع الاحتجاجات المحلية بالعنف. وتقول: «من المفيد رؤية التطور عندما يتعلق الأمر بالتعليم العسكري والدفاعي في سياق سيناريوهات مختلفة محتملة، لأنه عندما تنظر إلى الأمر بهذه الطريقة، فإن كل هذه التدابير ليست بالضرورة مجرد مقدمة للحرب، لكنها تخدم جميع أنواع الحرب، ومن بينها إدارة الأزمات للحزب الشيوعي ليمضي قدماً». عن «الغارديان» البريطانية

• يقول محللون مقيمون في الصين لوسائل الإعلام، إن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم يتعلم من حرب أوكرانيا، ويرى أن هناك ضرورة ملحة لتدريب المواطنين، بحيث يمكن تعبئتهم بسرعة في حالة نشوب أي صراع.

• التعليم العسكري هو مجرد جانب واحد من حملة أوسع، لتعزيز قوة الحزب الشيوعي الصيني في وقت يواجه فيه تحديات متعددة، بما في ذلك الانكماش الاقتصادي.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا